الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

المكان في حكايات الموصل الشعبية د. محمد نزار الدباغ

 ملخص لبحث كنت قد شاركت به منذ سنوات في
ندوة (الحكاية الشعبية في مدينة الموصل)في جامعة الموصل 


المكان في حكايات الموصل الشعبية  
د. محمد نزار الدباغ   
ملخص البحث  
يهدف هذا البحث إلى التطرق لموضوع المكان في الحكاية الشعبية الموصلية ، قسم البحث إلى مبحثين ، تناول المبحث الأول ، التعريف بالمكان الحقيقي في حكايات الموصل الشعبية ، أما المبحث الثاني فقد تطرق إلى الحديث عن المكان الخيالي .

المبحث الأول : المكان الحقيقي في الحكاية الشعبية الموصلية  
يتردد صدى المكان الحقيقي في حكايات الموصل الشعبية بوجود بعض الأماكن ذات الدلالات العمرانية وانتقالات رؤية مؤلف الحكاية وتنقله بين مناطق وأماكن حقيقة في الموصل من خلال الحكايات الشعبية . وعلى الرغم من وجود العديد من الحكايات الشعبية الموصلية ، إلا أن الأماكن الحقيقية في الموصل نجدها قليلة من خلال النص السردي للحكايات فهي لا تتجاوز تسعة أشارات أو نصوص قصيرة جاء الكلام فيها عرضيا عن بعض العناصر العمرانية المتنوعة الموجودة في الموصل ويمكن تقسيمها إلى :
1- الأسوار : ورد الكلام عن أسوار مدينة الموصل في ثلاث نصوص جاء الأول بمفردة سور في الدلالة إلى سور الموصل ، أما النص الثاني فأقترن بمفردة المدينة ، بعبارة أسوار المدينة ، في حين أن النص الثالث جاء متزامنا مع ارتباط السور بأبواب المدينة .
2- الأبواب : ورد الكلام عنها في ثلاث إشارات أيضا، جاءت الإشارة الأولى بذكر كلمة أبواب بصيغة مفردة في الدلالة إلى أبواب الموصل، والإشارة الثانية ارتبطت بذكر السور ، في حين أن الإشارة الأخيرة جاءت صريحة بذكر اسم احد أبواب الموصل وهو باب الشط .
3- الأسواق : ورد ذكر الأسواق بتسمياتها الصريحة دون تحديد موقعها كسوق السراجين ، وسوق العباجية ، وسوق العطارين .
4- البيوت : جاءت الإشارة إلى البيوت بنص واحد صريح اقترن باسم أسرة موصلية  شهيرة ، اشتهرت ببيع وشراء الحمير وهي " بيت جلوقة " ، فارتباط المكان هنا هو رمزي ليس المقصود منه تحديد موضع البيت أو الحديث عن البيت كدلالة عمرانية إنما ارتبط باسم الأسرة المذكورة .

المبحث الثاني : المكان الخيالي في الحكاية الشعبية الموصلية
لقد جاءت الإشارات إلى المكان الخيالي في حكايات الموصل الشعبية بنصوص كثيرة ناهزت المائة والخمسة والأربعون نصا  توزعت على مفردات عمرانية متنوعة منها ما هو كبير الحجم وبعضها الآخر صغير ، فضلا عن تنوع هذه المفردات ضمن دلالة العنصر العمراني نفسه ، وسنكتفي بذكر بعض النماذج على سبيل الاختصار ، لكثرتها ، ويمكن تقسيمها إلى :
1. القصور : وردت الإشارة إلى القصور ثمانية وعشرون مرة وقد تباين ذكر القصور وفق الصيغ التالية :
 أ- القصر بصيغة مجردة وباشتقاقات لفظية مختلفة  : فورد ثمانية مرات تحت مفردة القصر مقترنا بأل التعريف ، وتكررت المفردة أحيانا ضمن الصفحة الواحدة . ووردت مرة واحدة دون أل التعريف  ، وجاءت مرتين بصيغة قصرا ، منونة ، وثلاث مرات بصيغة الجر بعبارة (بالقصر) ومرتين (قصره) ، وأخيرا جاء بصيغة المتكلم مرتين أيضا بعبارة (قصري) .
ب- مقترنا بطابع المُلك : فورد بعدة صيغ ، منها ثلاث مرات بصفة قصر الملك ، ومرة واحدة بصيغة القصر الملكي  ومرة واحدة أيضا بعنوان قصر الأمير وخمسة مرات باسم قصر السلطان ، وتكرر هذه المفردة أحيانا ضمن الصفحة الواحدة . ومرة واحدة تحمل اسم  قصر الوزير .
ج-  مقترنا بصفات مختلفة : كعبارة قصره الجديد ، وقصر اليهودي ، وهذا القصر هو قصر خرافي لا وجود له في كتب التاريخ والتراث والبلدان ، وأخيرا ورد بصيغة قصر أبيها .
 د- قاعات القصور : وردت بصيغتين ، الأولى باسم قاعة الملك ، والثانية بعنوان قاعة الاستقبال ، والقاعة الأخيرة كانت مخصصة على الأغلب لاستقبال السفراء والضيوف حسب ما يرى الباحث ، وجاءت الإشارة لكل نوع من القاعات مرة واحدة .
 2. الدار مقترنة بصفة : مثل عبارة دار وشقة مغلقة ودار أبي البنات  ففي الإشارة الأولى يقترن عنصريين عمرانيين هما الدار وهي الأكبر حجما والشقة وهي الأصغر حجما ، مرتبطة بصفة المكان الطارد للناس ، على عكس المكان الجاذب ، وهي احد أنواع  المكان . وفي الإشارة الثانية تقترن الكلمة بعبارة (أبي البنات) وهي صفة رجل يربي عدد من الفتيات في الدار .
3. الغرف مقترنة بصفات : وردت الإشارة إليها ثلاث مرات ، كغرفة في خان ، وغرفة مهجورة ، وغرفة خالية ، وهنا نجد أن الإشارتين الأخيرتين تقترن صفة المكان بالعزلة والوحدة ، وهذا يرتبط بدراسة المكان من الناحية النفسية ، كما نجده ممثلا في شخصية الكاتب المتوحد في (غرفته) بما يوحي سلوكه في هذا المكان عن حالته النفسية المحبطة .
  
الخاتمة: يتضح من خلال ما تقدم أن المكان الخيالي قد استأثر بالوصف الأكبر من حيث عدد الإشارات الدالة عليه في حكايات الموصل الشعبية ، وتنوع مفرداته العمرانية التي أخذت بدورها صيغا وإشكالا مختلفة ضمن العصر العمراني الواحد ، وان العنصر العمراني الذي يدخل ضمن المكان المتخيل الذي يرد بصيغة مجردة وبألفاظ مختلفة يرد بكثرة وخصوصا في مفردات القصور والدور. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق