الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

بطاقة كتاب : ما تبقى من رحلة السرخسي

Titre propre ما تبقى من "رحلة أحمد بن الطيب السرخسي" / دراسة وتحقيق هدى شوكة بهنام
Autorité(s)
Auteur :
أحمد بن الطيب (286\899) (أحمد بن محمد بن مروان) السرخسي
Editeur intellectuel :
حبشي (هدى بهنام)
Langue(s) Langue du texte : arabe
Date 1989
Description pp. : [125-134]
Note(s)
Expression : illustrations (détail) :
1 خريطة
Lien(s)
Est une partie composante de :
- (1971/1391) : (18/4) ; 1989 المورد : مجلة تراثية فصلية محكمة / تصدرها وزارة الإعلام
IDEO-NOT-117186- Création : 24/05/2009 - Modification : 02/01/2013

http://alkindi.ideo-cairo.org/controller.php?action=SearchNotice&noticeId=117186

نقد: جديد الكاتبة المغربية نجاة المريني .الرحلة الضائعة لابن حمّويه إلى المغرب في نهاية القرن 12

نقد: جديد الكاتبة المغربية نجاة المريني


الرحلة الضائعة لابن حمّويه إلى المغرب في نهاية القرن 12



وأخيرا يجدُ ابن حمّويه من يتذكره من المغاربة ، بالبحث والتنقيب  في خزائنه الضائعة وزمام تركته الأدبية، وخصوصا رحلته المغربية .   فقد أقدمت نجاة المريني (جامعة محمد الخامس بالرباط ) على جمع وتقديم وتحقيق رحلة ابن حمّويه في كتاب عنونته بـ « ما تبقى من رحلة ابن حمّويه المسمّاة الرحلة المغربية لشيخ الشيوخ تاج الدين أبي محمد عبد الله بن عمر بن علي بن محمد بن حمّويه الجويني السَّرخسي ، المتوفى سنة 642 ه/1245م. والصادر عن مركز البابطين . وقد نحت في عملها هذا التبويب على مقدمة وثلاثة أقسام وفهارس ، بدءا بالتعريف بابن حمّويه سفيرا ثم الرحلة، نوعها ومصادرها، وأخيرا النصوص المحققة. وهو عمل شاق يتجاوز التحقيق إلى التنقيب عن نص ضائع، تفرَّقَ «جسمه» في مؤلفات مُختلفة . تأتي رحلة ابن حمّويه من المشرق إلى المغرب في سفر مُعاكس لعشرات الرحلات التي كانت تتجه من المغرب والأندلس نحو المشرق وبلاد الحجاز والشام . وقد جاء قدوم ابن حمّويه إلى المغرب بعد سفارة أسامة بن منقذ إلى مراكش برسالة من صلاح الدين الأيوبي . بحيث وفدَ سنة 593 ه على يعقوب المنصور الموحدي بعد سنتين من انتصار الموحدين على نصارى الأندلس في معركة الأرك الشهيرة سنة 591 ه ، وأقام بمراكش سبعة أعوام ، ثم غادرها  إلى مصر حيث وُلِّيَ مشيخة الشيوخ هناك .إن الظرف  الذي قدِمَ فيه ابن حمّويه إلى المغرب لم يكن لأجل السياحة  ولا السفارة أيضا (فقط) ، وإنما تحولت إلى رحلة ثقافية ، وإلا ما كان  اقتعدَ سبع سنوات كاملة بمراكش ، ولربما زار فيها الأندلس .إذ أن المقري في «نفح الطيب «  ، هو المصدر الوحيد الذي نبّه إلى وجود هذه الرحلة ونوعها ، يقول من جملة ما يورده في هذا الصدد : «وقد ذكرَ في رحلته عجائب شاهدها بالمغرب ومشايخ لقيهم وعلماء من المغرب والأندلس جالسهم وذاكرهم ودوَّنَ أخبارهم  وأشعارهم «.  وتؤكد نجاة المريني ، وهي الباحثة المتخصصة في الأدب والثقافة والتاريخ بالمغرب، أن رحلة ابن حمّوية أصبحت المصدر الوحيد في تلك الفترة التاريخية لتراجم وأحداث اعتمد عليها مؤرخون لاحقون من أمثال ابن الشعار الموصلي وابن سعيد المغربي وابن خلكان من القرن السابع الهجري ، ولاحقا المقري في القرن 11 ه .وإذا كان عدد من الباحثين قد أجمعوا على أن ابن حمّويه قد زار المغرب رسولا من طرف صلاح الدين الأيوبي إلى المنصور الموحدي، فإنَّ بقاءَه لفترة طويلة في سياق تاريخي متحول، وثراء ثقافي في مراكش والأندلس مكّنه من تدوين رحلة فهرسية . وتُصححُ نجاة المريني  في هذا المُؤلف، عددا من المعلومات المرتبطة بهذا الأديب الرحالة ، مؤكدة أنه لم يأت في سفارة لصلاح الدين الأيوبي -كما يقول أكثر من مصدر - بسبب أن السلطان صلاح الدين توفيَ سنة 589 ه ، بينما قدِمَ ابن حمّويه إلى المغرب بعد أربع سنوات من تاريخ وفاة صلاح الدين، في عهد ابنه عثمان. لتخلصَ أن الرحلة ليست سفارية وإنما هي فهرسية سياحية، وتعزز هذا التأكيد بنص ثمين  وغميس أورده المقري على لسان ابن حمّويه ، يقول فيه : «وإن كانت العمومة من المشرق، فإنَّ الخؤولة من المغرب، فحدثَ باعث يدعو إلى الحركات والأسفار، ومُشاهدة الغرائب في النواحي والأقطار، وذلك في حال ريعان الشباب الذي تُعضده عزائم النفوس  بنشاطها، والجوارح بخفة حركاتها وانبساطها. فخرجتُ سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة إلى زيارة بيت المقدس وتجديد  العهد ببركاته، واغتنام الأجر في حلول بقاعه ومزاراته، ثم سرتُ منه إلى الديار المصرية، وهي آهلة بكل ما تتجمّل به البلاد وتزدهي وينتهي الواصف لشؤونها ولا تنتهي، ثم دخلتُ المغرب من الإسكندرية في البحر، ودخلتُ مدينة مراكش أيام السيد الإمام أمير المؤمنين أبي يوسف يعقوب المنصور ، فاتصلتُ بخدمته « ص 34.خصّت نجاة المريني القسم الثالث من هذا المؤلف لتجميع ما تفرَّق في مصادر مطبوعة لابن الشعار والمقري وابن خلكان ، بالإضافة إلى مصادر مخطوطة لأبي القاسم الزياني والدكالي السلوي واليحمدي ، لتقدم رحلة  عالم من  مصادر عدد من العلماء .كما ذيلت الكتاب بفهارس مساعدة  ولائحة بمصادر ومراجع ستفتح أمام باحثين آخرين الطريق للمزيد من التنقيب عن ابن حمّويه وعلماء القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين .


http://www.bayanealyaoume.press.ma/index.php?view=article&tmpl=component&id=37322
ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏( ﻗﺮﻩ ﺳﺮﺍﻱ ‏)


ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﺒﻘﺎﻳﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻗﺮﻩ ﺳﺮﺍﻱ ﺍﻱ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻻﺳﻮﺩ .. ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺬﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻧﻬﺮ ﺩﺟﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ،ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺮﻋﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﺣﺪ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺩﺟﻠﺔ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺍﻥ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻧﻜﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ . ﻭﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻧﻜﻲ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﺗﺎﺑﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ 1261-1127 ﻡ .









الاثنين، 29 سبتمبر 2014

زينوفون

زينوفون



كسينوفون أو زينوفون Xenophon هو مؤرخ يوناني وكاتب فلسفي، عاش بين القرنين الثالث الثاني ق م. وكان أحد تلاميذ سقراط واشترك مع الفرس في حروبهم وله كتاب يدعى الأناباسيس والذي اشتهر به حيث أرخ لرحلة تقهقره مع رجال قورش الأصغر لآلاف الكيلومترات .
درس الفلسفة على يد سقراط. ثم حارب في فارس وبلغ مرتبة عسكرية عليا، وقاد جيشاً قوامه ١٠.٠٠٠ جندي يوناني في طريق العودة إلى الوطن. وعقب هذه الخدمة الحربية انصرف كسينوفون إلى حياة الكتابة الجدية في التاريخ، فوضع قصة الحملة الفارسية التي قادها قورش الأصغر بعنوان الأناباسيس، وتاريخاً لليونان منذ حوالي السنة ٤٠٠ بعنوان الهيلينيكا، وكتاباً عن سقراط بعنوان أشياء جديرة بالتذكّر. وكتب أيضاً ندوة سجَّل فيها مناقشات مع سقراط.

حياته

بدايات حياته

أبوه يدعى غريلوس، وكان قد ولد في أثينا حوالي 430 ق م، وهو يعود إلى عائلة من الفرسان في مجلس الشعب من إرخيا. ويمكن أن نستنتج من المقاطع في كتابه هيلينيكا بأنه قاتل في معركة أرغينوساي عام 406 ق م، وبأنه كان حاضرا عند عودة ألكيبيادس عام 408 ق م، ومحاكمة الجنرالات وسقوط الثلاثين. وقد وقع منذ بدايات حياته تحت تأثير سقراط، لكن لكنه انجذب أكثر للحياة العملية.

حروب الفرس

في 401 ق م كان قد دعاه صديقه بروكسينوس للانضمام إلى حملة قورش الأصغر ضد أخيه أرتحششتا الثاني الإمبراطور الأخميني فقبل العرض حالا. فقد أمدت له هذه المغامرة فرصة للثروات والشرف، بينما لم يكن من المحتمل أن يجد الإحسان في أثينا الديمقراطية، حيث أحيط الفرسان بالشك بعد أن دعموا الثلاثين (الطغاة الثلاثون في أثينا). ذهب كسينوفون باقتراح من سقراط إلى ديلفي لاستشارة الكاهن؛ لكنه كان قد عقد عزمه بالفعل، ومضى إلى سارديس في الحال. وأعطى وصفا كاملا وتفصيليا للبعثة بنفسه في الأناباسيس Anabasis أو الزحف العسكري، أو "الزحف في داخل البلاد."
بعد معركة كوناكسا (401 ق م) التي فيها فقد قورش الأصغر حياته، قتل قادة الضباط في الجيش اليوناني غدرا من قبل المرزبان الفارسي تيسيفيرنس، والذي كان يتفاوض معهم على هدنة والعودة بأمان. أصبح الجيش الآن في قلب بلاد مجهولة، وبعيد ألف ميل من الوطن وفي حضرة عدو مزعج. وتقرر الذهاب شمالا نحو وادي دجلة والوصول لشواطئ البحر الأسود، حيث كانت هناك عدة مستعمرات يونانية. وأصبح كسينوفون القائد الروحي للجيش فانتخب ضابطا وهو الذي وجه تراجع الجيش بشكل رئيسي.جزء من الطريق يمر خلال براري كردستان، حيث توجب عليهم مواجهة هجمات قبائل الجبل الهمجية، وجزء آخر يمر خلال مرتفعات أرمينيا وجورجيا. بعد مسيرة خمسة شهور وصلوا إلى ترابيزوس (طرابزون) على البحر الأسود (فبراير 400 ق م)، حيث بدأت معنوياتهم تنهار، وحتى كسينوفون فقد سيطرته تقريبا على العساكر. وفي كوتيورا تطلع لتأسيس مستعمرة جديدة؛ لكن الفكرة طويت عندما لم تتم الموافقة بالإجماع، وفي النهاية وصل كسينوفون مع رفاقه اليونانيين إلى خريسوبوليس (سكوتاري) على البسفور والمقابلة لبيزنطة.
بعد فترة قصيرة من الخدمة تحت الزعيم التراقي سيوثس، تم دمجهم في النهاية في الجيش اللاكيداموني وكما يؤخذ من مذكرات كسينوفون، فلا بد وأنه كان جزءا من هذه الحملة، ولم يكن أقل من عمر العشرين في ذلك الوقت. ثم عبروا إلى آسيا لشن حرب ضد المرزبانات الفرس تيسافيرنس وفارنابازوس (فرنواز)، وأما كسينوفون الذي رافقهم فقد أسر نبيلا فارسيا غنيا مع عائلته قرب بيرغاموم، والفدية التي دفعت ثمن استعادته ضمنت لكسينوفون دخلا كافيا مدى الحياة.

في خدمة إسبرطة

عند عودته إلى اليونان خدم كسينوفون تحت إمرة أجيسلاوس الثاني ملك إسبرطة التي كانت في ذلك الوقت القوة الرئيسية في العالم اليوناني. ولم يكن متعاطفا مع مدينته أثينا وسياستها العامة ومؤسساتها. في معركة كورونيا (عام 394 ق م) قاتل مع الإسبرطيين ضد الأثينيين والطيبيين مما أدي لأن يأمر مواطنوه بإبعاده. ومنحته إسبرطة بيتا له في سكيلوس في إليس، حوالي ثلاثة كيلومترات من أولمبيا؛ هناك استقر ليرضي شغفه للرياضة والأدب.

حياته اللاحقة

بعد هزيمة إسبرطة الساحقة عام 371 ق م على يد الطيبيين في معركة ليوكترا، طرد كسينوفون من بيته من قبل أهل إليس. في أثناء ذلك كانت إسبرطة وأثينا قد أصبحتا حليفتين، وأبطل الأثينيون المرسوم الذي أمر بنفيه. ولا يوجد دليل على أنه عاد في وقت لاحق إلى مدينته. وطبقا لطبقا لديوجينس لايرتيوس، أقام لنفسه بيتا في كورينث. أما سنة موته غير معروفة؛ كل ما يمكن أن يقال أنه كان حيا عام 355 ق م وهو تاريخ عمله على كتابه عائدات أثينا.

أعماله

الأناباسيس

كتاب الأناباسيس (أعده في سكيلوس بين أعوام 379 و371 ق م) هو عمل الاهتمام المفرد، ومكتوب بشكل زاه ومشرق. وكسينوفون مثل قيصر يخبر القصة بضمير الشخص الثالث، وهناك مسحة من الرجولة تحيط بأسلوب الكتابة. ووصفه للأماكن والمسافات النسبية دقيق جدا. وتشهد بحوث المسافرين الحديثين على دقته. وذكر بلوتارخ وديوجينس لايرتيوس بشكل واضح أن الأناباسيس كان عمل كسينوفون، والدليل من أسلوب الكتابة حاسم. والتلميح إلى ثيميستوجينس السيراكوزي بأنه المؤلف يظهر بأن كسينوفون نشره تحت اسم مستعار.

الكيروبيديا

الكيروبيديا Cyropaedia هو عمل سياسي وفلسفي مثالي، والذي يصف شباب قورش الأصغر وتدريباته، وهو بالكاد يتتماشى مع اسمه، فالجزء الأكبر عبارة عن سجل بدايات الإمبراطورية الفارسية وانتصارات قورش مؤسسها. والكيروبيديا يحتوي في الحقيقة على أفكار المؤلف الخاصة حول التدريب والتعليم، كما اشتق من تعاليم سقراط ومؤسساته الإسبرطية المفضلة لديه. وقيل بأنه قد كتب كمعارضة لجمهورية أفلاطون. هناك غرض أخلاقي يجري عبر العمل وبه تمت التضحية بالحقائق التاريخية. فعلى سبيل المثال ظهر قورش بأنه مات بسلام في سريره، بينما يقول هيرودوتس بأنه سقط في حملة ضد قبائل الماساغيتيين.

الهيلينيكا

كتبت الهيلينيكا Hellenica في كورنث، بعد 362، وهي السجل المعاصر الوحيد للفترة بين أعوام (411 – 362 ق م) الذي وصلنا. ويشمل جزأين متميزين؛ وأولهما الكتابان الأول والثاني اللذان هدفا لوضع استمرارية لأعمال ثوكيديدس، ويسرد التاريخ حتى سقوط الثلاثين، ثانيهما الكتابان الثالث والرابع الذان يتعاملان مع الفترة من 401 إلى 362 ق م، ويسرد تاريخ الإسبرطيين وزعامات الطيبيين، حتى موت إيبامينونداس. ولكن لا توجد أسس لوجهة النظر بأن الجزأين كتبا ونشرا كعملين منفصلين، ولا يوجد تبرير لتهمة التزييف المتعمد.

ولكن يجب الاعتراف بأنه كان لديه تحاملات سياسية قوية، وبأن هذا التحاملات أثرت على روايته للأحداث. وكان مناصرا للحركة الرجعية التي انتصرت بعد سقوط أثينا؛ وكانت إسبرطة هي رمز المثالية لديه وكان ملكها أجيسلاوس بطله. وفي نفس الوقت كان مؤمنا بالعناية الإلهية، ولهذا فقد رأى في سقوط إسبرطة العقاب الذي أوقعته السماء على السياسة الغادرة التي جهزت للسيطرة على كادميا والهجوم على سفودرياس. وأخطائه أنه غلب تحيزه السياسي على الأحداث وحاجته للاتزان وفشله لإدراك معنى النقد التاريخي. وأكثر ما يمكن أن يقال لصالحه بأنه كشاهد كان صادقا وعلى حسن إطلاع. وقد كان شاهدا لا غنى عنه لهذه الفترة من التأريخ اليوناني.

الميمورابيليا

المخلفات التذكارية أو الميمورابيليا Memorabilia، أو "ذكريات عن سقراط" ويقع في أربعة كتب، كتب للدفاع عن سقراط ضد تهم المعصية وإفساد الشاب، وكرره بعد موته السفسطائي بولقراط. العمل ليس قطعة أدبية فنية؛ فيفتقر إلى التماسك والوحدة، والصورة المعطاة لسقراط تخفق في إنصافه. ولكنه ما زال لا شك يصف أسلوب الفيلسوف في الحياة وأسلوب محادثاته. وكان والجانب الأخلاقي والعملي من تعليم سقراط هو الذي أثار اهتمام كسينوفون أكثر؛ وحاول الدخول إلى تأملاته الغيبية العميقة: ولم يكن عنده في هذا في الحقيقة أي حس أو عبقرية. وانتقل ضمن مجموعة محدودة من الأفكار، هو بلا شك يعطينا "إلى حد كبير صورة أقل من صورة سقراط الحقيقي، بينما أفلاطون يعطينا أكثر." ومن المحتمل العمل في شكله الحالي هو عبارة عن تلخيص.
الأعمال الثانويةعدل

    ترك كسينوفون عدة أعمال ثانوية، بعضها كان مثيرا جدا ويعطي بصيرة إلى حياة اليونانيين الخاصة. فهناك الأويكونوميكس Oeconomics (وهو إلى حد ما استمرار للميمورابيليا، واعتبر الكتاب الخامس من العمل) يتعامل مع إدارة البيت والمزرعة، ويقدم صورة لطيفة ومسلية عن الزوجة اليونانية وعن واجبات بيتها. وهناك بعض الملاحظات العملية الجيدة عن الزواج وواجبات الزوج والزوجة. والعمل الذي كان على شكل حوار بين سقراط وشخص يدعى إسخوماخوس ترجم إلى اللغة اللاتينية من قبل شيشرون
    في المقالات على الفروسية (Hippike) والصيد (Cynegeticus)، يتعامل كسينوفون مع الأمور التي كان على معرفة شاملة بها. في الأولى يعطي القواعد عن كيفية اختيار الحصان، وبعد ذلك يتكلم عن سياسته وركوبه والتعامل معه. يتعامل مقال الصيد بصورة رئيسية مع الأرانب البرية، مع ذلك فالمؤلف يتكلم أيضا عن صيد الخنازير ويصف كلاب الصيد، فيتكلم عن كيفية استيلادها وتدريبها، ويعطي نماذج عن الأسماء المناسبة لها. وهو يكتب عن كل هذا بحيوية رياضي متحمس، ويرى بأن الأمم التي لدى طبقاتها الراقية ذوق الرياضات الميدانية فعلى الأغلب تكون ناجحة في الحرب. كلتا الأطروحتان قد تجدان الاهتمام من القارئ الحديث.
    يوضح كتاب هيبارخيكوس Hipparchicus واجبات ضابط سلاح الفرسان؛ هو ليس أطروحة علمية بكاملها، حيث يظهر بأن فن الحرب كان متطورا ولكن بشكل ناقص وأن العمليات العسكرية لليونانيين كانت على مقياس صغير. ويشرح بشكل مطول المعايير الأخلاقية اللازمة لصنع خيال جيد، ويلمح بوضوح أنه لابد أن يكون هناك انتباه صارم للواجبات الدينية.
    قصيدة أجيسلاوس هي قصيدة في مديح الملك الإسبرطي، الذي كان عنده استحقاقان خاصان في وجهة نظر كسينوفون: أنه كان صارما متصلبا، وأنه كان متعاطفا مع كل شريعة دينية. ولدينا خلاصة عن فضائله بدلا من صورة جيدة وواضحة عن الرجل بنفسه.
    يحسب كتاب هييرو الخط الفكري المشار إليه في قصة سيف داموكلس. وهو احتجاج على فكرة أن "المستبد" هو رجل يحسد على ما عليه، كامتلاكه وسائل وفيرة للسعادة من أي شخص آخر. وهذا أحد أفضل أعماله الثانوية؛ وهو موضوع إلى شكل حوار بين هييرو طاغية سراقوسة، والشاعر الغنائي سيمونيدس.
    السيمبوسيوم Symposium أو المأدبة، إلى حد ما يعتبر تكملة المخلفات التذكارية، وهو حوار صغير رائع يكون فيه سقراط العنصر البارز. هو ممثل بأنه استغل إحدى الفرص، وكان ذلك حفل عشاء أثيني بهيج، به شرب كثير وعزف بالناي، وراقصة من سيراقوسة تسلي الضيوف بأعمال مشعوذة محترفة. ويمر حديث مائدة سقراط عبر عدة مواضيع، وينتهي مع بحث فلسفي حول تفوق الحب السماوي الحقيقي إلى نظيره الدنيوي أو المادي الزائف، وبحث آخر جدي مع أحد ضيوف الحفلة ربح لتوه في الألعاب العامة لعيش حياة النيلاء ويقوم بواجبه إلى بلاده.
    هناك أيضا مقالتان قصيرتان نسبتا إليه، على الدستور السياسي لإسبرطة وأثينا، وكتبت مع تحيز واضح لمصلحة الأولى، والتي مدحت دون أي محاولة لأي انتقاد. ويبدو أن إسبرطة قدمت إلى كسينوفون أفضل خليط معقول من الحكم الملكي والأرستقراطية. أما الثانية بالتأكيد لم تكتب من قبل كسينوفون، لكن كتبت على الأغلب من قبل عضو حزب أوليغاركي بعد فترة قليلة من بداية الحرب البيلوبونيسية. في المقالة حول عائدات أثينا (كتبت عام 355 ق م) يعطي كسينوفون اقتراحات من أجل جعل أثينا أقل اعتمادا على الجزية المستلمة من حلفائها. وقبل كل شيء سيجعل أثينا تستعمل تأثيرها لحفظ السلام في العالم اليوناني ولتسوية المسائل بالدبلوماسية، ومعبد دلفي سيكون مركزا مستقلا.
    الاعتذار وهو دفاع سقراط أمام قضاته، كان إنتاجا ضعيفا، وفي الرأي العام للنقاد الحديثين ليس عملا أصيلا لكسينوفون، لكن يعود إلى فترة تالية.

شخصيته

كسينوفون كان رجلا ذا جمال شخصي عظيم ومواهب ثقافية كبيرة؛ لكنه كان عمليا جدا بطبيعته ليهتم بالتأملات الفلسفية العميقة. أقنعت كراهيته من ديمقراطية أثينا أنتجت فيه قلة الوطنية حتى أنه حارب إلى جانب إسبرطة حتى ضد بلاده. وفي الأمور الدينية كان ضيق الأفق، ومؤمنا بكفاءة التضحية والعرافة. وأسلوبه البسيط والذي أصبح مرهقا في بعض الأحيان كان موضع احترام من الكثيرين وحاكاه العديدون.
مراجععدل

    صانعو التاريخ - سمير شيخاني .
    ١٠٠٠ شخصية عظيمة - ترجمة د.مازن طليمات .

تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.


http://ar.m.wikipedia.org/wiki/Xenophon

سترابو

سترابو مؤرخ وجغرافي وفيلسوف يوناني

حياته

ولد سترابو في كبادوكية (أكاسيا) سنة 63 أو 64 ق.م لأسرة ثرية، ووالدته جورجية الأصل، تتلمذ على يد الكثير من الجغرافيين والفلاسفة في اليونان وروما وكان من الفلاسفة الرواقيين وكسياسي كان من أنصار الأمبريالية الرومانية.
قام برحلاته المشهورة في البلاد المختلفة في الامبراطورية الرومانية حتى وصل إلي حدود الجنوبية لنهر النيل في أفريقيا لدراسة المعالم التاريخية والجغرافية وذكر ذلك في موسوعته (التاريخ الجغرافي) التي تتكون من 47 مجلدا لمختلف البلدان والأماكن في أوروبا واسيا وأفريقيا، ولم تعرف موسوعته الجغرافية كثيرا في أيامه، وكانت مجهولة في القرون الوسطى حتى ظهرت إلى الوجود في عهد النهضة الأوربية في القرن 16 ب.م.وتاريخ سترابو مفقود تماما ويعتقد أنه توفي سنة 23 أو 20 ب.م تقريبا.اختلفت الاراء في ذلك كثيرا.

الجغرافيا



خريطة أوروبا طبقا لسترابو


ليس معروفا متى وأين بدأ سترابو بالكتابة في الجغرافيا ويعتقد أنه أنهى موسوعته الشهيرة في عصر الأمبراطور تيبريوس، وتقدم موسوعته وصفا لتاريخ الشعوب والأماكن من مختلف بقاع العالم المعلومة آنذاك، كما طرح سترابو مسائل أصل الشعوب وهجراتهم وتأسيس الممالك وأيضا درس علاقة الإنسان بالطبيعة المخلوقة، وتعد موسوعته مصدر هام للمعلومات عن العالم القديم وخاصة مع تطابق معلومات الموسوعة مع العديد من المصادر الأخرى، كما دون أيضا سترابو (المذكّرات التاريخيّة) ولكنّها فقدت.


http://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%88

أميانوس مارسيليانوس

أميانوس مارسيليانوس


أميانوس مارسيليانوس هو مؤرخ روماني من القرن الرابع للميلاد. عاش في الفترة (325-بعد 391)م، صاحب أحد أهم كتب التواريخ في القرن الرابع للميلاد. كتب مؤلفا يتحدث عن تاريخ روما في ما بين 96-378، لكن فقدت الأجزاء الأولى منه وبقي الجزء الذي يتحدث عن الفترة المتأخرة.

مارينوس الصوري

مارينوس الصوري

لدى الكلام على تطور مفاهيم الجغرافيا وبداية اعتمادها على المقاييس لابد من ذكر عالم فينيقي كبير ورائد في حقل الجغرافيا هو مارينوس ، أحد أبناء صور التي أنجبت الكثيرين من العلماء والفلاسفة .

وعلى الرغم من قلة ما وصلنا عنه من معلومات حول سيرة حياته وزمن مولده ووفاته ، فإن ما أورده بطليموس من قرائن عنه ترجّح أنه عاش في القرن الثاني للميلاد .

لا عجب أن يُكثر بطليموس الجغرافي اليوناني الشهير من ذكره ، فإنه نقل عنه أفكاراً وابتكارات عدة أسهم بها في إغناء علم الجغرافيا .

فقد جمع مارينوس الصوري كل ما كتبه من سبقه من الجغرافيين . وأكبّ على تصحيح معلوماتهم ، مصححاً في الوقت نفسه خريطة العالم المعروفة آنذاك ً، ومبتكراً المقاييس الثابتًة لها .

ومارينوس هو مبتكر خطوط الطول والعرض من أجل تحديد المواقع تحديداً علمياً دقيقاً ، فضلاً عن أنه صاحب فكرة تقسيم سطح الأرض المعروف في عصره إلى درجات ، فيما كانت المواقع الجغرافية تُحدُّد قبله بالنسبة إلى المدن المعروفة بدلاً من الخطوط الاصطلاحية المعتمدة حالياً .

وبذلك يكون مارينوس صاحب الفضل في إدخال علم الرياضيات في عملية تحديد المواقع . وكان من جراء ذلك أنه أدخل على خريطة العالم مواقع كثيرة لم تكن معروفة قبلاً . ومدَّ خريطة آسيا التي كانت في زمنه تقف عند فتوحات الاسكندر المقدوني ، إلى الشرق محدداً الأماكن فيها استناداً إلى روايات التجار . ولكن تحديداته انطوت على مبالغات جّمة .

إلا أن فضله هنا يكمن في توسُّعه في شرح امتداد آسيا الجغرافي ، وهو أمر كان يجهله الجغرافيون الذين سبقوه .





الأحد، 28 سبتمبر 2014

إراتوستينس


إراتوستينس أو إراتوسثينس (Ερατοσθένης باليونانية) (276 ق.م. - 194 ق.م.) عالم رياضيات وجغرافي وفلكي قوريني من ليبيا. أنشئ نظاما لخطوط الطول ودوائر العرض كما عُرٍف بكونه أول من قام بحساب محيط الأرض، ولم يكتف بذلك بل رسم خريطة مفصلة للعالم بناءً على المعلومات التي توفرت لديه في هذه الحقبة وهو الذي اخترع كلمة جغرافيا.اراتوستينس يعد أيضا من أوائل المؤرخين، حيث أرّخ للأحداث الأدبية والسياسية الهامة مستنداً في تأريخه إلى زمن حرب طروادة.


حياته


ولد سنة 276 ق.م في مدينة شحات الليبية، انتقل بعد ذلك إلى الإسكندرية ليصبح فيما بعد رئيس لأمناء مكتبة الإسكندرية. معينا ً من قبل بطليموس الثالث، أسهم إراتوسثينس في تطوير العلوم والرياضيات كما يروى أنه كان صديقا مقربا ً لأرخميدس.في عام 194 ق.م أصيب إراتوسثينس بالعمى، ليجوّع نفسه بعدها حتى الموت.قياسه لمحيط الأرضقام إراتوستينس بدحض نظرية الأرض المسطحة، وقد دفعه إلى ذلك قراءته في كتاب عن أن القضبان العمودية لمعبد في جنوب أسوان لا تلقي ظلالاً وذلك في ظهيرة يوم 21 يونيو ذلك أن ظلال المعبد تقصر شيئاً فشيئاً كلما اقترب الوقت من منتصف النهار إلى أن تختفي نهائياً عند منتصف النهار. ولكنه دفعه ذلك إلى القيام بتجربة لمعرفة فيما إذا كانت القضبان العمودية في الإسكندرية تلقي ظلالاً في الوقت والتاريخ ذاته (21 يونيو) واكتشف أنها تلقي ظلالاً خلافاً لما هو عليه الأمر في أسوان.وقد قادته هذه التجربة إلى استنتاج كروية الأرض، فلو كانت الأرض مسطحة فإن أشعة الشمس سوف تجعل الأعمدة في أسوان والإسكندرية تلقي الظلال ذاتها وإن اختلاف الظلال لا يمكن تفسيره إلا بكون الأرض محدبة بحيث تصنع أشعة الشمس زاوية مختلفة مع الأعمدة الموجودة في أسوان عن تلك الموجودة في الإسكندرية. واستنتج إراتوستينس أن الزاوية بين أسوان والإسكندرية مقدارها 7 درجات على امتداد سطح الأرض (أي إذا رسمنا خطاً مستقيماً من الإسكندرية إلى مركز الأرض وآخر من أسوان إلى مركز الأرض فإن الزاوية بين الخطين مقدارها 7 درجات) وهي تشكل نحو جزء من خمسين من محيط الأرض المساوي 360 درجة. وقد عرف إيراتوستينس أن المسافة بين أسوان والإسكندرية مقدارها 800 كيلومتر لأنه وظف رجلاً كي يقيس هذه المسافة بالخطوات، وإذا ضربنا الرقم 800 بالرقم 50 نحصل على 40 ألف كيلومتر وهو محيط الكرة الأرضية، وعلى الرغم من أن إراتوستينس لم يمتلك سوى أدوات بسيطة فقد تمكن من خلال الملاحظة والتجربة من التوصل إلى قياس دقيق لمحيط الكرة الأرضية بخطأ لا يزيد إلا أجزاء قليلة بالمئة، مما يجعله إنجازاً ملحوظاً قبل ألفين ومئتي سنة[1].

اقرأ أيضا
قياس العرب محيط وقطر الكرة الأرضية

وصلات خارجية

مشروع اراتوستنس يدور في إطار برنامج اليد في العج.

المراجع 
   ^ ساغان، كارل (1993). الكون. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت. صفحة 25-27.

مشاريع شقيقة في كومنز صور وملفات عن: إراتوستينس



دور الرومان في تطور علم الجغرافيا

دور الرومان في تطور علم الجغرافيا


بدأت الدولة الرومانية في الاتساع حول البحر المتوسط في الشمال والجنوب والرومانيين مختلفين عن اليونانيين، فالرومان أهل حروب وغزوات واليونانيون أهل فلسفة ولذلك عندما وصلوا إلى الإسكندرية، وهى منارة العلم لم تستطع البربرية الرومانية أن تقضى على الثقافة اليونانية، وبقيت مدرسة الإسكندرية كمنبر وبرز فيها في ذلك الوقت عدد من العلماء كان من أشهرهم " استرابو Strabo " وهو من أسرة غنية على ما يبدو حيث أنه تلقى العلم في روما والإسكندرية، وقام في سياحات طويلة طاف فيها عدد من الدول مثل إيطاليا ومصر وبلاد اليونان وآسيا الصغرى وغيرهم، وهو وإن كان قد حمل اسم روماني وعاش في داخل الإمبراطورية الرومانية إلا أنه إغريقي في أصله وثقافته، وقد سجل المعلومات الجغرافية التي جمعها في رحلاته في كتاب يقع في 17 مجلد ولحسن الحظ فقد وصل الكتاب إلينا كاملاً.
ويعيب كتابات هذا العالم أنها وصفية أكثر منها تحليلية وهو صادق مع نفسه ورأيه أن الجغرافية هي وصف المناطق المعمورة، ومع أن الكثير من علماء اليونان قالوا بكروية الأرض ومنهم من قال أنها تدور حول محورها، وقد أيد استرابو الرأي الأول ولم يصدق القول الآخر، وقال أنها موضوعة في مركز العالم وليست متحركة، والجديد فيما قاله أن هذه الأرض فيها الصالح للسكن وغير الصالح للسكن، وأن المناطق الصالحة للسكن تحدها مناطق ليست صالحة للسكن إما بسبب الحرارة الشديدة أو مناطق لا تصلح لشدة البرد.
الجغرافية القديمة بلغت أوج تقدمها على يد جغرافي من الإسكندرية وهو مصري الأصل وهو " كلاديوس بطليموس أو القلوزى أو السكندري " وولد في قرية بالقرب من مدينة الأقصر من أبوين إغريقيين، وكانت مصر خاصة للرومان. وفى مكتبة الإسكندرية ألم بطليموس بكتابات سابقيه من الفلكيين والجغرافيين، وقد كان نهم في قراءة كتابات سابقيه وألف كتابان لهم أثر ملحوظ في الجغرافيا فيما بعد أحدهم اسمه " المجسطى Almadjisti " وهو الكبير والثاني حمل اسم " دليل جغرافية Guide to Geography والاسم الأصلي Geography Synthetics "
بطليموس القلوزى:
قد ألف كتابان لهم أثر ملحوظ في الجغرافية يحملون أسماء:
1- المجسطىAlmadjisti: كتاب في الجغرافية الرياضية أو الفلكية، وأشتمل على 13 فصل في الفصل الأول والثاني تناول قضايا رياضية وفلكية يحاول أن يبرهن فيها أن الأرض كرة وأن السماء لها نفس الشكل الكروي، ويحاول أن يثبت أن الكرة الأرضية ثابتة تقع في وسط الكون الذي يتحرك من حولها. وفى الفصل الثالث يتناول طول السنة وحركة الشمس، وفى الفصل الرابع يتناول الشهور وحركة الأقمار، وأفرد الفصل الخامس للحديث عن صناعة الإسطرلاب ( والذي تطور في خلال العصر العربي ) وفى هذا الفصل أيضاً يتناول مقادير الشمس والقمر والأرض، وقياس المسافات بين هذه الكواكب. وفى الفصل السادس يدرس الكسوف والخسوف، والسابع والثامن يدرس فيهم النجوم الثوابت، وما بقى من فصول الكتاب هو دراسة لحركات الكواكب السيارة، ونجد أنه ألحق بالكتاب جدول بالنجوم الثوابت وقد بلغت 1028 نجم وهو يذكر كل نجم ومقداره.
2- دليل جغرافية: وقد أشتمل على ثمان مقالات، الأولى فيها مقدمة عن الخرائط وطرق الإسقاط عليها مع شرح الأسس لشكل الأرض وأبعادها. وفى المقالات الست التالية وصف منظم للعالم في شكل جداول تبين خطوط الطول والعرض التي كان له بها معرفة والتي بلغت 8 آلاف موقع، وأشتمل الكتاب على 26 خريطة منها واحدة للعالم، 10 لأوروبا، 4 لأفريقية، والباقي لآسيا، ولم يكتفي بطليموس بهذه الخرائط العامة ولكنه أضاف لكتابه 67 رسماً لمناطق صغيرة المساحة.
ونجد أن العرب في العصور الوسطي أعجبوا ببطليموس وبكتاباته و كان لهذا تأثير واضح على المدرسة الجغرافية العربية في بدأ نشأتها، ونجد مؤرخ عربي كإبن القفطى في كتابه تاريخ الحكماء يتحدث عن بطليموس، ويقول " هو صاحب كتاب المجسطى وغيره إمام في الرياضة كامل فاضل من علماء اليونان. وإلى بطليموس انتهى علم حركات النجوم ومعرفة أسرار الفلك وعنده اجتمع ما كان متفرق عند الرومان واليونان وغيرهم من ساكنى غرب الأرض، وكان أحسن راصد وصانع لآلات الرصد ".
استمد بطليموس كثيراً من معلوماته من " أراتوستين و استرابو "، كما استمد كثيراً من هذه المعلومات بصفة خاصة من " مارونوس الصوري Merinos of Tire “ الذي نبغ قبل بطليموس بقليل فقد عاش في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي. وقد وضع في سنة 120 م خريطة للعالم كانت أساساً لخرائط بطليموس، ولذلك يعرف بطليموس " لمارونوس " قدره ويعترف بقدرته ويذكر أنه آخر العلماء الذين ينتمون إلى عصره. ونجد بطليموس أمين في النقل عن مارونوس فهو يقتبس من كتاباته حتى في المواضع التي لا يتفق معه فيها ويذكر وجهة نظره فيها.
وكان مارونوس عالم من علماء الرياضيات ولكنه أغرم بجمع المعلومات عن الرحلات والأسفار وبالأخص عن الشرق الأقصى والصحراء الكبرى، ويصنف المعلومات التي حصل عليها من الشرق والغرب، وأصدرها في كتاب يسمى " جغرافية " ونجد أن مارونوس يلحق بكتابه خريطة للعالم. ويذهب بطليموس إلى أن مارونوس هو أول من صنف في موضوع الجغرافية ويثنى على أعماله الجغرافية والكارتوجرافية، ويقول أنه توصل إلى أشياء لم تكن معروفة من قبله، وحقق بدراسة ومثابرته معلومات سابقيه ولم يكتفي بتصحيح أخطائهم، ولكنه أعاد النظر في مدوناته هو نفسه بعد أن رأى فيها بعض الأخطاء.
ويقول بطليموس أننا لو دققنا في النسخة الأخيرة من مصنفه لوجدناها تخلوا إلا من النذر اليسير من الخطأ، ويمكن أن نعتمد على كتاباته للحصول على وصف شامل للعالم المسكون من غير أن نرجع إلى أي دراسة أخرى. وهكذا كان مارونوس هو أول من ابتكر كلمة جغرافية وهى مشتقة من اللفظين اليونانيين Geo و Moraphis ثم تبعه بطليموس وشاعت الكلمة بعد ذلك في العالم وهى تعنى علم وصف الأرض.
كان بطليموس آخر العلماء العظام في المدرسة اليونانية، ولأهمية كتاباته توقفت الدراسات الجغرافية واضمحلت الجغرافية عند الرومان لأنهم أهل حرب، وقد استمر هذا الجمود في الدراسات الجغرافية ست قرون حتى ظهرت المدرسة الجغرافية العربية، والتي أخذت على عاتقها إحياء التراث الجغرافي القديم وتطويره وتجديده خلال العصور الوسطي.
في العصر الروماني الطويل ست قرون، لم يقوم أحد ببحوث في مجال الجغرافية سوى اثنين من عملاء الرومان هما " بليني Plinius، وأميان مارسيلنوس Ammian Mecellinus" ويعتبر بليني أشهر علماء الجغرافية في العصر الروماني وترجع شهرته إلى كتابه الضخم الذي أهداه إلى الإمبراطور"تاتيوس Tatus"، وعنوان الكتاب التاريخ الطبيعي Historea Naturale، وهو نوع من الموسوعات التي تتناول كل فرع من فروع المعرفة، وتقع هذه الموسوعة في 37 كتاب يهمنا منها الست عشر الأولى لأنه خصصها لدراسة الجغرافية الطبيعية والبشرية، والكتاب الأول مقدمة للموسوعة، والثاني لوصف الكون والظواهر الثانوية، ومن الثالث إلى السادس عشر في الجغرافية الو صفية والسلالات البشرية.
أما أميان مارسيلنوس فهو إغريقي الأصل ولكنه ألف الكتاب باللغة اللاتينية لغة الإمبراطورية الرومانية، وقد وضع في هذه اللغة كتاباً يقع في 31 جزء عن تاريخ الإمبراطورية الرومانية ولكن الذي يهمنا في هذا الكتاب هو ما يذكره مارسيلنوس " أهمية الجغرافية في تطوير التاريخ ". وانتشرت المسيحية في العصر الروماني وقد عمل آباء الكنيسة إلى البعد عن كل ما هو وثنى ونبذ كل ما قبل المسيح، وشككوا في كل النظريات التي قالها الإغريق مثل نظريات أرسطو وفيثاغورث وأراتوستين عن كروية الأرض وحركاتها وعن أنها مركزاً خاصاً بالكون، ويرموا كل من قال هذه النظريات بالهرطقة والخروج على الدين.
مع أن الرومان زادت معرفتهم بالعالم المعروف نتيجة فتوحاتهم وتجارتهم الواسعة، ويؤدى ذلك إلى إضافات في الجغرافيا الإقليمية، ومع هذا انصرفوا عن النظر الفلسفي للجغرافية وتدهورت الخرائط، وعادت إلى الظهور أفكار كانت قد نسيت وهى أن الأرض قرص مستدير يحيط به المحيط من كل جهة. ظهرت خرائط رومانية أسوء من خرائط الإغريق، وفى هذا الوقت الذي كانت فيه أوربا المسيحية تعيش في عصر مظلم، ظهر العرب وظهر الإسلام وأصبح لهم دولة إسلامية واسعة وكان لعلمائها فضل كبير على الجغرافية.


هيرودوت.من ويكابيديا

هيرودوت

أو هيرودوتس (باليونانية: Ἡρόδοτος) ، باللاتينية: Herodotus) كان مؤرخا إغريقيا عاش في القرن الخامس قبل الميلاد (حوالي 484 ق.م - 425 ق.م). اشتهر بالأوصاف التي كتبها لأماكن عدّة زارها وأناس قابلهم في رحلاته وكتبه العديدة عن السيطرة الفارسية على اليونان، عرف بأبو التاريخ. هيرودوتس معروف بفضل كتابه تاريخ هيرودوتس الذي يصف فيه أحوال البلاد والأشخاص التي لاقاها في ترحاله حول حوض البحر الأبيض المتوسط. إن موضوع كتابه الأساسي هو الحروب بين الإغريق والفُرس أو الميديين.

حياته 

ولد هيرودت عام 484 ق.م في بلدة هليكرناسوس، حين بلغ العشرين من عمره تم نفيه منها إلى جزيرة ساموس بعد تورطه في انقلاب فاشل ضد السلالة الحاكمة فيها. يبدو أنه لم يعد إلى بلدته منذئذ رغم اعتداده الشديد بانتسابه لها. بعد نفيه بدأ برحلاته التي قام بوصفها في تاريخ هيرودوتس التي شملت ليبيا أوكرانيا، إيطاليا وصقلية. رغم استخدامه لعبارات يستدل منها أنه زار بابل إلا أنه لم يزعم انه كان قد زارها. يصف في كتابه لقاء له مع مخبر في اسبرطة ويبدو أنه قد عاش فترة في أثينا. عام 444 ق.م انتقل من أثينا إلى مستعمرة يونانية في جنوب إيطاليا تدعى توري حيث بدأ بكتابة تاريخ هيرودوتس في تسع مجلدات وهو مؤلفه الوحيد الذي وصلنا كاملا. ومن أشهر مقولاته (من ليبيا يأتي الجديد) يحتوي كتاب هيرودوت علي مناقشات كثيرة حول عادات وتقاليد وتاريخ الشعوب الواقعة علي البحر المتوسط وخاصة مصر حيث أعجب بها واطلق عليها هبة النيل، تميز أسلوب هيرودوت في الكتابة بالتشويق والاثارة كما كان يمتلك عقلا فلسفيا في كتاباته ويؤخذ عليه ان كتاباته تفتقر الي الدقة والمصداقية لانه كان يدون كل ما يسمعه دون تحري الدقة فيه.

مراجع

    Ancient History Sourcebook: Herodotus (c.490-c.425 BCE): On Libya, from The Histories, c. 430 BCE
    كتاب تاريخ هيرودوت

مشاريع شقيقة في كومنز صور وملفات عن: هيرودوت
مشاريع شقيقة اقرأ اقتباسات من أقوال هيرودوت في ويكي الاقتباس.
Wikisource-logo.svg ويكي مصدر به أعمال أصلية لهيرودوت


كلاوديوس بطليموس

ﻛﻼﻭﺩﻳﻮﺱ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮس
ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ

ﻛﻼﻭﺩﻳﻮﺱ ﺑﺘﻮﻟﻴﻤﺎﻳﻮﺱ ‏(ﻣﺎ ﺑﻌﺪ 83 – 161 ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ‏) ﺑﺎﻻﺗﻴﻨﻴﺔ κλαύδιος"
πτολεμα ῖ ος " ، ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻻﺳﻢ "ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ " ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻻﺳﻢ " ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ
ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ " ، ﻋﺎﻟﻢ ﺭﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺇﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ، ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ، ﻭﻋﺎﻟﻢ ﻓﻠﻚ ﻭﻣﻨﺠﻢ . ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﻋﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﺟﺢ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺇﻏﺮﻳﻘﻴﻲ ﻣﺼﺮ ‏[1 ‏] ‏[ 2 ‏] ‏[3 ‏] ‏[ 4 ‏] ﻓﻲ
ﺣﻴﻦ ﻳﺮﺟﺢ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺇﻏﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ‏[2 ‏] ‏[ 5 ‏] ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺼﻔﻪ ﺑﺎﻟﺼﻌﻴﺪﻱ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﻮﺑﻲ ﻣﺼﺮ
‏[ 6 ‏] ، ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 161 ﻡ . ‏[7 ‏]
ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ
ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻻﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ . ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﻪ
ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺠﺴﻄﻲ ‏( ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻪ η μεγάλη σύνταξις
" ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ (" ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺟﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﻨﻴﻦ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺛﻢ ﻧﻘﺤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ " ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺠﺴﻄﻲ " ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ . ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ، ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﻟﻠﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ - ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺗﻴﺘﺮﺍﺑﻴﺒﻠﻮﺱ ")ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ (" ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﻭﻝ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺍﻷﺑﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﺠﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻠﺴﻠﻔﺔ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﺳﺎﺱ ﻛﻞ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺠﻤﻮﻥ ﻣﻨﺬ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ .
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺘﺎﻥ
ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺭﺍﺳﻤﻮ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺘﻴﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺳﺘﻨﺪﻭﺍ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻤﺮﻫﺎ 1300 ﻋﺎﻡ ﻟﻠﺠﻐﺮﺍﻓﻲ
ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﻭﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼﺡ ﺃﻣﻴﺮﻳﺠﻮ ﻓﺴﺒﻮﺗﺸﻲ ﻭﺻﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺣﻼﺗﻪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .

ﻣﺮﺍﺟﻊ
.1 ^ George Sarton (1936). "The Unity and Diversity of
the Mediterranean World", Osiris 2 , p. 406-463 [429 ‏] .
.2 ^ ﺃ ﺏ Victor J. Katz (1998). A History of Mathematics:
An Introduction , p. 184. Addison Wesley, ISBN
0-321-01618-1 .
.3 ^ John Horace Parry (1981). The Age of
Reconnaissance , p. 10. University of California Press .
ISBN 0-520-04235-2 .
.4 ^ Martin Bernal (1992). "Animadversions on the
Origins of Western Science", Isis 83 (4), p. 596-607 [602,
606 ‏] .
.5 ^ Enc. Britannica 2007, "Claudius Ptolemaeus "
.6 ^ J. F. Weidler (1741). Historia astronomiae , p. 177.
Wittenberg: Gottlieb. (cf. Martin Bernal (1992).
"Animadversions on the Origins of Western Science", Isis
83 (4), p. 596-607 [606 ‏] . ‏)
.7 ^ Jean Claude Pecker (2001), Understanding the
Heavens: Thirty Centuries of Astronomical Ideas from
Ancient Thinking to Modern Cosmology, p. 311, Springer,
ISBN 3-540-63198-4 .

ﻭﺻﻼﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ
ﺍﻗﺮﺃ ﺍﻗﺘﺒﺎﺳﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻛﻼﻭﺩﻳﻮﺱ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﻭﻳﻜﻲ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ .
ﺷﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﻛﻮﻣﻨﺰ ﺻﻮﺭ ﻭﻣﻠﻔﺎﺕ ﻋﻦ : Ptolemy
Flash animation of Ptolemy's universe. (best in
Internet Explorer ‏)
Ptolemy at SkyScript - The Life and Work of Ptolemy
Alexander Jones, "Ptolemy and his Geography "
Ptolemy biography (Bill Arnett's site ‏)
Ptolemy's Geography - Selected problems of
Ptolemy's Geography (currently in German ‏)
Ptolemy's Geography of Northwestern Europe
History of Cartography including a discussion of the
Geographica
Claudius Ptolemaeus (Ptolemy): Representation,
Understanding, and Mathematical Labeling of the
Spherical Earth
Literature about the Geography (Geographike
Hyphegesis) of Claudius Ptolemy





كتاب الجغرافيا لبطليموس من ويكابيديا

ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ وبطليموس

ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺒﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺠﺴﻄﻲ . ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻄﻠﻢ ﻋﻦ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﻭﺭﺳﻢ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﻭﻋﻦ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ
ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ . ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﻴﻦ ﺳﺎﺑﻘﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ . ‏[1 ‏]
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ
.1 ^ J. L. Berggren, Alexander Jones; Ptolemy's
Geography By Ptolemy, Princeton University Press, 2001




ar.m.wikipedia.org/wiki/الجغرافية_(بطليموس)

بطاقة كتاب : اوربا في كتب البلدانيين العرب المسلمين / جزأين

بطاقة كتاب : اوربا في كتب البلدانيين العرب المسلمين ...

Ūrubbā fī kutub al-buldānīyīn al-ʻArab al-Muslimīn : dirāsah fī al-aḥwāl al-ṭabīʻīyah wa-al-basharīyah wa-al-iqtiṣādīyah, Q 3 H-8 H/Q 9 M-14 M / ʻAbd al-Raḥmān Rashak Shanjār al-Mayyāḥ. = اوربا في كتب البلدانيين العرب المسلمين : دراسة في الأحوال الطبيعية والبشرية والاقتصادية، ق ٣ هـ-٨ هـ/ق ٩ م-١٤ م / عبد الرحمن رشك شنجار المياح.

Record details

Author/Creator:
    Mayyāḥ, ʻAbd al-Raḥmān Rashak Shanjār.
    مياح، عبد الرحمن رشك شنجار.
Edition:
    al-Ṭabʻah 1.
    الطبعة 1.
Publication:
    Baghdād : Dār al-Shuʼūn al-Thaqāfīyah al-ʻĀmmah, 2008.
    بغداد : دار الشؤون الثقافية العامة، 2008.
Series:
    Silsilat rasāʼil jāmiʻīyah.
    Silsilat rasāʼil jāmiʻīyah
    سلسلة رسائل جامعية
    سلسلة رسائل جامعية.
Format/Description:
    Book
    2 v. : maps ; 24 cm.

النشاط التجاري بين العرب المسلمين وأوربا في القرن الرابع الهجري من خلال كتب البلدانيين العرب والرحالة المسلمين.

صور في كتب الجغرافيين العرب

صور في كتب الجغرافيين العرب


الجغرافيا كلمة يونانية الاصل تنعي باللغة العربية وصف الارض فلفظ الجغرافيا Geography لفظ إغريقي هو في الأصل geographica، مؤلف من شقين: أولها Geo ويعني الأرض، وثانيهما Graphica ويعني الوصف أو الصورة.
وقد اطلق العرب على معارفهم الجغرافية أسماء عديدة؛ذلك ان مباحثهم الجغرافية ادرجت في علوم مختلفة لعدم استقلال علم الجغرافية عندهم حتى زمن متأخر ومن العلوم التي تضمنت مباحث جغرافية علم الأطوال والعروض وعلم تقويم البلدان ويتضمن المباحث ذات المحتوى الفلكي. وما غلب على محتواها وصْفُ المسالك وطرق المواصلات سميت علم البرود) جمع بريد( أو علم المسالك والممالك. واتخذت المصنفات الجغرافية التي تصف مجموع المناطق والبلدان اسم علم الأقاليم، وعلم عجائب البلدان، وعلم البلدان، وما قد تناولت المناخ جاءت تحت اسم علم الأنواء، وما قد تناولت الجغرافيا الفلكية سمِّيت علم الهيئة، واستخدموا مصطلح صورة الأرض قاصدين به مصطلح جغرافيا الحالي.
ونحن في هذه المقالة سنبحث عن ما ورد من اخبار جغرافية عن مدينة صور ضمن ما كان يسمى الجغرافيا الإقليمي.وتسمى ايضا الجغرافيا البلدانية؛ وتتمثل في المصنفات التي اتخذت المنهج الوصفي أساسًا لها، وكذلك المعاجم الجغرافية وكتب الرحلات. وقد اتبع الجغرافيون المسلمون في تناولهم للجغرافيا البلدانية أسلوب المشاهدة والزيارات الميدانية. فقد زار معظمهم الأقاليم والبلدان التي تحدثوا عنها، لاسيما الرعيل الأول منهم من أمثال اليعقوبي، وابن حوقل، والمسعودي، والإدريسي وغيرهم. وقد تناولوا في مصنفاتهم الجغرافية هذه أوصافًا للأقاليم والمدن والشعوب وأديانها وعاداتها ودراسة للمسالك وطرق المواصلات التي تربط بين المدن المختلفة والأبعاد بينها وما يفصل بينها من أنهار وبحار وبحيرات وجبال. ومن نماذج هذه المصنفات كُتُب: المسالك والممالك لابن خرداذبه؛ كتاب الأقاليم لهشام الكلبي؛ جزيرة العرب للأصمعي؛ البلدان لليعقوبي؛ صفة جزيرة العرب للهمداني؛ أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي؛ الأقاليم للإصطخري؛ صورة الأرض لابن حوقل؛ تقويم البلدان لأبي الفدا عماد الدين بن إسماعيل ومن المعاجم معجم البلدان لياقوت معجم الروض المِعْطار في خبر الأقطار لمحمد بن عبدالمنعم الصنهاجي الحميري.كما سننتبع بعض اخبار الجغرافيا البشرية التي حفلت بها كتب الجغرافيين العرب كما في كتاب احسن التقاسيم وكتاب مروج الذهب.
وقد حدد كتاب " الجغرافيا" لابن سعيد موقع مدينة صور قائلا:" وتقع صور التي لا ترام بحصار من جهة البر حيث الطول تسع وخمسون درجة وسبع عشرة دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. وقد حفر الفرنج حولها حتى أرادوا بها البحر.
ومن اوصافها ماقاله عنها المقدسي البشاري(ت 390 هـ ،1000 م) في كتابه احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم صفحة 60 حيث قال:صور وهي من مدن قصبة طبرية في اقليم الشام وهي مدينة حصينة على البحر، بل فيه يدخل إليها من باب واحد على جسرٍ واحدٍ قد أحاط البحر بها، ونصفها الداخل حيطان ثلاثة بلا أرض تدخل فيه المراكب كل ليلة ثم تجر السلسلة التي ذكرها محمد بن الحسن في كتاب الأكراه، ولهم ماء يدخل في قناة معلقة، وهي مدينة جليلة نفيسة بها صنائع ولهم خصائص، وبين عكا وصور شبه خليج ولذلك يقال عكا حذاء صور، إلا أنك تدور، يعني حول الماء.وقد اشار في غير مكان من كتابه ان ميناء عكا وتحصيناتها بناها ابن طيلون على غرار ماشاهده من بناء مدينة صور.ومن صناعاتها حسب المقدسي في ص 67 " ومن صور السكر والخرز والزجاج المخروط والمعمولات."ومن خصائصها الموازين المعتمدة فيها حيث قال :" وقفيز صور مدى ايليا وكيلجتهم صاع" والقفيز مكيال إسلامي كان يستعمل في الوزن والكيل أثناء العصور الإسلامية.و يساوي ثمانية مكاكيك ويساوي 12 صاعا. أي 24.48 كيلوغرام اما الصاع فيساوي اربعة أمدد بمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بميازيين اليوم يساوي ما يقرب من ثلاثة كيلوغرامات اما الكيلجة فهي مكيال إسلامي وهو اسم فارسي . وقدر وزنها بمنا وسبعة أثمان اي ما يقرب من 15 غرام.كما اشار الى خصوصية في مياه صور فذكر في الصفحة 68 ان "ماء صور يحصر ".و ذكرها معجم البلدان لياقوت (626 هـ ،1229م)في صفحة 1114 فقال: صورُ: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء، وهي في الإقليم الرابع طولها تسع وخمسون درجة وربع وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان وهو في اللغة القرن كذا قال المفسرون في قوله تعالى: "ونفخ في الصور" الكهف: 99، وهي مدينة مشهورة سكنها خلق من الزهاد والعلماء، وكان من أهلها جماعة من الأئمة كانت من ثغور المسلمين وهي مشرفة على بحر الشام داخلة في البحر مثل الكف على الساعد يحيط بها البحر من جميع جوانبها إلا الرابع الذي منه شروع بابها وهي حصينة جداً ركينة لا سبيل إليها إلا بالخذلان. افتتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم تزل في أيديهم على أحسن حال إلى سنة 518 فنزل عليها الأفرنج وحاصروها وضايقوها حتى نفدت أزوارهم وكان صاحب مصر الآمر قد أنفذ إليها أزواداً فعصفت الريح على الأسطول فردته إلى مصر فتعوقت عن الوصول إليها فلما سلموها وصل بعد ذلك بدون العشرة أيام وقد فات الأمر وسلمها أهلها بالأمان وخرج منها المسلمون ولم يبق بها إلا صعلوك عاجز عن الحركة وتسلمها الأفرنح وحصنرها وأحكموها وهي في أيديهم إلى الاَن والله المستعان المرجو لكل خير الفاعل لما يريد، وهي معدودة في أعمال الأردن بينها وبين عكة ستة فراسخ وهي شرقي عكة، وقد نسب إليها طائفة من العلماء. منهم أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ سمع الحديث على كبر سن حتى صار رأساً وانتقل إلى بغداد سنة 418 بعد أن طاف البلاد ما بين مصر وأكثر تلك النواحي وكتب عمن بها من العلماء والمحدثين والشعراء وروى عن عبد الغني بن سعيد المصري وأبي الحسن بن جميع وأبي عبد الله بن أبي كامل وكان حافظاَ متقناً خيراً ديناً يسرد الصوم ولا يفطر غير العيدين وأيام التشريق وبدقة خطه كان يُضْرَب المثل فإنه يكتب في الثُمن البغدادي سبعين أو ثمانين سطراً روى عنه أبو بكر الحافظ الخطيب والقاضي أبو عبد الله الدامغاني وغيرهما وزعم بعض العلماء أنه لما مات الصوري مضى الخطيب واشترى كتبه من بنت له فإن أجمع تصانيف الخطيب منها ما عدا التاريخ فإنه من تصنيف الخطيب قالوا وكان يذاكر بمائتي ألف حديث قال غيث سمعت جماعة يقولون ما رأينا أحفظ منه وتوفي ببغداد في جمادى الآخرة سنة 441.واشار الى ان صناعة الاردن كانت في عكا فنقلها هشام بن عبد الملك الى صور وبقيت هناك الى ايام المقتدر العباسي حيث خربت صور على يد الغزاة وعمرت عكا وعادت اليها صناعة الاردن وبقيت فيها حتى ايام تأليف الكتاب اي في حدود عام 600 هجري.اما كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة(ت312 هـ ، 924 م)في الصفحة 71 فقد اشار الى صور في تعداده للثغور البحرية واشار الى انها من سواحل جند الاردن وفيها صناعة المراكب مشيرا الى انها كورة مستقلة تقع في الطريق بين الجزيرة والساحل معتبرا انها من الطرق العادلة وبينها وبين طبرية سبع سكك.اما الادريسي (ت 560هـ، 1164م )في كتاب نزهة المشتاق في اختراق الافاق فقد تحدث عن موقع صور من المدن المحيطة بها مبينا المسافات الفاصلة بينها وبين مجاورتها من المدن فقال في صفحة 117: ومن الإسكندرية إلى مدينة صور خمسة عشر ميلاً وهي مدينة حسنة على ضفة البحر وبها للمراكب إرساء وإقلاع وهو بلد حصين قديم والبحر قد أحاط به من ثلاثة أركانه ولهذه المدينة ربض كبير ويعمل بها جيد الزجاج والفخار وقد يعمل بها من الثياب البيض المحمولة إلى كل الآفاق كل شيء حسن عالي الصفة والصنعة ثمين القيمة وقليلاً ما يصنع مثله في سائر البلاد المحيطة بها هواء وماء.
ومن صور إلى طبرية يومان كبيران ومنها إلى عدلون وهو حصن منيع على البحر ومنه إلى صرفند عشرون ميلاً وهو حصن حسن ومنه إلى صيداء عشرة أميال وبين صور وصرفند يقع نهر ليطقة ومنبعه من الجبال ويقع هناك في البحر ومن مدينة صور في البر إلى طبرية يومان كبيران ومن صور إلى دمشق أربعة أيام.

غير ان ما اشار اليه القزويني (628هـ، 1230م) في كتابه اثار البلاد واخبار العباد هو ما يدعو الى التأمل فقد اشار الى ان في صور قنطرة تعد من عجائب الدنيا ومما قاله عن صور "هي مدينة مشهورة على طرف بحر الشام، استدار حائطها على مبناها استدارة عجيبة، بها قنطرة من عجائب الدنيا وهي من أحد الطرفين إلى الآخر على قوس واحد. ليس في جميع البلاد قنطرة أعظم منها. ومثلها قنطرة طليطلة بالأندلس إلا أنها دون قنطرة صور في العظم، ينسب إليها الدنانير الصورية التي يتعامل عليها أهل الشام والعراق ".و من هذا النص تظهر القيمة الاقتصادية للمدينة حتى في القرن السادس الهجري حيث كانت الدنانير الصورية العملة السائدة في بلاد الشام والعراق.وبالرجوع الى ما ذكره القزويني بصدد حديثه عن طليطلة حيث قال "وبها القنطرة العجيبة التي وصفها الواصفون أنها قوس واحد من أحد طرفي الوادي إلى الطرف الآخر، لم ير على وجه الأرض قوس قنطرة أعظم منها إلا قنطرة صور" يتبين اننا بصدد بناء عظيم الشأن لابد من السؤال عن موضعه ومصيره وربما عن حقيقة وجوده ؟
ومن الملاحظات المهمة حول جغرافية صور ما اشار اليه اليعقوبي(تـ284هـ، 897م ) في كتابه البلدان ص38 من انها كانت المدينة التي فيها صناعة السفن ومنها تخرج مراكب السلطان لغزو الروم وهي حصينة جليلة، وأهلها أخلاط من الناس.
ومن اكمل الاوصاف ما ذكر عن صور في كتاب الروض المعطار في خبر الاقطار لمؤلفه محمد بن عبد المنعم الحميري(تـ900 هـ ،1494م) في الصفحة 352 وبه نختم الجزء الاول من دراسة اخبار صور في كتب الجغرافية العربية حيث قال: من بلاد الشام بحرية، بها دار الصنعة، ومنها تخرج مراكب السلطان، وهي حصينة جليلة، قريبة من عكا، ويضرب بها المثل في الحصانة، وهي أنظف من عكا سككاً وشوارع، ولها بابان: أحدهما في البر والآخر في البحر، وهو يحيط بها إلا من جهة واحدة، فالذي في البر يفضى إليه بعد ولوج ثلاثة أبواب أو أربعة، والذي في البحر هو مدخل بين برجين مقدرين إلى ميناء ليس في البلاد البحرية أعجب وضعاً منها، يحيط بها سور المدينة من ثلاثة جوانب، ويحدق بها من الجانب الآخر جدار معقود بالجص، والسفن تدخل تحت السور وترسي فيها، وتعترض من البر بين البرجين المذكورين سلسلة عظيمة تمنع عند اعتراضها الداخل والخارج، فلا مجال للمراكب إلا عند إزالتها، وعلى ذلك الباب حراس وأمناء، لا يدخل الداخل ولا يخرج الخارج إلا على أعينهم، ولعكا مثلها في الوضع والصفة لكنها لا تحتمل السفن الكبار حمل تلك.
وأخذت الروم صور من أيدي المسلمين سنة ثمان عشرة وخمسمائة في أيام الآمر بأحكام الله خليفة مصر الشيعي، وكان أهلها عزموا على أن يجمعوا أهاليهم وأبناءهم في المسجد الجامع ويحملوا عليهم سيوفهم غيرة من تملك النصارى لهم، ثم يخرجوا إلى عدوهم بعزمة نافذة، ويصدموهم حتى يموتوا على دم واحد ويقضي الله قضاءه لهم، فمنعهم من ذلك فقهاؤهم والمتورعون منهم، فأجمعوا على دفع البلد والخروج عنه بسلام، فكان ذلك، وتفرقوا في بلاد المسلمين، ومنهم من استهواه حب الوطن فأقام بها.
وصور وعكا لا بساتين حولهما إنما هما في بسيط من الأرض متصل بسيف البحر، والفواكه تجلب إليهما من رساتيقهما التي بالقرب منهما. ولصور عند بابها البري عين معينة ينحدر إليها على أدراج، والآبار والجباب فيها كثيرة لا تخلو دار منها.
ومنها عبد المحسن الصوري الشاعر.
وهي الآن للروم وبينها وبين الإسكندرية خمسة عشر ميلاً، وهي مدينة حسنة وبها للمراكب إقلاع وحط، وقد أحاط البحر بها من ثلاثة أركانها، ولها ربض كبير يعمل فيه جيد الزجاج والفخار، ويعمل بها من الثياب القمص المحمولة إلى كل الآفاق كل شيء حسن، ومن صور إلى دمشق خمسة أيام.


http://www.yasour.org/news.php?go=fullnews&newsid=10865

السبت، 27 سبتمبر 2014

منهج الرحالة المسلمين .. في التعريف بالأمصار... السودان نموذجًا : الدكتورمروان الجاسمي الظفيري

منهج الرحالة المسلمين ..
في التعريف بالأمصار... السودان نموذجًا :
الدكتورمروان الجاسمي الظفيري

{نصّ المحاضرة التي ألقيت في الجلسة الثالثة ...
وذلك في ندوة السودان وأفريقيا في مدونات الرحالة العرب والمسلمين : ـ دورة ابن حوقل ـ في الفترة من : 11 ـ 15 فبراير 2006 م ؛ برعاية سامية من السيد رئيس الجمهورية ...
تحت شعار :
اكتشاف الذات والآخر ...}

الحديث عن بلاد السودان لا تكفيه دقائق ولا جملة محاضرات.
ولو أني ادعيت هذا لغمطت حق بلاد طولها سنة وعرضها سنة.
كما أنني لا أستطيع الإحاطة بكتب الرحالة الذين تعرّضوا لوصف بلاد السودان لأنهم كثيرون والحمدلله.

ولهذا اخترت أهمهم، أو جانباً منهم، والذي يشفع لي أن بعضهم نقل عن بعضهم الآخر .
وقد كانت " بلاد السودان " معروفة لدى العرب والمسلمين، بما جرى فيها من أحداث تاريخية، وغزوات عريقة في القدم، بدءاً بعقبة بن نافع.
وكانوا في المشرق يعرفون طبيعة بلاد السودان، ومعظم طبيعة أهلها .
فعندما امتنع البجه من دفع الإتاوة إلى عامل مصر فكر المتوكل العباسي بأن يأمر عامله هناك بغزوهم، فقيل له:" يا أمير المؤمنين إنهم قوم أهل إبل وبادية، وإن بلادهم بعيدة ومعطشة، ويحتاج الجيش الذاهبون إليها أن يتزوّدوا لمقامهم بها طعاماً
وماءً".
وقد وردت الأسماء: مالي، غانة، النوبة، بجاوة، تكرور، الحبشة، دُنقلة، بلاد التبر، البجه، وغيرها في معظم كتب الرحلات، والجغرافية، والتاريخ، مراراً.
وعلى عادة العرب لم يتركوا مصراً أو بلدة أو قرية إلا كتبوا عنها، وفصّلوا –أو أوجزوا- في دقائقها، سواء دخلها الإسلام أو لم يدخل، وسواء كانت بلاد سلم أو بلاد حرب.
وكان بعضهم يعالج الإقليم كاملاً فيعرف به وبكل ما يضم من طبيعة، ومجتمعات، وزراعات، وحيوانات كابن فضل الله العمري في "مسالك الأبصار".
وبعضهم يعرف بالأعلام والمعارك والمواقع كياقوت، وأبي الفداء.


بلاد السودان:
بلاد السودان تعبير رحب فضفاض عند الرحالة المسلمين، كانوا يطلقونه على معظم القارة الإفريقية ولا سيما أوسطها.
ثم خُصّ هذا التعبير بدولة السودان دون غيرها، مع أن المؤرخين الإسلاميين كانوا يدعونها بلاد النوبة والبجة.
وهم حين يتكلمون على السودان يبدؤون بالمساحة الكبرى من المحيط إلى النيل، ثم يأخذون بالحديث عن البلاد بلداً بلداً أو إقليماً إقليماً جغرافياً، وطبيعياً، واقتصادياً، واجتماعياً.
ولعل الإصطخري أقدم من كتب عن السودان بصفحة واحدة، فاستطاع أن يحدد البلاد فقال:" وبلدان السودان بلدان عريضة، إلا أنها قفرة قشِفة جداّ".
وذكر الفاكهة فرآها نوعين: نوعاً ينمو على الجبال هو مما يكون في بلاد الإسلام، إلا أنهم لا يَطعمونه.
ونوعاً لا يعرف في بلاد الإسلام، هو الذي يتغذون منه.
ويحدد مساحتهم فيقول:" يمتدون إلى قرب البحر المحيط مما يلي الجنوب (وهو الوحيد الذي ذكر الجنوب)، ومما يلي الشمال على مفازة تنتهي إلى مفاوز مصر من وراء الواحات، ثم على مفاوز بينها وبين أرض النوبة، ثم على مفاوز بينها وبين أرض الزنج.
وليس لها اتصال بشيء من الممالك والعمارات إلا من وجه المغرب، لصعوبة المسالك بينها وبين سائر الأمم.
فقد قصر الإصطخري حديثه على امتداد رقعة بلادهم والمفازات من غير أن يحدد طول البلاد وعرضها.
ويرى ابن حوقل أن هذه المفازات السوداء "تكون بين دَبَرته وبلاد الزنج براريّ عظيمة ورمال كانت في سالف الزمان مسلوكة.
وأول الرحالة المسلمين المعروفين ابن الفقيه (ت 290هـ) نراه يتكلم عليها ولم يرها، ولذلك يبدأ كلامه بـ "قالوا" ولم يحدد. فيصف الأراضي بين مصر وغانه، "وإذا جاوزت بلاد غانة إلى أرض مصر انتهيت إلى أمة من السودان يقال لها كَوكَو، ثم إلى أمة يقال لها مَرَندَة، ثم إلى أمة يقال لها مُراوة، ثم إلى واحات مصر"
فهو يسير بحديثه عرضاً من غانة غرباً إلى مصر شرقاً، ولم يعتبر غانة من بلاد السودان.
ويريحنا إسحاق بن الحسين في تعريفه لبلاد السودان فيقول: "وهي كبيرة واسعة آخذة في الطول من بحر المغرب إلى بحر قُلزم. وهي عظيمة جليلة وبين مدينة غانة وبلاد النوبة بلاد كثيرة الصحارى ورمال".
فدمج بلاد النوبة ، والحبشة، وغانة ، وزغاوة ، وكوس ، وكَوكو ، وعلوة، في صفحة واحدة وبعض الصفحة، لكنه آتى على معلومات قد يكون انفرد بها عن غيره.

وأهم ما اعتنى به إسحاق أنه حدّد بع المواقع، فقال: "ومن مدائنهم مدينة زغاوة، وهي حدود بلاد النوبة على النيل، ومدينة كوس، ومدينة علوة في بلاد النوبة. وبلاد النوبة على الخليج الذي بين النيل والنهر الذي يأتي من تحت خط الاستواء. وما خلف هذه البلدان في الجنوب فغير مسكونة لشدة الحر فيها". وهذا تحليل جغرافي مهم، لمؤرخ رحالة ألف كتاباً صغيراً في غاية الإيجاز.
والمنهج الذي اتبعه القزويني (ت682هـ) منهج معظم الرحالة المشهورين؛ فقد عاش في القرن السابع، وألمّ بكتب الرحلات التي نضجت وعظمت.

ويكاد القزويني يعد من ألمع من كتب عن بلاد السودان، ووصف طبيعتها، وأشار إلى أرض الذهب.
واستطاع أن ينقل القارئ من فكرة إلى أخرى نقلاً عمن شاهد تلك البلاد، من غير أن يذهب إليها بنفسه. وأتى بآراء ومعلومات قريبة من الصدق، فيها الكثير من الجدّة والندرة، وأيضاً نقلاً عن مشاهد زائر.
وبعد أن يتكلم على بلاد السودان بعامة، يفرد البحث الموجز عن تكرور، وغانة، وبلاد التبر (الذهب).
فبلاد السودان عند القزويني "كثيرة، وأرض واسعة، ينتهي شمالها إلى أرض البربر، وجنوبها إلى البراري، وشرقها إلى الحبشة، وغربها إلى البحر المحيط".
ثم ينتقل إلى البيئة والطبيعة فيراها –كما يراها غيره- بأن "أرضها محترقة لتأثير الشمس فيها، والحرارة بها شديدة جداً، لأن الشمس لا تزال مُسامتة لرؤوسهم".
ولا بد لكل رحالة من أن يذكر الذهب كما يذكر عريهم لكثرته، فيقول القزويني: إن "أرضهم منبت الذهب".
ويذكرون كذلك الفيلة، والزرافة، والكركدن.
وينفرد –نقلاً عن الفقيه علي الجنحاني المغربي- بأن أهلها اتخذوا بيوتهم على الأشجار العظيمة –التي لم يذكرها غيره- خوفاً من الأرَضة لكثرتها، ولا يتركون شيئاً من الأثاث والطعام على وجه الأرض إلا وأفسده الأرضة.

منهج الرحالة في تدويناتهم:
نشأ أدب الرحلات الجغرافية في أواخر القرن الثالث الهجري، في عصر ازدهار التأليف والتدوين في العصر العباسي، وككل عمل إبداعي لم يكن هذا النوع من التأليف ذا منهج علمي دقيق في بواكيره، إذ ينقصه التنظيم العلمي.

فقد كان الأوائل يصبون معلوماتهم وخواطرهم بين دفتي الكتاب من غير تنظيم أو دقة، ويلطون وصف الأقاليم بغيرها.
فابن الفقيه (ت 290هـ) بعد أن تكلم على مصر، وبالتحديد على مدينة "بِنها"، يُقحم سطرين عن أمة السودان، لينتقل بتدوينه مباشرة عن مدينة " تدمير " بالأندلس.

ومن الأوائل أيضاً الإصطخري (ت 346هـ)، وكان أحد المبدعين.
فمع أن مصادر علم البلدان لم تكن موفورة حتى زمانه، فإنه ألف كتابين هما "صور الأقاليم" و "مسالك الممالك" الذي يظن أنه انتحله عن أبي زيد البلخي.
وسرعان ما نرى هذا الفن يرقى على أيدي عدد كبير، ويأخذ منهجاً دقيقاً.
ففئة نظمت كتبها على أساس التعريف بالأماكن، مرتبة ترتيباً معجمياً كاقوت والبكري.
وفئة اتخذت منهج مسح الأرض مسحاً جغرافياً منظماً كما فعل ابن حوقل في "صورة الأرض" .
على أن الفئة العظمى هي التي ألفت كتب رحلاتها على أساس الأقاليم، واستعراض دقائق كل إقليم على حدة، كما فعل القزويني في "آثار البلاد وأخبار العباد" بشكل موسوعي.

وقال في خاتمة كتابه: "إلى ها هنا انتهى علم أهل بلادنا، والله أعلم بما وراء ذلك من البلاد والبحار".
وكما فعل ابن فضل الله العمري، إذ قسم كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" إلى أسفار، جعل السفر الرابع منه في اليمن، وشماليّ إفريقية، ووسطها، والأندلس.
وقد بدأ العمري تأليف كتابه هذا سنة 738هـ، واستمر على تأليفه حتى سنة وفاته، ومات ولم يتمه.
واعتمد في تصنيفه على من سبقه من المؤلفين ولا سيما ابن سعيد، ومصادر أخرى خطية وشفهية، ولا سيما من زاروا تلك الممالك.
وتأتي أهمية كتابه في أنه ذكر مصادر تعد من النصوص المهمة المفقودة الآن.
ويبلغ هذا اللون من التأليف القمة على يد علي بن موسى، المعروف بابن سعيد المغربي (ت 685هـ).
فقد كان عالماً في ميدانه، دقيقاً في تصنيفه، وله كتب في الرحلات والجغرافية أحدها "بسط الأرض في الطول والعرض".
ويدل عنوان كتابه على أنه مسح الأرض المعمورة كلها.
وقد دل حديثه المطول عن بعض بلاد السودان، على أنه عالم جغرافي ورحالة في غاية الدقة؛ فهو يصور الأرض التي يراها أو يدرسها، كما يفعل ابن حوقل في "صورة الأرض"، بل ادق منه كثيراً.
وكتابه هذا أشهر الأسماء وروداً واعتماداً في كتب المشارقة والمغاربة على السواء، ومعظمهم نقلوا عنه، بل نقل عنه المغاربة أيضاً كابن خلدون في حديثه عن "بجاوة".
وهو في بسطه لبعض أراضي السودان يدل على أنه جغرافي أكثر من كونه رحالة سائحاً؛ فهو لا يكاد يشرح ما يشرحه مؤلفو الرحلات من وصف لطبيعة البلاد، وللأمم، وعاداتهم، وما يتهمون له، ويختصون به.
فهو يساير قارئه في الطريق التي يسلكها، ويحدد له موقع كل بلدة
وقرية ونهر ورافد، ويذكر له مواقعه من خط الإستواء، وما يقع دوينها أو بعيداً عنها، كقوله عن التكرور:
"وموضوع مدينة تكرور حيث الطول 17درجة والعرض 13درجة و30دقيقة ". ثم يقول:" وأول ما يلقاك منه –يريد الإقليم الأول- مدينة بريسا، وهي آخر بلاد التكرور. وعلى شمالي النيل حيث الطول 22 والعرض 13درجة و 30دقيقة".
ويعرف بمنطقة جبل لمى فيقول: "وجبل لمى امتداده من الغرب إلى الشرق 8مراحل، يخرج من طرفه الغربي نهر لمى المذكور، فيمر في عمائر حتى يصب في النيل. ويخرج من طرفه الشرقي نهر ملل، ويتقوس حتى يمر على مدينة ملل..... وعرض مدينة لمى 26درجة، ونهرها يصب في النيل في سمت مدينة درهم من مدن الكفار المهملين".
ويمضي ابن سعيد في تحليله الجغرافي الدقيق عن تكرور وما تضم من مواقع، وكأنه يرسم لك كلامه على مصور دقيق.
ويفعل الأمر نفسه في مدينة غانة، وجزيرة التبر.
ويعدد أسماء المدن التي تضمها هذه الجزيرة، مثل: سمغارة، غيارو، نمنم، مجالات، نقارة.... ويعرّف ببعضها تعريفاَ جغرافياً موجزاً.
ويستمر في وصفه هذا بأكثر من أربعين صفحة بالدقة نفسها.
ولم يكتف ابن سعيد بالوصف الجغرافي، بل جنح إلى بعض الإشارات التاريخية، وبعض العادات.
ومع أن أن ما ذكره دقيق ومهم للغاية إلا أنه في معلوماته غير الجغرافية مُقِلّ.
ولا نشك في أنه يعرف أكثر مما ذكر، لكن مخططه هو الإفاضة في بسط الأرض، والتعليق ما أمكن.
ويدل منهجه ومضمون عمله على ترتيب وتنظيم وخبرة في الأراء.
فهو يضع المعلومة في مكانها حين حين يعرّف الموقع جغرافياً، ولا ينثر المعلومات نثراً، ولا يخلط كما خلط العمري مثلاً. من ذلك:
1- حين يتكلم على التكرور يقول: "وأولُ ما يلقاك على غربي النيل من مدائن التكرور مدينة قلنبوا، وهي فرضة مشهورة، وكانت في زمن أبي عبيد البكري للكفار. وأما في عصرنا فما على شاطئ النيل من بلاد التكرور مدينة إلا ودخلها الإسلام".

2- وهو لا يكتفي، كما قال غيره بأن لباسهم الجلود، بل قال مفصلاً: "والغالب على لباس السودان التكرور وغيرهم الجلود. وإذا احتشى الواحد منهم كان الجلد مدبوغاً. ومن خالط البيض وتخصص اتخذ لباسه من الصوف والقطن، وذلك مجلوب لهم".

3- ويفضّل في مسألة سلاحهم المشهور الذي فقأ أعين المجاهدين فيقول: "وسلاحهم دبابيس الأبنوس وهو كثير على النيل.... ولهم قسي وسهام من القصب الشكري، ومنه يصنعون أوتارها. والبقلة التي يسمون بها سلاحهم كثيرة على شطوط نيلهم".

4- وحين يتحدث عن بحيرة كوري يعطيك معلومتين هما في غاية الدقة:

أ- معلومة جغرافية في قوله: "وفي هذا الجزء الثالث بحيرة كوري التي يخرج منها نيل مصر، ونيل مقدشو، ونيل غانة".

ب- معلومة تاريخية واجتماعية: "ويحدق بها من جميع جهاتها أمم طاغية من السودان الكفرة الذين يأكلون الناس.... ويجاورهم من الجانب الغربي جابي، وهم الذين يبردون أسنانهم. وإذا مات لهم ميت دفعوه إلى جيرانهم يأكلونه، وكذلك يفعل معهم جيرانهم....."
وقد اطلع ابن سعيد على ما كتبه بطليموس عن هذه المناطق، وكان يشير إلى ذلك، من ذلك حين ذكر مصب نهر "الهو" يقول: "وهو من الأنهار التي ذكرها بطليموس".

كما أنه نقل عن بعض المشاهدين كابن فاطمة في حديثه عن بحيرة كوري.
ويأتي ابن فضل الله العمري (ت 749هـ) في مرتبة مرموقة من علماء الرحلات.
صحيح أنه لم يتبع منهجاً رسمياً في تعريفاته، ولا في الشرح.
إلا أنه لم يترك شيئاً لم يذكره عن الملك، والعامة، والأعلام، والطبيعة، والمحاصيل...... إلى جانب أنه لم يترك كتاباً سبقه لم يرجع إليه. فيقدم المعلومات كاملة، تكفي من يقرؤها أن يلمّ بحال البلاد قديمها ومعاصرها له.
ومن جملة بلاد السودان عند الرحالة العرب ما ذكره العمري عن "مملكة مالي" وهي التي كانت تدعى كذلك التكرور. وما كان السكان يحبون هذا اللفظ، لأن "التكرور" إقليم صغير من مملكتهم. ويفضلون عليه اسم "مالي" لأنه الإقليم الأكبر، وهو به أشهر.
وتشتمل هذه المملكة على غانة (على ضفة النيل وزافون ، وترنكا (من بلاد السودان)، وسنغانة (على ضفتي النيل)، وزاغة (مدينة على النيل) ، وغير ذلك. ويبدأ العمري بذكر موقعها ووصف بيئتها القاسية فيقول :
"أعلم أن هذه المملكة في جنوب نهاية الغرب متصلة بالبحر المحيط، قاعدة الملك بها مدينة ييتي. وهذه المملكة شديدة الحر، قشِفة المعيشة، قليلة أنواع الأقوات".
ثم ينتقل إلى وصف أهلها فيقول: "وأهلها طوال في غاية السواد، وتفلفل الشعور. وغالب طول أهلها من سوقهم لا من هياكل أبدانهم". وهو وصف جسدي في غاية الدقة.
ثم ينتقل إلى ذكر ملكها، واسمه سليمان أخو السلطان موسى منسي.
ويذكر العمري أنهم مسلمون، وفي بلادهم مساجد وجوامع ومواذن، "وجلب إلى بلاده الفقهاء من مذهب الإمام مالك".
ويصف الملك بأن هذا "الملك هو أعظم ملوك السودان المسلمين، وأشدهم بأساً، وأعظمهم مالاً، وأحسنهم حالاً، وأقهرهم للأعداء، وأقدرهم على إفاضة النعماء".
ولا يترك معلومة تساعد على معرفة هذه المملكة إلا ذكرها، نقلاً عن زوارها، والوافدين عليها. كما أنه يفصل في مزروعاتهم النادرة، وحيواناتهم الوحشية والعجيبة.
ويختم الفصل بصفة الملك، وثيابه، وسريره، وحشمه، وخدمه، وفرسانه، وعاداته في إقامةٍ، وسفر، واستقبال للتجار أو الوفود.
وحين يتحدث عن "دُنقلة" يذكر لنا معلومات عن عاداتهم وأطعمتهم، فيذكر أن دنقلة مسجداً يأوي إليه الغرباء، وكان الملك يدعوهم، ويضيفهم، ويهبهم. وأكثر أعطياتهم: جارية، عبد، أكسية غلاظ غالبها سود تسمى "دكادك".
ويكثر عندهم السمك، والألبان، واللحوم، والذرة. وأفخر أطبختهم اللوبياء في مرق اللحم.
ولهم انهماك على السكر بالمِزر (نبيذ الشعير أو القمح). ولهم ميل إلى الطرب. ويتخذون كلاباً معلّمة تنام على التخوت لحراستهم.
وللعمري اهتمام خاص بذكر الأعلام غير الملك؛ فهو يذكر أن لقمان الحكيم منهم، ويعرّف به مفصلاً، ويشير إلى أنه كان معاصراً لداود ورفيقاً له.
ويذكر "ذا النون المصري" ثوبان بن إبراهيم، لأن أصله من النوبة.
وقد كان العمري كثير النقل من ياقوت، والقلقشندي، وابن سعيد، ومحمد بن عبد الملك صاحب "التكملة"، وابن الأثير "الكامل في التاريخ".
إضافة إلى حشد من الرواة الذين يبحث عنهم ويسألهم. فهو حين يتحدث عن "دنقلة" يقول: "وحدثني غير واحد ممن دخل النوبة أن دنقلة مدينة ممتدة على النيل، وأهلها في شظف العيش. على أنهم أصلح من كثير ممن سواهم من السودان".
ولن اتطرق إلى رحلة ابن بطوطة (ت 779هـ) لشهرتها، وكي أتيح الفرصة العلمية لمن خصّها بالبحث من السادة العلماء. وأشير هنا إلى أسلوب ابن بطوطة أسلوب العرض القصصي، والحكاية المبسطة، ووصف المشاهدات، وذكر أقوال الناس من سكان البلاد، من ذلك حديثه عن الطريق المؤدية إلى مالي، والسلطان الذي يحكمها.

طبقات الجغرافيين الرحالة:
لا بد من توضيح شخصية الرحالة، ومعرفة طبقاتهم واختصاصاتهم:
1- رحالة: اختصوا بالتنقل من بلد إلى بلد بدافع الإطلاع وتسجيل مشاهداتهم، أو تدوين ما أملاه عليهم الرواة والمشاهدون. وليس لهم هدف سوى هذا.
على أن بعضهم كان تاجراً كياقوت الحموي، وابن حوقل. وفي نظري هذه الفئة ذكية، تستفيد من تجوالها بالربح لتأمين مصروف رحلاتهم.
والجدير بالذكر أن بعض الرحالة أولوا اهتماماً كبيراً ببلاد السودان، وكانوا المصدر الأساسي لفهم تلك البلاد، وأخص بالذكر الرحالة المغاربة، لأن لهم فضلاً كبيراً في كشف مجاهل بلاد السودان، ووصف البلاد، والسكان والطبيعة لثلاثة أسباب:

1- لأنهم أقرب إلى أواسط إفريقية من المشارقة.

2- ولأن علماء الدين والفقهاء المالكية من المغاربة كانوا ينزلون تلك البلاد لنشر الدين والمذهب.

3- ولأن التجارة متصلة بين الشمال الإفريقي ووسطه.

ولولا المغاربة لكانت معلوماتنا عن بلاد السودان ضحلة. ومن أهم الرحالة المغاربة: الإدريسي، ابن سعيد، ابن بطوطة.
على أن بعضهم وهم من أصل أندلسي ندر أن كتبوا عن بلاد السودان. كالبكري الأندلسي في "معجم ما استعجم" لم يذكر شيئاً من هذه البلاد.

في حين أن بعض الرحالة قصّر في ذكر معالم بلاد السودان كياقوت الحموي؛ فهو لم يذكر من بلاد السودان وأواسط إفريقية إلا القليل غير المجدي؛ فهو لم يذكر مملكة مالي، ولا الحبشة، وذكر غانة ببضعة أسطر، وذكر تكرور بثلاثة أسطر غير ذات فائدة، كما أنه أوجز في حديثه عن "دمقلة"، ومعظم ما ذكره كان حول حملة ابن أبي سرح. ولم يفصّل إلا في "بلاد التبر".

ومن النادر أن نرى رحالة زار كل مناطق السودان، أو معظمها – بما في ذلك الرحالة المغاربة- وهذا أمر بديهي، لأن البلاد واسعة جداً. وقد اعتمد كثير منهم على الرواة، ورجال التبشير الإسلامي، والتجار.
ومعظمهم نقل عن غيره. وقد يكفينا أن نقرأ ثلاثة أسفار من كتب الرحالة لنعرف جلّ ما قيل؛ فالقزويني وصف الصحراء نقلاً عن ياقوت، وياقوت نقل ما سمع، ومعظمهم أخذوا عن ابن سعيد الذي كان ابن فاطمة راويته، والمؤرخون ختموا كتب غرهم، وغيرهم فعل فعلهم. إلا من بعض إضافات تميز بها واحد من الآخر، أو خرافة سمعها فأحب أن يملّح يفصله بها.

2- جغرافيون: ألغوا كتبهم الجغرافية، وطعّموها ببعض المشاهدات والنقول. وما كانوا في جولاتهم رحالين بقدر ما كانوا مسّاحين للأرض، كابن حوقل والقزويني، والبكري، والإدريسي.

3- مؤرخون: التاريخ والجغرافية صفوان لا يفترقان. والمؤرخ أحياناً مضطر إلى التعريف ببعض الأقاليم بحكم الموضوع الذي يعالجه، ولا سيما حين يتحدث عن المعارك التي جرت، أو الولايات التي عُين عليها أحد الولاة، أو الأعلام التي يعرف بها.
كما فعل الطبري في أحداث سنة 31هـ حين ذكر العهد الذي قطع بن ملك دنقلة والمسلمين، وحين نقضوا العهد عرف بهم، فقال: "وهم جنس من أجناس الحبش بالمغرب. والمغرب فيما ذكر: البجة، وأهل غانة الغافر، وبينور، ورعوين.... والنوبة والحبش ".

وكذلك فعل ابن كثير (ت 774هـ) حين تحدث عن البجة فرأى أنهم طائفة من سودان بلاد المغرب، في بلادهم معادن الذهب والجوهر، لا يغزون المسلمين لهدنة كانت لهم من المسلمين، فنقضوا الهدنة وصرّحوا بالخلاف، فامتنعوا عن أداء ما عليهم سنين عديدة إلى والي مصر العباسي في عهد المتوكل (ت247هـ)
ومثله أبو الفداء واليعقوبي وابن الأثير وأبو شامة. ولعل أكثرهم تفصيلاً ابن خلدون لأنه من بربر الشمال الإفريقي.
وهكذا نجد أن المؤرخين قاموا بالتعريف لبلاد السودان بطريقة غير مباشرة، ولم تكن الهدف. وكل ما دونوه كان نقلاً عن كتب الرحالة.

4- مؤلفو كتب الإنشاء والموسوعات الأدبية: فقد حرص المؤلفون في هذه الموسوعات على تدوين معلومات ثقافية تفيد الناشئة، ولا سيما من يطلبون التوظيف في دواوين السلطان.
ولعل من أهم هذه الموسوعات "صبح الأعشى" للقلقشندي؛ فقد عقد فصلاً تحدث فيه عن إقليم مالي، وصَوصَو، وكَوكو، والتكرور، وعن ملوكها، والموجودات فيها، جمعها كلها من كتب الرحالة. ولا نرى حاجة إلى الحديث عما دوّنوه، لأن في ذلك تكراراً.

5- أصحاب المعجمات: على عالم اللغة أن يضبط اسم الموقع أو العلم في مكانه من معجمه، كما عليه أن يعرف به.
وفي هذا خدمة جليلة يشكرون عليها. ولعل ابن منظور، والفيروزآبادي، والزّبيدي خير من اهتم بهذا الجانب اللغوي التعريفي. ومع أن ما ذكروه موجزاً جداً إلا أنه صحيح ويعتمد.
ففي حديث ابن منظور عن "بجاوة" يقول : "بجاوة: قبيلة، والبجاوات من النوق منسوبة إليها. قال الربعي: البجاويات منسوبة إلى بجاوة قبيلة، يطاردون عليها كما يطارد على الخيل.
وفي الحديث: كان أسلم مولى عمر بجاوياً؛ هو منسوب إلى بجاوة جنس ٍ من السودان.
وقيل: هي أرض بها السودان. وبجاوة بالضم والكسر". ولم يذكر الفتح. وفي المحيط: "أرض النوبة بها إبل فارهة، يقال لها بجاوية"، وفتح الباء.

الخصائص العامة في التدوين:

صحيح أن كل رحالة يشرح كل ما توصّل إليه من معلومات جغرافية وعامة، فإنه يظل قاصراً، ولا سيما حين نرى غيره قد ذكر أشياء لم يتوصل إليها الآخرون.
حتى الذي يطيل الشرح جداً كالعمري وابن سعيد، فإن عمله يتصف بالنقص أمام من يوجز أحياناً مثل إسحاق بن الحسين.
فالرحالة يكتب ما يستهويه، ويدون ما يراه أو يسمعه. ولهذا فإن صورة أي إقليم لا تكتمل إلا بقراءة جميع ما كتب عنه، أو معظمه.
وهناك نقاط أساسية لا يكاد الرحالة يحيد عنها، من ذلك: تعريف بالمصر أو البلد، ونوع محاصيله، وما يشتهر به القوم، وأهمّ ما يلفت نظره أو نظر المشاهد الذي يروي عنه.
ومعظم الرحالة يصبّون المعلومات من غير رعاية؛ فقد يبدأ أحدهم بالزراعة، ثم يعود إليها ثانية، وقد يذكر العاصمة في أكثر من موقع ...
ولا بأس من استعراض بعض الخصائص العامة: 1- قد يذكرون أخباراً تاريخية في معرض استعراضهم الجغرافي، قلما عرّج عليها المؤرخون، أو ذكروها مفصلة، ويكتفي الجغرافيون بالإشارة إليها.
فقد ذكر العمري تخوّف صلاح الدين وبني أيوب من نور الدين الذي قد يهاجمهم، في مصر فشرعوا يبحثون عن مناطق بعيدة يحكمونها، إذا وقع حدث ما، فقال: "خافوا من الشهيد نور الدين زنكي أن يقصدهم إلى مصر، وينتزع المملكة من أيديهم، فأرادوا فتح بلاد من ورائهم تكون ملجأ لهم، فقصدوا النوبة. فلما رأوها بلادأً لا تصلح لمثلهم عدلوا إلى اليمن".

2- وقد يميل بعضهم إلى الزراعة، فيفصل فيها. ففي شرح العمري لبلد "الكانم" من مدن السودان نراه يركز طويلاً على موضوع الأرز ،
ومثله فعل ياقوت والقلقشندي .
يذكر العمري: "أن أبا عبد الله السلالجي أنه أخبره الشيخ صالح المنقطع عثمان الكانميّ –وهو من أقارب ملوكها- أن الأرز ينبت عندهم من غير بذر أصلاً، وهو ثقة". وزيادة في التوثيق قال: "قال السلالجي: وسألت عن ذلك غيره فأخبرني بصحة ذلك".

3- وكان بعضهم إذا سمع بأسطورة عن بلاد السودان ذكرها، من باب ملح القول. فقد روى ابن سعيد أن في جنوبيّ "كانم" شعار وصحاري فيها أشخاص كالغول تؤذي بني آدم، ولا يلحقها الفارس، وهي أقرب الحيوانات إلى الإنسان. "وإن بها يقطيناً تعظم اليقطينة أن يصنع منها مركب تعبر فيه في النيل". وقد أدرك ابن سعيد أن كلام الراوي تخليطاً، فاستدرك قائلاً: "والعهدة على الحاكي".
كما ذكر العمري في حديثه عن مملكة مالي أن ملوك مالي وغيرهم لم يفكروا بغزو بلاد "التبر" التي يحكمها كفار همج، مع أن فتحها سهل عليهم، لاعتقادهم "أن ما فتح منهم أحدٌ مدينة الذهب وفشا بها الذهب.... إلا قلّ بها وجود الذهب ثم يتلاش حتى يعدم، ويزداد فيما يليه من بلاد الكفار" ولهذا أبقوا بلاد التبر بأيدي أهلها الكفار، واكتفوا ببذل الطاعة "وحمول ٍ قررت عليهم".

4- وقد يضع بعضهم فصلاً خاصاً مفصلاً، إذا توفرت له معلومات كثيرة؛ فالبيهقي في تاريخه يضيف فصلاً في "مفاخر النوبة". ومثله فعل العمري قي النوبة أيضاً، وركز على سكانها وأديانهم ولا سيما: النصرانية، والإسلام، والكفر.
وخص ياقوت في حديثه عن بلاد التبر بشكل فاق سائر الرحالة والجغرافيين، وكيف أنهم يقطعون الصحارى، ليصور لنا عملية المقايضة بين تبر الكفار، وبضائع المسلمين التجار ، فكان مرجعاً لغيره في هذا الباب. وبالإجمال فإن معظم الرحالة أفاضوا في الحديث عن بلاد "النوبة" لأهميتها.

5- وقد ينفرد بعضهم في أمر معين كالإدريسي الذي ذكر لقب ملوك النوبة وهو "كاسل" مثل لقبي النجاشي وقيصر، وابن عبد المنعم الحميري (ت 727هـ؟) الذي أبدى اهتمامه الكبير في نسائهم، فقال: "وفي نسائهم جمال فائق، ولهنّ أعراق طيبة ليست من أعراق السودان في شيء..." بل إن الحميري هذا لم يتحدث عن النوبة تقريباً إلا من هذا الجانب، فقال:
"وجميع بلاد النوبة في نسائهم جمال وكمال، وشفاههم رقاق، وأفواههم صغار، ومباسمهم بيض، وشعورهم سبطة. وليس في جميع السودان والزنوج والحبشة والبجاة وغيرهم من شعور نسائهم كشعور نساء النوبة؛ فإنها سبطة مرسلة. ولا أحسن للجماع منهن. ويبلغ ثمن الجارية منهن ثلاث مئة دينار. ولهذه الخلال فيهن يرغب فيهن ملوك مصر، فيتنافسون في أثمانهن..."
وقريب من هذا ذكر صاحب الاستقصا ، ونقل عنه الشريشي (ت619هـ) في شرح مقامات الحريري، فقال: "والإماء فيها قد جعل الله فيهن من الخصال الكريمة في خَـلقهن وخُـلقهن فوق المراد: من ملاسة الأبدان، وتفتق السواد، وحسن العينين، واعتدال الأنوف، وبياض الأسنان، وطيب الروائح".

إجماع الرحالة في معلوماتهم:

على رُغم ما ذكرنا من اختصاص كل رحالة، وتميزه في طريقة سكب معلوماته، فإن نقاطاً أساسية لم يختلفوا فيها، وأهمها:

1- مساحة الأقاليم: لقد كتب معظم الجغرافيين عن بلاد السودان، على أنها أقاليم السكان من ذوي البشرة السوداء في القارة الإفريقية. لكن أحداً من هؤلاء القدماء لم يكتب عن منطقة السودان الحالية كدولة محددة المواقع، إلا من وراء حديثهم عن النوبة والبجه. وكانوا يشيرون إلى أن بلاد السودان تقع جغرافياً من جنوب بلاد الملثمين (الطوارق) شمالاً إلى خط الإستواء جنوباً، ومن البحر المحيط غرباً إلى نهر النيل شرقاً أو إلى البحر الأحمر.
2- المجتمعات: ذكروا جميعاً أن الشعوب داكنة البشرة، قليلو المعرفة، يعيشون عراة رجالاً ونساء. وإن ارتدى بعضهم فبجلود الحيوانات ولا سيما جلود النمور الكثيرة عندهم.

3- المعتقدات: ذكروا أنهم ثلاث فئات: مسلمون وكلهم على المذهب المالكي، ونصارى، وكفار لا يدينون بدين، وهم الفئة المتوحشة من السكان.

4- المحاصيل والمنتجات: أهم ما أجمعوا عليه أن الذهب يكثر في بلادهم، ولا سيما بلاد "التبر"، وأن سكان التبر لم يقابلوا أحداً، وكل ما عرفوه عنهم ما روي، أو ما شوهد من بعيد. ويكثر عندهم الذرة، واللوبياء، واليقطين.
وحيواناتهم عديدة ومتنوعة، يكثر فيها: الفيل، والنمر، والزرافة. وأن الأقاليم التي تقرب من النيل يكثر فيها التماسيح. وأشاروا إلى حيوانات نادرة، لا ترى في بلاد أخرى.

5- وأن التجار يقصدونها من الشمال إلى الجنوب، عن طريق غانة. وأن التجارة تتمّ بالمقايضة، فيقدمون لهم الخرز والزينة النحاسية، ويأخذون بالمقابل الذهب والعاج.

6- وأن السم كثير في بلادهم، يستخدمونه في نبالهم التي يرمون بها العدو، وهو سلاحهم الأصلي.

7- وأن البلاد واسعة شاسعة، ولا يمكن تحديد أطرافها. ولهذا قالوا: تمتد من البحر المحيط إلى النيل، وأن الصحارى مفازات لا ماء فيها لا يمكن قطعها إلا بصعوبة فائقة.

8- وأن الحرارة شديدة جداً لا يحتملها الإنسان، وبسبب ارتفاع الحرارة تجف المياه حتى في القرب.

تناقض الرحالة في معلوماتهم:
ولا بد من الاختلاف والتمييز، وسببه اختلاف المشاهدات، وتناقض الروايات. ومن ذلك:

1- بعضهم يراهم يسكنون أعالي الأشجار خوفاً من الأرضة، وآخرون يرونهم يعيشون في سراديب تحت الأرض.

2- كثير منهم يراهم يرتدون جلود النمور، وبعضهم يعمم فيجعلها جلود الحيوانات، وبعضهم ذكر أنهم يكتسون بجلود البغال.

3- بعضهم يرى أن البلاد قاحلة لا يعيش فيها نبات، وآخرون يذكرون أن عندهم أشجاراً ضخمة، حتى إن السكان يعيشون عليها

4- بعضهم يرى أن الأمطار معدومة، وآخرون يذكرون أن الأمطار غزيرة، تتجمع في أجواف الأشجار الضخمة.

5- هم اتفقوا على كبر مساحة بلاد السودان، ولكنهم اختلفوا؛ فبعضهم يراها مسيرة سنة طولاً ومسيرة سنة عرضاً، وآخرون يجعلون المسيرة ستة أشهر، وفئة تراها ثلاثة أشهر.
وأرى أن الاختلاف ناجم عن تصويرهم لمناطق دون أخرى، مما تيسّر لهم معرفتها، أو أنه من تخليط الرواة.

صفوة القول :
لقد بذل علماؤنا الجغرافيون والرحالة كل ما وسعتهم الطاقة، والمعرفة، والتجوال، وما أخبرهم به الرواة، للتعريف بأقاليم الأرض. وخاضوا –في سبيل المعرفة والتعريف- قد يستحيل على المرء الوصول إليها.
ووصلوا بنا إلى مناطق نحن بأمسّ الحاجة إلى كشف خفاياها اليوم، كما كان على ذلك الأسبقون.
وكان كل عالم يجوب مناطق وأقاليم تهمه، فيعرف بها وبطبيعتها، وطبيعة سكانها.
صحيح أن بعضهم شرّق وغرب في الأراضي العربية والإسلامية، لكن خطواتهم ساقتهم شمالاً وجنوباً إلى معالم يعسر الوصول إليها، ولا سيما بلاد السودان التي نتعطش إلى معرفتها كتعطش سكانها إلى الماء. =====================================
المصادر والمراجع :
1- آثار البلاد وأخبار العباد – القزويني. بيروت، دار صادر 1969

2- آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مكان – إسحاق بن الحسين.

3- الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى – أحمد بن خالد الناصري السلاوي. الدار البيضاء 1954

4- البداية والنهاية – ابن كثير. مصر 1351-1358هـ

5- بسط الأرض في الطول والعرض – ابن سعيد. نشرة خوان فرنيط خينس. تطوان 1958

6- تاريخ ابن خلدون (العبر). تحقيق تركي فرحان مصطفى. دار إحياء التراث العربي وشريكه، بيروت 1999

7- تاريخ الطبري (الرسل والملوك)، تحقيق جاكلين سوبلة. المعهد الفرنسي، دمشق 1974

8- تاريخ اليعقوبي. طبعة النجف 1358هـ .

9- تقويم البلدان – أبو الفداء، نشر زينو، ودي سلان. دار الطباعة السلطانية، باريس 1840

10- رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار). دار صادر، بيـــروت (بلا. ت)

11- الروض المعطار في خبر الأقطار – ابن عبد المنعم الحميري، تحقيق إحسان عباس. مؤسسة الناصر للثقافة، بيروت 1980

12- شرح المقامات الحريرية – الشريشي. مصر 1300هـ

13- صبح الأعشى – القلقشندي. دار الكتب العلمية، بيروت 1987

14- صورة الأرض- ابن حوقل. دار مكتبة الحياة، بيروت 1979

15- كتاب البلدان – ابن الفقيه

16- كتاب الروضتين في أخبار الدولتين – أبو شامة. مصر 1287

17- لسان العرب – ابن منظور. طبعة صادر.

18- مسالك الأبصار في ممالك الأمصار – شهاب الدين العمري، تحقيق حمزة أحمد عباس. المجمع الثقافي، أبو ظبي 2002

19- المسالك والممالك – الإصطخري. طبعة الحيني، القاهرة 1961

20- معجم البلدان – ياقوت الحموي. دار صادر ودار بيروت، بيروت 1957

21- معجم ما استعجم – ابن عبد العزيز البكري. ط3 عالم الكتب، بيروت 1983

22- نزهة المشتاق في اختراق الآفاق – الإدريسي. القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية (بلا. ت)

23- المغرب في حلي المغرب – ابن سعيد، ت شوقي ضيف. دار المعارف ، مصر .



http://www.wata.cc/forums/showthread.php?182-%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86-..%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%B1...-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC%D8%A7%D9%8B-..


تقرير حول بعض مدن المغرب العربي من خلال الرحالة العرب

تقرير حول بعض مدن المغرب العربي من خلال الرحالة العرب

http://www.loredz.com/vb/showthread.php?t=25128

الأحوال الاقتصادية للمغرب الأوسط من خلال كتابات الرحالة و الجغرافيين المغاربة مابين 7 و 9 الهجريين /13 و 15 الميلاديين

الأحوال الاقتصادية للمغرب الأوسط من خلال
كتابات الرحالة و الجغرافيين المغاربة
مابين 7 و 9 الهجريين /13 و 15 الميلاديين *




انهزام دولة الموحدين(1)في وقعة العقاب(2)سنة 609 ﻫ/1212م،من العوامل الرئيسة التي دفعت برؤساء القبائل البربرية بالمغرب الإسلامي إلى التمرد و العصيان على الحكومة المركزية(3)في مراكش،كما كان أيضا لظلم عمال الموحدين و ولاتهم(4)بداية اضطراب الدولة(5)وظهرت نزاعات داخلية حادة بين الموحدين أنفسهم،اغتنمها المسيحيون في الأندلس(6)  مما انجر عنه انقراض دولتهم(7)فانفصل عنها بنو حفص بالمغرب الأدنى و بنو عبد الواد بالمغرب الأوسط و بنو مرين بالمغرب الأقصى(8)تميزت العلاقات بينها على العموم بالحروب و السلم المؤقت.فهل أثر ذلك على الحياة الاقتصادية؟وكيف كانت الأحوال الاقتصادية للمغرب الأوسط من خلال كتابات الرحالة و الجغرافيين المغاربة أنفسهم؟.

أ- الزراعة:

كان المغرب الأوسط خلال عهد الدولة الزيانية يزخر بإمكانيات جعلت منه إقليما فلاحيا، منها وفرة مصـادر المياه المتمثلة في العيون و الينابيع و القنوات و الأنهار و منها:« نهر الشلف الكبير المشهـور ينصب عند مستغانم،و هو مثل النيل يزيد أيام نقص الأنهار،وعليه مجالات مغزاوة من زناتة»(9)،وكانت الأراضي التي تندرج من سهل الشلف من أجود الأراضي،فكان جزءا منها مستغلا، و حتى في فصل الجفاف لوفرة مياه نهر شلف،و كذلك أراضي سهل متيجة فكانت هي الأخرى مستغلة(10)،فازدهرت الفلاحة و قوي إنتاجها و أصبحت مصدر الثروة.

تعرض الحسن الوزان إلى سهل تسَّـلَة:«سهل كبير يمتد على مسافة نحو عشرين ميلاً و ينبت قمحا جيدا جميل اللون غليظ الحب،يمكنه وحده أن يزود تلمسان بما تحتاجه من حبوب»(11)،و حتى سفوح الجبال كانت تستغل هي الأخرى في إنتاج الحبوب غير أنها تتميز بقلة الإنتاج،أما منطقة تيهرت اشتهرت بزراعة الحبوب لكثرة مياهها و برودة مناخها و قرب التلول الصالحة للزراعة،أما حوض الشلف فتميز بوجود مجموعة من المحاصيل منها القمح و الشعير و الحنطة(12)،وكانت المناطق الممتدة ما بين هنين و تلمسان هي الأخرى تنتج كمية كبيرة من الثمار منها«الكرز و المشمش و التفاح و الأجاص و الخوخ   و ما لا يحصى من التين و الزيتون»(13)

قام الحسـن الوزان بقياس سهل متيجة قرب مدينة الجزائر مع وصف نوعية إنتاجه من القمح قائـلا:«و في الضواحي سهول جميلة جدا،لا سيما سهل متيجة الذي يبلغ طوله حوالي خمسة و أربعين ميلا و عرضه ستة و ثلاثين ميلا،حيث ينبث القمح الجيد»(14)و يضيف قائـلا:«و يحيط بالجزائر عدد من البساتين و الأراضي المغروسة بأشجار الفواكه.و يمر قرب المدينة من الجهة الشرقية نهر نصبت عليه طاحونات.و يزود السكان بالماء للشرب و لأغراض أخرى»(15)من بينها ري الأراضي الزراعية الشاسعة.

كانت الدولة الزيانية تضم ثلاثة أقاليم:الجبال،و تنس،والجزائر(16)فتلمسان عاصمة الدولة(17) ،عُرفت بموقعها الجبلي الذي تنحدر منه مياه الأنهار و بمناظرها الطبيعية الخلابة وبساتينها،قال عنها ابن سعيد المغـربي:«و الأندلسيون يقولون كأنها من مدن الأندلس لمياهها وبساتينها»(18)،وتميزت بوفرة إنتاجها حتى قال عنها العبدري:«والدائر بالبلد كله مغروس بالكرم و أنواع الثمار»(19)،فالمساحة الزراعة للدولة الزيانية كانت شاسعة و إنتاجها كان وفيرا،ما جعلها محل أطماع جيرانها المرينيين و الحفصيين.

فعندما استولى السلطان المريني أبي عنان  على تلمسان «استوى على ساقية النصراني. . . فشرب من مـائها العذب. . .و أفاض في الثناء على ماء تلمسان و طيب هوائـها»(20)وكانت منطقة تلمسان كثيرة الزرع و الفواكه،و صفها الحسن الوزان:«و في خارج تلمسان ممتلكات هائلة فيها دور جميلة للغاية ينعم المدنيون بسكانها في الصيف،حيث الكروم المعروشة الممتازة تنتج أعنابا من كل لون،طيبة المذاق جدا،و أنواع الكرز الكثيرة التي لم أر لها مثيلا في جهة أخرى،والتين الشديد الحلاوة،و هو أسود غليظ طويل جدا،يُجفف ليأكل في الشتاء و الخوخ و الجوز و اللوز و البطيخ  و الخيار و غيرها من الفواكه المختلفة»(21)لوقوع تلمسان طبيعيا ضمن المغرب الأوسط الذي قال عنه ابن سعيد المغربي:«ومن حد قسنطينة إلى بجاية مجالات رياح،ومن غربي بجاية إلى تلمسان مجالات رحيبه»(22)،و هذا يعني أن المغرب الأوسط ساعدته عوامل طبيعة على الاهتمام بالنشاط الفلاحي.

كانت التمور تنتج بالمناطق الصحراوية جنوب المغرب الأوسط،أهمها إقليم توات بالمغرب الأوسط الذي قال عنه عبد الرحمن بن خلدون بـه جنات من النخيل والأعناب و سائر الفواكـه:«و فيه قصور متعددة تناهز المائتين،آخذة من المشرق إلى المغرب و آخرها من جانب المشرق يسمى تمنطيت»(23)   و على العموم كانت الواحات بالصحراء منتشرة بشكل مقرون بتواجد الأودية و منابع العيون.  

و عن مواصفات الدولة الزيانية الطبيعة،يذكر الحسن الوزان:«و يُكَون معظم مملكة تلمسان أقاليم جافة قاحلة،لا سيما في جزئها الجنوبي،لكن السهول القريبة من الساحل منتجة جدا نظرا لخصبها    و الجهة المجاورة لتلمسان كلها سهل مع بعض المفازات. . .و كذلك في إقليم تنس    و فوق بلاد الجزائر عدد لا يحصى من الجبال غير أنها كلها منتجة»(24)،و هذا ما أكده من قبل ابن سعيد المغربي عندما تحدث عن مدينة تنس:«مدينة تنس،و هي مشهورة بكثرة القمح.ومنها يحمل في المراكب إلى سواحل الأندلس وغيرها»(25)فرغم ذلك كان المغرب الأوسط في عهد الدولة الزيانية يشهد بين الحين و الآخر مجاعات      و أوبئة.

كانت تربية المواشي ببلاد المغرب الأوسط تقوم جنبا إلى جنب الزراعـة،فالمحصول الزراعـي مقرون بالمنتوج الحيواني فهو من أنشطته و اهتماماته،و كانت أراض الدولة الزيانية مرتعا لمختلف الحيوانات و خاصة الأغنام و الأبقار و الخيل و كانت المنطقة المحصورة ما بين جبل السرسوا و منطقة الزاب مراعي لهم(26)،فكانت الثروة الحيوانية عنصر هام في اقتصاد الدولة الزيانية،و ذلك بإنتاج اللحوم    و مد الصناعة بالصوف،و عسكريا وذلك باستخدام الخيول في الحروب.

   ب- الصناعة:

اشتهرت الدولة الزيانية بالإنتاج النباتي والحيواني،فقد قامت صناعة واسعة عليهما،كما توفرت فيها بعض المعادن التي سمحت بقيام صناعة معدنية(27)،منها الحديد بمدينة هنين التي قال عنها مرمول:«توجد بها معادن كثيرة للحديد و الفولاذ»(28)،وكان السكان يعجبون بالصناعة و يقبلون على تعلمها ويكرهون القصور فيها(29)،فازدهرت الصناعة و انتشرت بأرجاء الدولة الزيانية،فانتعشت معها الحياة الاقتصادية      و الاجتماعية.

وصف ابن سعيد المغربي تلمسان عاصمة الدولة الزيانية«بكثرة صنائعها»(30)لاعتناء ملوك بني زيان بالصناعات المختلفة من نسيج و ورق و معادن و نحاس و الأعمال الحرفية مثل الفخار و نحت الرخام و نقش الخشب و المجوهرات(31)ولم تكن الحرف تزاول في الأسواق فحسب،بل حتى في المنازل(32)،و من الحرف التي اشتهرت بها النساء،صناعة الزرابي و الخياطة و الطرز بخيط الذهب و الفضة و غزل الصوف(33)لتوفير حاجيات السكان منها،و كانت الصناعة منتشرة بأنحاء الدولة الزيانية.

و يبدو أن بعض مدن المغرب الأوسط تخصصت في نوع معين من الصناعات،فالصناعة النسيجية انتشرت بالمدن و الأرياف،و منها العُباد التي قال عنها الحسن الوزان:«العُباد. . .وافرة السكان           و الصناع،و معظمهم من الصباغين»(34)و عن مدينة ندرومة يقول أيضا:«و ندرومة اليوم مزدهرة لكثرة الصناع فيها،و ينتجون على الخصوص أقمشة القطن لأنه ينبث بكثرة في الناحية»(35)،و عن مدينة هنين يقول مرمول:«تصنع فيها أقمشة جميلة و أنسجة أخرى من القطن»(36)و قد يكون هذا التخصص عائدا إلى طبيعة المدينة نفسها و توارث الحرف و انتقالها بين الأجيال.

عرفت الدولة الزيانية تنظيم النشاط الحرفي،فخصص لكل حرفة  جناح لها بالأسواق              و القيصريات و الفنادق،مثل سوق الوراقين،و الفخارين والعطارين والصباغين و الدباغين(37)قال عنها الحسن الوزان:«و جميع الصنائع و التجارات بتلمسان موزعة على مختلف الساحات و الأزقة -كما ذكرنا ذلك بالنسبة لفاس- لكن دور تلمسان أقل قيمة بكثير من دور فاس»(38)

كانت صناعة الحديد من بين الصناعات الهامة،لوفرة المواد الأولية في محيط الدولة الزيانية،فقد استخدمت في كثير من الصناعات مثل صناعة الأسلحة التي شملت السيوف و غيرها من أدوات القتال،كما صُنعت من الحديد أبواب المدينة و تحصيناتها،و استخدمت منه الأدوات البسيطة كالسكاكين و مقابض الأبواب و الفؤوس و المحاريث و غيرها.و من بين المدن التي كان سكانها يشتغلون بها مدينة تفسرة(39)التي قال عنها الحسن الوزان:«تقع على بعد نحو خمسة عشر ميلا من تلمسان،فيها حدادون كثيرون. . .أهلها لا يشتغلون بغير خدمة الحديد و نقله إلى تلمسان»(40)التي أصبحت مركزا صناعيا بالدولة الزيانية.

كان أصحاب الحرف و المهن و الصناعات بتلمسان عاصمة الدولة الزيانية،يكسبون أمـوالا كثيرة،و يعيشون حياة راقية وصفهم فيه الحسن الوزان:«و الصناع أناس أقوياء يعيشون في هناء و متعة،  و يحبون التمتع بالحياة»(41)و كانت كل طائفة من التجار و أصحاب الحرف بتلمسان تتجمع في مكان واحد و تسمى به(42)،و منها العطارين و الحدادين و غيرها من الأسماء.

عرف النشاط الصناعي في أواخر الدولة الزيانية ازدهارا كبيرا نتيجة الهجرة الأندلسية إلى مدنها بالمغرب الأوسط،لكن الخبرة الصناعية لم تعد تقتصر على الأندلسيين،بل برز عدد من الصناع في مختلف الصناعات(43)قال عنها ابن الحاج النميري:«و مصانع يعجز عن وصفها كل لسان. . .قد أحكمت فيها أنواع الصنائع»(44)

ج- التجارة:

احتلت الدولة الزيانية مكانة قيادية في التجارة بالمنطقة لما تتمتع به من خصائص جغرافية          و اقتصادية.فقد كانت مدينة تلمسان بحكم موقعها المنتهي و المنطلق في نفس الوقت لطرق التجارة،منطلقا للبضائع القادمة من أوربا و غيرها من البلاد المسيحية،و منتهى للبضائع الصحراوية و في مقدمتها الذهب.و بفضل موقعها استطاعت أن تخوض غمار التجارة و بالرغم من الاضطرابات السياسية و عدم الاستقرار،فان الدولة الزيانية عرفت ازدهارا عظيما و رخاء اقتصاديا كبيرا في فترات السلم (45)لتوفر الأمن واستغلالها لمؤهلاتها الطبيعية.  

كانت تلمسان عاصمة دولة بني زيان النقطة التي تلتقي فيها الطرق التجارية الرئيسية التي تربط إفريقية بالمغرب الأقصى من جهة،و بين البحر الأبيض و المتوسط و الصحراء من جهة أخرى(46)،مما أهل الدولة الزيانية لتتحكم في طريق القوافل التجارية،منها الطريق العابر للمغرب الإسلامي الذي ينطلق من الأندلس نحو المشرق الإسلامي،فكانت الطريق المفضل لأغلب الرحالة المغاربة الذين وصفوا الأحوال الاقتصادية للدولة مثل العبدري و  ابن بطوطة ثم الحسن الوزان في بداية القرن 10ﻫ/16م(47)فكان لابد لهم من عبور المغرب الأوسط سواء ذهابا إلى الحج أو إيابا عند عودتهم منه إلى ديارهم.

كانت تربط بين تلمسان و بلاد المغرب علاقات تجارية مزدهرة، إلا أن ازدهار النشاط التجاري كان مرتبطا بالأحوال السياسية(48)،وكان تجار الدولة الزيانية يجولون و يجوبون المدن المغربية،و يصلون إلى بلاد السودان الغربي مع القوافل،منهم التاجر الحاج زيان الذي في قافلة ابن بطوطة فذكره قائلا:«وكان في القافلة تاجر تلمساني يعرف بالحاج زيان»(49)وكانت تلمسان تصدر سلعا وصفها ابن سعيد المغربي قائلا:«ومنها تحمل ثياب الصوف المفضلة على جنسها المصنوع في سائر المغرب.وتحمل منها الجم الخيل والسروج وما يتبع ذلك»(50)كسب منها تجار تلمسان أرباحا كبيرة.  

كان التجار اليهود يشكلون مجموعة تجارية قائمة حول البحر و بلاد النصارى و مصر،وبلاد المغرب(51)،و قد وصف الحسن الوزان فئة التجار بالدولة الزيانية قائلا:«فالتجار أناس منصفون مخلصون جدا و أمناء في تجارتهم، يحرصون على أن تكون مدينتهم مزودة بالمؤن على أحسن وجه.أهم أسفارهم التجارية هي التي يقومون به إلى بلاد السودان،و هم وافروا الغنى أملاكا و نقودا»(52)وهذا يعني أن تجار تلمسان كانوا ميسوري الحال.

أقامت الدولة الزيانية علاقات تجارية مع الدول المسيحية،و كانت تحددها معاهدات ذات نصوص واضحة(53)،و كان لموانئ الدولة الزيانية دور كبير في نشاط المبادلات التجارية مع العالم الخارجي ومنها«مرسى هنين »(56)و وصفه الحسن الوزان بقولـه:«هنين. . .لها ميناء صغير محروس ببرجين. . .تحيط بها أسوار عالية متينة،لا سيما من جهة البحر،و تأتي إلى هذا الميناء سنويا سفن شراعية من البندقية تحقق أرباحا جسيمة مع تجار تلمسان»(57)،وقد وصف مرمول تجارة الزيانيين مع السودان الغربي قائلا:«و أهم تجارتهم في غينيا،حيث يحملون بضائعهم كل سنة،ويأتون منها بالتبر والعنبر،والمسك،و سنور الزباد،ورقيق السود،وأشياء أخرى من بضائع البلد.و يتاجرون بالتبادل محققين كثيرا من الربح حتى لتكفى رحلتان أو ثلاث ليستغني التاجر»(58)

ومن موانئ المغرب الأوسط التي لعبت دورا كبيرا في الحياة الاقتصادية في عهد الدولة الزيانية،المرسى الكبير الذي قال عنه الحسن الوزان:«المرسى الكبير مدينة صغيرة أسسها في عصرنا ملـوك تلمسان على ساحل البحـر المتوسط، بعيدة ببضعـة أميال عـن و هران. . .يمكن أن ترسو فيه بسهولة مئات المراكب و السفن الحربية في مأمن من كل عاصفة و إعصار»(59)و موانئ أخرى وصفها من قبل الرحـالة ابن حوقل خـلال القرن 4 ﻫ/10م(60)و كانت موانئ الدولة الزيانية بمثابة شريان نشاطها الاقتصادي ومركز اتصال بالعالم الخارجي.

كان المغرب الأوسط يصدر كميات كبيرة من المنتجات الخاصة بتربية المواشي مثل الغنم         و الماعز،والصوف و الجلود و الفواكه،مثل التمور ومنتجات الصناعة التقليدية،لاسيما صناعة السلال     و نسج الحلفاء و الزرابي والجلود المنقوشة ثم الذهب الذي كان هو المادة الأولى التي تجلب التجار إلى المغرب الأوسط(61)،و كانت الدولة الزيانية كانت تضرب السكة،فوُجد الدينار و الدرهم  و أجزاؤهما المختلفة(62)ذكرها الحسن الوزان:«و يسـك الملك نقـودا من الذهب. . . و يسك أيضا نقودا فضية. . .و أخرى نحاسية متفاوتة القيمة و النوع»(63)و قد كان للزيانين عملة مثل جيرانهم الحفصيين و المرينين.

كانت بين تلمسان علاقات تجارية مع  السودان،فقد كانت مدينة تيزيل الواقعة جنوب تلمسان هي التي تنطلق منها القوافل إلى سجلماسة(64)و ورقلة(65)و منهما إلى السودان(66)ومن السلع التي كانت تستوردها الدولة الزيانية من السودان: الذهب،ريش النعام ،العاج و الرقيق(67)،و كان التلمسانيون يتخذون لأنفسهم مندوبين تجارا بأسواق توات و الصحراء،يحددون لهم الأسعار الرائجة و يرسمون لهم السلع المطلوبة التي ينبغي أن يعدوها و يرسلوها إلى الصحراء لكثرة الطلب عليها،و يتكفلون مقابل ذلك بشراء سلع الصحراء المطلوبة لهم في الشمال(68)،و نُظمت التجارة في شكل قوافل تجارية.

 وصف عبد الرحمن بن خلدون العلاقات التجارية بين تلمسان و السودان قائلا:«فلا بد لهم في كل سنة من رحلة. . . إلى قصور توات و بلد تمنطيت،و مع ناجعتهم تخرج قفول التجار من الأمصار     و التلول حتى يحطوا بتمنطيت.ثم يبذرقون منها إلى بلاد السودان»(69)

رغم سوء الأحوال السياسية و الحروب التي عرفها المغرب الإسلامي بعد سقوط دولة الموحدين،  إلا أن الأوضاع الاقتصادية ازدهرت بالمغرب الأوسط  في عهد الدولة الزيانية،و ذلك بفضل إمكانياتها الطبيعية و عناية سكانها بمختلف الأنشطة الاقتصادية،فازدهرت الزراعة و كثر إنتاجها و تنوعت الصناعة و نشطت  التجارة الداخلية بين حواضر المغرب الأوسط و الخارجية مع جيرانها المرينيين و الزيانيين خاصة في أوقات السلم و مع النصارى عن طريق الموانئ الهامة مثل هنين و المرسى الكبير و تنس و الجزائر و غيرها من الموانئ،و مع السودان الغربي،مما أنعش الحياة الاقتصادية.

الهوامش:



([1]) عبد الرحمن بن خلدون، العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر،ج7،دار الفكر،بيروت، لبنان،2000،ص84
دولة الموحدين: يعتبر محمد بن عبد الله  المهدي بن تومرت مؤسس دعوة الموحدين و واضع أسس دولتهم  سنة 515 ﻫ / 1121م،كانت  عاصمتها مرّاكش، غير أنها سقطت سنة 668 ﻫ/1269م على يد المرينيّين. ينظر: عبد الواحد المرّاكشي،المصدر السابق،ص ص178 – 187    ينظر: ابن أبي الزّرع،المصدر السابق،ص ص 172- 181   ينظر كذلك:البيذق أبو بكر بن علي الصّنهاجي، أخبارالمهدي بن تومرت و بداية دولة الموحدين، تقديم عبد الوهاب بن منصور،دار المنصور للطباعة و الوراقة،الرباط،1971،ص ص 34- 35

ينظر كذلك: ابن سعيد المغربي،كتاب الجغرافيا،تحقيق إسماعيل العربي،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر،الطبعة2،1982،ص125
ينظر كذلك:ابن خلدون عبد الرحمن، الرحلة،تحقيق محمد بن تاويت الطنجي ،دار الكتب العلمية،بيروت،الطبعة1،2004،ص 32

(2) معركة العقاب:مشهورة عند الإسبان باسم" Las navas de tolosa"الذي يعني الوديان الفسيحة،كونها وقعت في إحدى الوديان،دارت هذه المعركة بين الموحدين بقيادة محمد الناصر الموحدي(595 - 610 ﻫ / 1199- 1213م)و بين الجيش الاسباني المسيحي بقيادة
الفونسو الثامن بشمال الأندلس، انتصار  فيها الإسبان    ينظر:ابن أبي الزّرع، المصدر السابق، ص ص 238- 239  
(3)عمار بوحوش،التاريخ السياسي للجزائر من البداية و لغاية 1962،دار الغرب الإسلامي، بيروت،الطبعة01،1997،ص42.

(4) ابن بطوطة  محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي،تحفة التظار في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار،مؤسسة الحسني،الدار البيضاءالمغرب،الطبعة 1،2006، ،ص 12  

(5)الزركشي أبو عبد الله محمد ،تاريخ الدولتين الموحدية و الحفصية،تحقيق و تعليق محمد ماضور،المكتبة العتيقة،تونس،2002،ص20

(6)عبد الله شريط،مختصر تاريخ الجزائر السياسي و الثقافي،المؤسسة الوطنية للكتاب،الجزائر،1985،ص104

(7)عبد الرحمن بن خلدون،الرحلة. . .،المصدر السابق،ص264        

(8)                   Ernest Mercier,Histoire de l'afrique septentrionale(BERBERIE)depuis les temps les plus reculés jusqu'à la conquête française(1830),Tome 1,Ernest Leroux  Editeur,Paris,p 171.

(9) ابن سعيد المغربي،الجغرافيا. . .،المصدر السابق،ص141.

(10) مختار حساني،تاريخ الدولة الزيانية،ج2،دار الحضارة،الطبعة1،2007،ص26.    

(11)الوزان الحسن بن محمد الفاسي،وصف إفريقيا،ترجمة محمد حجي،و محمد الأخضري،ج2،دار الغرب الإسلامي،بيروت، لبنان،الطبعة 2،1983،

      ص25

(12) مختار حساني،المرجع السابق،ج2،ص27.    

(13) الحسن الوزان،ج2،ص16

(14) المصدر نفسه،ج2،ص37

(15)المصدر نفسه،ج2،ص37

(16) الحسن الوزان،ج1،ص31

(17) نفسه،ج2،ص17

(18) ابن سعيد المغربي،الجغرافيا. . .،المصدر السابق،ص140.

(19)العبدري أبو عبد الله محمد بن محمد،رحلة  العبدري،تحقيق علي إبراهيم كروي،دار سعد الدين للطباعة و النشر و التوزيع،دمشق،الطبعة1،

      1419 ﻫ،1999م،ص 49.  
(20) ابن الحاج النميري، فيض العباب و إفاضة قداح الآداب في الحركة السيدة إلى قسنطينة و الزاب،دراسة و إعداد الدكتور محمد بن شقرون، دار الغرب الإسلامي،الطبعة1،1990،ص487.    

(21) الحسن الوزان، المصدر السابق،ج2، ص20

(22) ابن سعيد المغربي،الجغرافيا. . .،المصدر السابق،ص145.

(23) عبد الرحمن ابن خلدون،العبر. . .،ج7،المصدر السابق،ص ص76 -77 .

(24) الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2،ص10

(25) ابن سعيد المغربي،الجغرافيا. . .،المصدر السابق،ص142.

(26) مختار حساني،المرجع السابق،ج2،ص32.

(27) خالد خالد بلعربي ،الدولة الزيانية في عهد يغمراسن دراسة تاريخية وحضارية 633-681 ﻫ/1235– 1282م،مطبعة تلمسان، الطبعة 1،2005،ص165    

(28) مرمول كاربخال،إفريقيا،ترجمة محمد حجي و آخرون،ج2،مطابع المعارف الجديدة،1989،ص ص296-297

(29) مختار حساني،المرجع السابق،ج2،ص81.    

(30) ابن سعيد المغربي،الجغرافيا. . .،المصدر السابق،ص140.

(31) عمار عمورة،موجز في تاريخ الجزائر،دار ريحانه للنشر و التوزيع،الطبعة1،2002،ص 85.

(32) مختار حساني،المرجع السابق،ج2،ص81.    

(33)المرجع نفسه،ج2،ص90.    

(34) الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2، ص24

(35) المرجع نفسه،ج2،ص14

(36) مرمول كربخال،المصدر السابق،ج2،ص296-297

(37) مختار حساني،المرجع السابق،ج2،ص85.    

(38) الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2،ص19         ينظر كذلك:مرمول كربخال،المصدر السابق،ج2،ص298

(39) مختار حساني،المرجع السابق،ج2،ص98.    

(40) الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2،ص24

(41)  المصدر نفسه،ج2،ص21

(42)  رشيد بورويبة و آخرون،الجزائر في التاريخ،العهد الإسلامي من الفتح إلى بداية العهد العثماني،المؤسسة الوطنية للكتاب،(دون تاريخ)،
ص490
(43)  مختار حساني،المرجع السابق،ج2،ص82.    

(44) ابن الحاج النميري،المصدر السابق،ص488.    

(45)  رشيد بورويبة و آخرون،المرجع السابق،ص477

(46)  المرجع نفسه،ص477

(47) مختار حساني،المرجع السابق،ج2،ص135.    

(48) المرجع نفسه،ج2،ص144.    

(49) ابن بطوطة،المصدر السابق،ص 458  

(50) ابن سعيد المغربي،الجغرافيا. . .،المصدر السابق،ص140.

(51) عبد العزيز فيلالي،تلمسان في العهد الزياني،دراسة سياسية،عمرانية،اجتماعية،ثقافية،ج1 ،موفم للنشر و التوزيع،الجزائر،2002،ص216    

(52) الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2،ص21

(53) رشيد بورويبة و آخرون،المرجع السابق،ص478  
(54) ابن خلدون عبد الرحمن، الرحلة. . .المصدر السابق،ص 53.     ينظر كذلك:الحسن الوزان،المصدر السابق،ج1،ص34

(55) الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2،ص15

(56) مرمول كربخال،المصدر السابق،ج2،ص 300

(57) الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2،ص15

(58) مرمول كربخال،المصدر السابق،ج2،ص 300

(59) الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2،ص31

(60) إسماعيل سامعي،الحركة الاقتصادية في المغرب الأوسط من خلال صورة الأرض لابن حوقل القرن 4 ﻫ/10م،مجلة جامعة الأمير عبد القادرللعلوم الإسلامية، ربيع الأول 1427ﻫ/أفريل 2006م،العدد 20،ص ص 181- 182.

(61) رشيد بورويبة و آخرون،المرجع السابق، ص483  
(62) المرجع نفسه،ص488  

(63) الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2،ص23.    

(64) سجلماسة:مدينة بنيت على سهل وادي زيز، و أحيطت بسور عال ما زالت بعض أجزائه باقية.كانت سجلماسة  مدينة متحضرة جدا،دورها جميلة، و سكانها أثرياء بسبب تجارتهم مع بلاد السودان.     ينظر:الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2،ص127          

(65) ورقلة:مدينة أزلية بناها النوميديون في صحراء نوميديا،لها سور من الأجر النيئ ودور جميلة، و حولها نخيل كثير.يوجد في ضواحيها عدة قصور و عدد لا يحصى من المدن.            
ينظر:الحسن الوزان،المصدر السابق،ج2،ص136            
(66) عبد الله شريط،المرجع السابق،ص133

(67) عبد العزيز فيلالي،المرجع السابق، ج1،ص216    

(68) يحي بوعزيز،تاريخ إفريقيا الغربية الشمالية من مطلع القرن 16 إلى مطلع القرن 20،دار هومة،2001،ص 71 .    

(69) عبد الرحمن ابن خلدون،العبر. . .،ج7،المصدر السابق،ص 77 .      




·   * الأستاذ: علوي مصطفى

·   أستاذ مساعد بجامعة بشار (الجزائر)

·   المؤهل العلمي:ماجستير في التاريخ الوسيط

·   البريد الالكتروني:profmostefa@yahoo.Fr

·   مارس مهنة الصحافة  فكان مراسلا صحفيا بإذاعة الساورة الجهوية ببشار.

·  درّس كأستاذ بجامعة بشار للمقاييس التالية:تاريخ المعتقدات و الأديان،الحركات المذهبية و الدعوات السياسية في المغرب الإسلامي،وصدر الإسلام.

·   شارك في ملتقيات وطنية و دولية.

·   كتب مقالات في مجلات متنوعة.


http://www.fustat.com/I_hist/mostafa_4-11.shtml