الاثنين، 8 سبتمبر 2014

أبو العتيق . عرض د.محمد نزار الدباغ

ابو العتيق مجموعة من الشعر الشعبي الموصلي العامي والفصيح تأليف عبد الغني الملاح عرض : د.محمد نزار الدباغ


 عن مركز دراسات الموصل صدر كتاب بعنوان ابو العتيق مجموعة من الشعر الشعبي الموصلي العامي والفصيح (2012) من تأليف الباحث عبد الغني الملاح ، وقد شرحه وعلق عليه الدكتور سعد سعيد الديوه جي ، والكتاب طبع اكثر من مرة وبلغ عدد صفحات الكتاب (67) صفحة من القطع المتوسط. وقدم للكتاب االاستاذ الدكتور ذنون الطائي قائلاً (( يُعدُ عبد الغني الملاح واحداً من الشخصيات الموصلية العراقية ذات الاهتمامات المتعددة، كان لبيئته الموصلية اثرها الواضح في تكوينه المعرفي عموماً. على صعيد العطاء الثقافي ككتابة القصة او قرض الشعر. ثم فيما بعد الانغماس في العمل السياسي، اخريات اربعينيات القرن العشرين.  تمكن من خلال كتابهِ (ابو العتيق) وهي مجموعة من (الشعر الشعبي الموصلي) والذي أصدره بطبعتين الاولى سنة 1948 والثانية سنة 1952 من الامساك بتلابيب مفردات الحياة الاجتماعية في مدينة الموصل، عبر تأكيده على المفردة الموصلية بلكنتها المعروفة واللهجة التي لما تزل سائدة.  وفي حقيقة الامر نجح الملاح باختيار عناصر شخوصه وموضوعاته المعبرة عن ديمومة وحيوية المجتمع الموصلي خلال خمسينيات القرن العشرين، فهو لم يجنح نحو السرد، بل نظم قصائد عامية باللهجة الموصلية وهي ذات مفردات معروفة واخرى بحاجة الى ايضاح معانيها المتعددة، وكذلك تعامل مع جغّاش البرغل، التي تعكس صورة لصفحات من واقع اهل الموصل من الناحية الاقتصادية. ولم ينس العلاقة الاثيرة بين الحمي مع كنتها او عن كنتها حيثما تتكلم، هذه الموضوعات المنتخبة، لم يتمكن مجتمع الموصل حتى اللحظة من تجاوز اطرها الاجتماعية، ربما غابت الاماكن والمحلات السكنية، غير ان الشخصية الموصلية بقيت محافظة على تراثها اللغوي والقيمي، مع الاخذ بنظر الاعتبار زيادة مستوى الوعي السائد لدى المرأة أو الرجل وكل فئات المجتمع بشكل عام، الذي انعكس بالضرورة على رسم ملامح جديدة لطبقة المجتمع الموصلي الحالي.  ان موضوعاً كهذا الذي طرحه الراحل الملاح في حينه كان طبيعياً على صعيد عرض عنوان الموضوعات والمفردات، غير ان واقع الامر الآن اختلف عن سبعين سنة خلت، فجغّاش البرغل او ابو العتيق وغيرها من المهن والحرف من المؤكد ان الجيل والنشئ الجديد لم يتعرف على ابعادها ويعاصرها، لذا فقد وقع اختيار الباحث سعد سعيد الديوه جي، على هذه المجموعة. ليبذل جهده في ايضاح معاني الكثير من المفردات الواردة فيها. وان يتبسط في شرح اخرى منها، وان يورد احياناً بعض الامثلة المتداولة لتعميق المعنى، فضلاً عن تعليقاته على بعض ما ورد من أبيات شعرية بالعامية أو بالفصحى.  وعليه فإن العنوان الجانبي للمجموعة ونظراً لوجود اكثر من قصيدة منظومة باللغة العربية الفصحى، فقد غدا (ابو العتيق: مجموعة من الشعر الشعبي الموصلي العامي والفصيح) مثمنين الجهد المبذول في الشرح والتعليق حيثما اقتضت الضرورة للباحث د.سعد سعيد الديوه جي، وقد وجدنا من اعادة نشره مرة اخرى، فائدة للحفاظ على موروثنا اللهجي والتراثي، فان مضامين (ابو العتيق) غاية في الاهمية لما يتصل منها حتى الان بمفاصل حياتنا اليومية. على الرغم من المعاصرة التي نحيا في ثناياها اليوم.اً)).  
تكّون الكتاب من (11) قصيدة ومسرحية باللغة الفصحى والعامية سبقتها توطئة بقلم د.سعد سعيد الديوه جي جاء فيها ((ان هذه القصائد والمسرحيات الشعرية ذات الفصل الواحد ترتبط فيها العامية الموصلية بالفصحى اقل ما يقال عنها (ابداعياً) ...وهذه القصائد تتحدث عن صور اجتماعية صارت من التراث )).  وقد سبق كل قصيدة ومسرحية مقدمة بسيطة تعطينا فكرة القصيدة او المسرحية ، ثم جاء ذكر القصائد والمسرحيات ذات الفصل الواحد ، مهمشة بأرقام وفي نهاية كل قصيدة هوامش وحواشي لشرح المفردات والمصطلحات والكلمات العامية الواردة في القصيدة او المسرحية .  وهذه القصائد والمسرحيات هي ابو العتيق ، زيارة ، جغاش البرغل ، وليمة ، الحمي تتكلم ، يا مارين السجن ، ﭽطي ، شمقمق ، رقاعة ، حمام علي ، تاريخ الندوة .  
والمؤلف من مواليد مدينة الموصل سنة 1920 ، اشتهر بكتابة القصة والشعر ومن اهم مؤلفاته رحلة ألف ليلة وليلة ، والفيزياء والتحولات الاجتماعية ، والحركة الديمقراطية في العراق ، ولا زالت هناك الكثير من كتبه المخطوطة التي لم تر النور حيث صار من الصعوبة ايجاد ما تركه من هذه المؤلفات لتفرق عائلته في المهجر ، توفي عبد الغني الملاح في بغداد سنة 2001 رحمه الله رحمة واسعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق