الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

عرض لموسوعة اعلام الموصل في القرن 20 للدكتور عمر الطالب . بقلم د.محمد نزار الدباغ

موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين للدكتور عمر محمد الطالب
عرض : د.محمد نزار الدباغ



أنجبت مدينة الموصل على مر تاريخها أعلاماً في مختلف صنوف العلوم والمعارف والآداب والفنون ، منذ القدم وحتى الوقت الحاضر ، وعكف الدكتور عمر محمد الطالب على لم شمل هؤلاء الأعلام ممن عاشوا في القرن المنصرم في موسوعة جامعة وشاملة حفلت بالتعريف بهم وبإنجازاتهم كل حسب اختصاصه سواء على صعيد الوظيفة او العمل فضلاً عن ما ألفوه من كتب ورسائل وبحوث علمية وأدبية وخرجت هذه الموسوعة تحت اسم (موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين) وايماناً بالدور العلمي والثقافي الذي يلعبه مركز دراسات الموصل فقد قام بإصدار هذه الموسوعة التي بلغت عدد صفحاتها 666صفحة لسنة 2008 بالقطع الكبير.
قدم الاستاذ الدكتور ذنون الطائي لهذه الموسوعة قائلاً ((حينما تذكر الموصل تستحضر كل عوامل الابداع والألق العراقي، فلأهل الموصل قصب السبق والريادة في كل مجال، وهم أنموذج للتفكير المنظم المرتكز على العمق الحضاري والتجذير التأريخي، في مكامن العطاء الزاخر والبنّاء على امتداد تأريخها الوضاء، وقد تجلى دورها في إنبات الشخصيات المساهمة في البناء الحضاري وبشكل خاص منذ مطلع القرن العشرين، فعند تأسيس الدولة العراقية الحديثة منذ سنة 1921، كان للموصل وأبنائها حضور تأريخي في إرساء دعائم التأسيس وفي كل مفاصل الدولة العراقية، اذ رفدتها بأعلام التخصصات ليساهموا في التشييد وليتركوا بصماتهم التي تحدثت عنها كتب التأريخ والمنصفون من المؤرخين.
اذ كانت لهم جهودهم في بناء السلطة التشريعية في العراق، خلال مناقشاتهم المهمة بكل ما يتعلق بوضع القوانين والتشريعات النافذة في جوانب الحياة السياسية والنيابية والمجالات الاقتصادية والفعاليات الثقافية والأطر الاجتماعية، فضلاً عن قيادتهم لمجالس الوزراء وتسلمهم لبعض الحقائب الوزارية المهمة، والمواقع الادارية والسياسية البارزة في الدولة العراقية الحديثة، كما برعوا في مجال الأدب والفنون بأنواعها حيث قرضوا الشعر وأجادوا فيه وساهموا في تطوير الفنون الجميلة، وبرز فنانون تشكيليون ومسرحيون ومخرجون وأدباء مبدعون على صعيد التأليف والرواية والقصة.
لقد أفصحت الشخصية الموصلية عن امكانيات كبيرة في البناء الوطني من خلال المشاركة الجادة والواعية والاسهام في بناء المؤسسات الوطنية وتوظيف خبراتهم الادارية والوظيفية والعسكرية والعلمية والثقافية وتسخيرها في تشييد صرح العراق الحديث، حيث أدوا أدوارهم في مجال تخصصاتهم المختلفة والتي عكست التفكير المنظم والمؤطر بالقيم الانسانية والتفاعل الحضاري، وتنفيذ الواجبات المناطة بهم والموشحة بالجد والضبط والمثابرة والتدبير، تلك الخصائص التي لا تزال الشخصية الموصلية تتحلى بها.
وبرعت الموصل في تهيئة كتّابها لتنبيه الأذهان وتنويرها من خلال يراع الكتّاب والمثقفين والمفكرين، هؤلاء الذين رفدوا الحياة الفكرية والثقافية العراقية بالمقالات النهضوية التي تحث على رقي المجتمع والتعجيل بالاصلاح والنهوض ومواكبة التطور. ولا يمكن في هذا الاطار أن ننسى جهود المرأة الموصلية وحضورها الفاعل في إنماء الحياة الثقافية والتعليمية وفي مؤسسات الدولة المختلفة.
وعلى صعيد العلوم الدينية والشرعية والفقه والاصلاح، رفدت الموصل جمهرة من علماء الدين والخطباء المستنيرين الذين أثروا الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية بآرائهم وتفسيراتهم وارشاداتهم الحماسية وخطبهم المؤثرة.
ولابد من الاشارة الى مساهمة الأطباء الموصليون بنصيب وافر في مجال نشر الوعي الصحي وبناء المؤسسات الصحية في العراق من خلال تقديم المشاريع الصحية وتوظيف خبراتهم العلمية المكتسبة. والى جانب هذا وذاك فان كفاءة الشخصية الموصلية قد رفدت الأجهزة القضائية والعدلية لتسهم في إرساء دعائم الحق والعدل في المجتمع.
وما زالت الموصل معيناً لا ينضب من الكفاءات العلمية والتخصصات الأدبية والادارية المبدعة وفي المجالات المختلفة والتي تعمل على رفد الساحة العراقية بفيض العطاء حتى تجاوزت المجالين العربي والدولي.
حرّي بنا ونحن نتحدث عن تلك الجهود التي بذلت وما تزال واعدة في البذل والعطاء، أن نعمل على أرشفتها بموسوعة تحفظ للموصل وجهها الناصع في مراحل البناء والتفكير المستلهم لكل القيم التأريخية والدينية والوطنية. ذلك أن العمل الموسوعي بحاجة الجهد المضني والعمل الدؤوب المستند الى الرؤية السليمة والمستقرئة للأحداث بشكل واضح وجلي والذي تنسج خيوطه بالارتكاز على الشخصيات التي يكتب عنها وهي بالتأكيد تفضي الى أرخنة حقبة زمنية بعينها.
وفي إطار خطة مركز دراسات الموصل العلمية السنوية المتعلقة بتبني طبع ونشر الأعمال العلمية الرصينة المتعلقة بتأريخ مدينة الموصل على صعيد الفكر والثقافة والتراث والفنون وغيرها. من المجالات التي تسلط الضوء على حيوية مدينة الموصل وأبنائها وعطائهم الثّر في مختلف جنبات الحياة. فقد تبنى المركز طبع ونشر موسوعة الموصل في القرن العشرين للأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب، بتشجيع ودعم من الأستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي رئيس جامعة الموصل، نظراً لما تمثله هذه الموسوعة من قيمة علمية وثقافية ومرجعية مهمة لأبناء الموصل والمهتمين بتأريخها والمعبرة عن حيوية تلك الشخصيات الواردة فيها، اذ تعد هذه الموسوعة ذاكرة مدينة الموصل في القرن العشرين متجلية بالأوجه المتعددة للإبداع الموصلي في مجال الفنون والسياسة والادارة والتعليم والأدب وغيرها.
تكمن أهمية موسوعة الموصل في القرن العشرين في كون مؤلفها أستاذ أكاديمي نشرت له العديد من الكتب والدراسات والمقالات الأدبية. وقد إنكبّ  على انجاز هذه الموسوعة قرابة ثلاثة عقود من الزمان منقباً وباحثاً في تأريخ الشخصيات الموصلية. بين المصادر التأريخية والأدبية والفنية أو عن طريق المراسلات والمقابلات الشخصية، وحيث تكلل ذلك الجهد المضني بهذا الكم من الشخصيات الموصلية المبدعة والمتنوعة في العطاء والتي ساهمت في رفد الثقافة الوطنية والعربية بفيض إضاءاتها الأصيلة والجادة في فروع العلوم ومناحي الحياة المختلفة، والتي ستشكل علامة بارزة في إصدارات مركز دراسات الموصل وجامعة الموصل لما لها من ثقل علمي ومرجعي لكل باحث في التأريخ أو الأدب أو الفنون أو الادارة في الموصل خلال حقبة القرن العشرين.
لقد بذل العاملون في المركز جهوداً كبيرةً خلال ما ينيف عن السنتين في طباعة ومراجعة تفاصيل الموسوعة إبتداءاً، من المسودات التي قدمت الى المركز بخط اليد والمستنسخات والمصورات والسحب لأكثر من مرة، ومراجعتها والتصحيح الطباعي الذي استلزم وقتاً في إعادة القراءة وإجراء التصويبات اللازمة على أجهزة الحاسوب وهو ما سهى عن ذكره المؤلف في مقدمته.
ولكي تجيئ الموسوعة ملبيةً لأغراضها الثقافية والتأريخية فقد كان لزاماً علينا ان نستأنس بآراء المطلعين على تأريخ مدينة الموصل والحياة الأدبية فيها، ليثروا هذا العمل الموسوعي بملاحظاتهم وآرائهم التي من شأنها أن تستكمل هذه الموسوعة جوانبها العلمية والفنية. وقد اضطلع بهذه المهمة كل من الأستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف مدير مركز الدراسات الأقليمية والمهتم بتأريخ مدينة الموصل والدكتور ذنون يونس الأطرقجي التدريسي في كلية التربية الأساسية ورئيس قسم رياض الأطفال فيها. واللذين أفادا هذا العمل العلمي من خلال تأشيراتهما العلمية والمنهجية والتأريخية والأدبية. والتي إطلع عليها الأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب وأبدى موافقته على تلك الملاحظات التي من شأنها أن تظهر الموسوعة بأبهى صورة.
ومن المفيد ذكره أن الموسوعة قدمت الى المركز وهي تضم ثلاثة عشر فصلاً كل فصل يضم عدد من الشخصيات في ذات التخصص، مثل فصل علماء الدين وفصل المؤلفون وفصل الحركة المسرحية وفصل رجال الادارة وفصل التدريسيون الجامعيون وهكذا، غير أننا وجدنا بأن تنفيذها بتلك الصورة قد لا يفي بمتطلباتها أو يحدث نوعاً من الارباك في وضع الشخصيات ضمن إطارها التخصصي، ذلك أن بعض الشخصيات قد تنوعت في عطاءها فنجد مثلاً شخصية أكاديمية لها باع طويل في قرض الشعر وهو في ذات الوقت اداري متحملاً أعباء المسؤولية الادارية، ففي أي فصل يوضع مع الأكاديميون أم الشعراء أم الاداريون ؟!.
وعليه إرتأينا وكذلك الخبراء أن يكون ايراد الشخصيات بموجب الحروف الأبجدية بحيث تمثل كل شخصية جميع سماتها وتنوعها على صعيد والتخصص والإثراء في مجالاتها.بقي أن نقول بأن الموسوعة جهد شخصي للمؤلف استغرق عقود عدة، فجاءت ترجمة الشخصيات بموجب رؤى مؤلفها ومتفاوتة في حجم ما كتب عن كل منها. ويقيناً بأن ما ورد من اسماء في هذه الموسوعة هم ليسوا كل اعلام الموصل كما نوه عن ذلك المؤلف.
وأخيراً لابد من كلمة ثناء لكل من ساهم في إنجاز هذه الموسوعة بالشكل الذي آلت إليه، وفي الطليعة منهم الأستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي رئيس الجامعة الذي آزر العمل منذ بدايته وذلل كل الصعوبات المتعلقة بالنشر، كما أتقدم بالشكر للدكتور علي أحمد محمد التدريسي في مركز دراسات الموصل، والذي أتم قراءة الموسوعة بعد عودتها من الخبراء لاجراء اللازم، ولا ننسى العمل الدؤوب الذي بذل من قبل موظفات المركز في الطباعة والتنضيد وهنَّ كل من: السيدة عبير حكمت شكري والآنسة نجاح يوسف يوخنا والآنسة بشرى عبد الكريم ذنون والانسة سفانة عادل)).
وقد ذكر المُؤَلِف انه اعتمد على ادخال ((كل موصلي في الاصل ترك الموصل لسبب من الاسباب وعمل في أي مدينة من مدن العراق او المدن العربية او الاوربية لأنه موصلي في اعتقادي انى ذهب واستقر. والموصلي: هو من كان من اسرة موصلية وان ولد خارج الموصل او ارتحل عنها سعياً وراء العيش.
وقد اخذت الشخصيات الموصلية حسب تاريخ ولادتها ونسبتها الى الموصل. حسب التقييم وبقيت في حدود هذا التصور الذي نفذته في كتابي (مختصر اعلام الموصل في العصر الحديث) صدر عام2000، ولم اخرج عن نطاق القرن العشرين 1900-2000 الا في حالتين هما القس حنا حبش ونعوم فتح الله سحار مات الاول في اوائل العقد الاخير من القرن التاسع عشر ومات الثاني في اواسطه. لانهما رائدان من رواد المسرح لا في الموصل فقط بل في العراق برمته)).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق