السبت، 27 سبتمبر 2014

خزانات الكتب في بغداد خلال العصر العباسي إعداد : كوثر جاسم

مكتبات بغداد



خزانات الكتب في بغداد خلال العصر العباسي
إعداد : كوثر جاسم

خاص بـ " ذاكرة بغداد "

نشر بتاريخ 26/2/2014



زخرت مدن العراق بمكتباتها العامة في العصر العباسي ، التي أسسها وأنشأها الخلفاء والأمراء وعامة الناس ، وقد تناولها الدكتور خير الله سعيد في كتابه : موسوعة الوراقة والوراقين في الحضارة العربية الاسلامية) ، المجلد الثاني ، الجزء الثالث والرابع ، مشيرا الى أن تلك المكتبات ظهرت في احضان المدارس والربط ودور العلم والاماكن المقدسة بصفتها أماكنَ عامة يرتادها الجميع ، لذلك كانت الخزانة من الثوابت الاساسية في مثل تلك الاماكن ، وموضحا أن إنشاء المكتبات لم يقتصر على الخلفاء والامراء فقط ، بل تعدى الامر الى ابعد من ذلك ، حيث نشأت في العراق مكتبات عامة ، ساهم عامة الناس في تأسيسها وانشائها ، اضافة الى مارفدت به الخلافة تلك المكتبات من المصادر والكتب ، وقد كان للدين الاسلامي اثر واضح في ذلك ، باعتباره الآيديولوجية السائدة في ذلك الوقت.



ومن اشهر تلك المكتبات ، وكما أوردها المؤلف ، ونعرض عنها خلاصة لها هنا  :

خزانة العلم في بغداد – او خزانة سابور :

ورد عنها في الكتاب أنها كانت من المفاخر الادبية الرائعة والكنوز النادرة ومأثرة اسداها رجل كريم الى عشاق العلم والمعرفة ، كان هذا الرجل هو (ابو نصر سابور بن اردشير) استوزر هذا الرجل لبهاء الدولة البويهي ثلاث مرات ، وكان كاتبا سديدا عفيفا عن الاموال كثير الخير غير ان اشهر ماعرف به كان خزانة الكتب التي انشأها في بغداد في محلة الكرخ ، سنة 381هـ/991م . واوقف عليها الوقوف . تحدث عنها ياقوت الحموي في معرض حديثه عن محلة (بين السورين) قائلا : (وفيها كانت خزانة الكتب التي وقفها الوزير ابو نصر سابور بن اردشير ، ولم يكن في الدنيا احسن كتبا منها ، كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة ، واصولهم المحررة ، واحترقت فيما احرق من محال الكرخ عند ورود طغرل بك ، اول ملوك السلجوقية الى بغداد سنة 447هـ.
وقد كان بادئ امر هذه الخزانة ان الوزير المذكور اشترى دارا في الكرخ بين السورين،  وعمرَّها وبيضها وسماها (دار العلم) ونقل اليها كتبا كثيرة ابتاعها وجمعها وعمل لها فهرسا واوكل امرها الى الشريفين ابي الحسين محمد بن ابي شيبة ، وابي عبد الله محمد بن احمد الحسني ، والقاضي ابي عبد الله الحسين بن هارون الضبي ، وكلف الشيخ ابا بكر محمد بن موسى الخوارزمي فضل عنايته بها. وقد ذكرت المصادر التأريخية ان عدد مااشتملت عليه هذه الخزانة اكثر من عشرة آلاف مجلد ، بينها مائة مصحف بخطوط بني مقلة ، وقد تعرضت هذه الخزانة للسرقة بعد ان شبت النار في بغداد – الكرخ، ووصلت النار اليها.

خزانة المدرسة النظامية في بغداد :

من اشهر مدارس بغداد وأجلها شأنا واقدمها عهدا، انشأ عمارتها الوزير السلجوقي نظام الملك سنة 457هـ/1064م، وفرغ منها سنة 459هـ/1066م، وقد كانت في بادئ امرها للشافعية ، وقد حفلت هذه الخزانة بالكثير من الكتب المهداة اليها، والمصنفات التي تتوارد اليها ، فمن الذين اوقفوا كتبهم بها المؤرخ البغدادي الشهير محب الدين بن النجار- صاحب كتاب (ذيل تأريخ بغداد) ـ وقد اوقف كتبه في النظامية لينتفع بها الآخرون وقد كانت كتبه عبارة عن خزانتي كتب ، بلغ ثمنها الف دينار، ومن حسن حظ هذه الخزانة انها نجت من حريق شب في الحظائر المجاورة للمدرسة ، فاحترقت الاخشاب ، وتطاير الشرر الى باب المراتب ، فاحترقت منه عدة دور وامتدت النار الى خزانة الكتب النظامية فبادر العلماء الى انقاذ الكتب فيها حيث نقلوها الى مكان آمن.

حوت هذه الخزانة الكثير من امهات الكتب النفيسة ، والمخطوطات النادرة فقد ذكر ان الشيخ ابا يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار القزويني ، المتوفي سنة 488هـ ، كان من مفسري القرآن المشهورين ، قيل انه كتب التفسير في اربعمائة مجلدة ، ومنهم من قال سبعمائة مجلدة ، وكان القزويني هذا قد اهدى الى نظام الملك اربعة اشياء ، لم يكن لأحد مثلها ، هي : غريب الحديث لإبراهيم الحربي ، بخط ابي عمر بن حيوية ، في عشر مجلدات ، فوقفه نظام الملك بدار الكتب في بغداد، وشعر الكميت بن زيد ، بخط ابي منصور، في ثلاثة عشر مجلدا، وعهد القاضي عبد الجبار، بخط الصاحب بن عباد وانشائه ، قيل كان سبعمائة سطر، كل سطر في ورقة سمرقندي ، وله غلاف ابنوس ، يطبق كالاسطوانة الغليظة ، والرابع مصحف بخط بعض الكتابة المجودين ، بالخط الواضح ، وقد كتب كاتبه اختلاف القراء بين سطوره بالحمرة ، وتفسير غريبه بالخضرة ، واعرابه بالزرقة ، وكتب بالذهب العلامات على الآيات التي تصلح للانتزاعات في العهود والمكاتبات ، وآيات الوعد والوعيد وما يكتب في التعازي والتهاني.

خزانة الكتب في مشهد ابي حنيفة :

ورد في الكتاب أن مشهد ابي حنيفة النعمان ، لازال قائما في بغداد في منطقة (الاعظمية) على نحو ثلاثة اميال شمالي بغداد، يقول د. مصطفى جواد (كان يتصل بهذا المشهد مدرسة جليلة الشأن ، هي اول مدرسة فتحت في العراق في العصر الاسلامي وقد عرفت بمدرسة الامام ابي حنيفة ، بناها شرف الملك ابو اسعد محمد بن منصور العميد الخوارزمي ، وقد فتحت هذه المدرسة سنة 459هـ/1066م.  شملت هذه الخزانة على انفس الكتب والمجلدات الفقهية والتأريخية وعلوم اللغة وغيرها، اوقفت كتب هذه الخزانة على طلبة العلم.

خزانة كتب الوقف في مسجد الزيدي :

ورد في الكتاب أن مسجد الزيدي يقع في درب دينار الصغير في الجانب الشرقي من بغداد وخزانة هذا المسجد وقفها الشريف الزيدي وهو احد الأعلام البارزين الذين جمعوا بين علو النسب وحسن العلم ، خلدت اسم هذا الشخص وابقته على مر الزمان تلك الخزانة التي انشأها بدرب دينار ذكرها ياقوت بمعجمه.

خزانة الرباط الخاتوني السلجوقي :

 ورد في الكتاب أن هذه الخزانة وقفها الخليفة الناصر لدين الله العباسي ، في تربة زوجته سلجوقة خاتون ، في باب البصرة من الجانب الغربي في بغداد، وقد كان الناصر قد اوكل الى مبشر بن احمد الحاسب المعروف بالبرهان مهمة اختيار الكتب التي اوقفها في الرباط الخاتوني السلجوقي وفي المدرسة النظامية وفي دار المسناة.



دار الكتب في رباط المأمونية في بغداد :

المأمونية احدى محلات بغداد العتيقة تقع بين نهر المعلى وباب الازج وردت عدة اشارات بذكر هذه الخزانة عند المؤرخين القدماء من امثال سبط بن الجوزي ، وياقوت الحموي (معجم الادباء) وغيره.

خزانة جامع قمرية في بغداد :

مازال هذا الجامع قائما الى اليوم في بغداد ، في الضفة الغربية من دجلة بمواجهة السراي في الضفة الشرقية وكان هذا الجامع خزانة كتب في المائة السابعة.

 خزانة المدرسة المستنصرية في بغداد :

ورد في الكتاب أن هذه المدرسة شيدها الخليفة العباسي المستنصر بالله في الجانب الشرقي من بغداد ، لازالت قائمة على ضفة دجلة اليسرى بالقرب من سوق التجار وشارع النهر ولهذه المدرسة شهرة تأريخية واسعة ، كونها من اعظم مراكز العلم في بغداد ، تشير المصادر الى ان المستنصر بالله بعد ان فرغ من بنائها نقل اليها من الربعات الشريفة والكتب النفيسة المحتوية على العلوم الدينية والادبية ماحمل مائة وستين حملا من الكتب النفيسة.

خزانة المدرسة البشيرية في بغداد :

انشئت هذه المدرسة في بغداد في اواخر العصر العباسي بايعاز من محظية الخليفة المستعصم (ام ولده) المعروفة بباب بشير، وجعلتها وقفا على المذاهب الاربعة ، على قاعدة المدرسة المستنصرية ووقفت عليها وقوفا كثيرة قبل فراغها.

http://www.iraqnla-iq.com/baghdad%20memory/maktbat%20baghdad18.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق