وصف إقليم آقور وقاعدته الموصل وذكر نينوى/من كتاب آثار البلاد للمقدسي
إقليم آقور
هذا ايضاً إقليم نفيس، ثم له فضل لأن به مشاهد الأنبياء ومنازل الأولياء، به استقرت سفينة نوح على الجودي وبه سكن أهلها، وبنوا مدينة ثمانين وبه تاب الله على قوم يونس وأخرج منه العين، ومنه دخل الظلمات ذو القرنين، وبه كانت عجائب جرجيس مع داذيانه، وفيه أنبت الله تعالى ليونس اليقطينة، ومنه خرج نهر الملة المبارك المذكور دجلة، أليس به مسجد يونس بتل توبة يقولون سبع زورات له يعدلن حجةً مع مشاهد كثيرة وفضائل جمة، ثم هو ثغر من ثغور المسلمين ومعقل من معاقلهم لأن آمد اليوم دار جهادهم والموصل من أجل انضادهم. وجزيرة ابن عمر أحد منازههم، ومع ذلك هو واسطة بين العراق والشام ومنازل العرب في الإسلام. ومعدن الخيل العتاق، ومنه ميرة أكثر العراق. رخيص الاسعار جيد الثمار ومعدن الأخيار. أخبرنا الحاكم أبو نصر منصور بن محمد الحربي محتسب بخارا، قال: حدثنا الهيثم بن كليب، قال: حدثنا أبو يعلى الحسن بن اسماعيل وأبوسليمان محمد بن منصور الفقيه، قالا: حدثنا اسماعيل هو ابن أبي أويسٍ، قال: حدثني كثيربن عبد الله عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أجبل من جبال الجنة وأربعة أنهار من أنهار الجنة وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة، قيل ما الأجبل، قال: أحدٌ يحبنا ونحبه، ومجنة جبل من جبال الجنة، والطور جبل من جبال الجنة. والأنهار النيل والفرات وسيحان وجيحان. والملاحم بدر وأحد والخندق وحنين. والفرات يتقوس على هذا الإقليم وله هذا الفضل، ودجلة ينبع منه ولها الذكر. وبه النعم والمشاهد والثغور والمساجد، إلا أنه بيت الذعار والطريق فيه صعبة، وقد خربت الروم ثغوره. وهذا مثاله وشكله. وقد قسمنا هذا الاقليم على بطون العرب لتعرف ديارهم وتميزها وجعلناه ثلاث كور على على عدة بطونهم، أولها من قبل العراق ديار ربيعة ثم ديار مضر ثم ديار بكر وبه أربع نواحٍ. وأما ديار ربيعة فقصبتها الموصل ومن مدنها: الحديثة، معلثاى، الحسنية، تلعفر، سنجار، الجبال، بلد، أذرمة، برقعيد، نصيبين، دارا، كفرتوثا، رأس العين، ثمانين، وأما ناحيتها فجزيرة آبن غمر ومدنها: فيشابور، باعيناثا، المغيثة، الزوزان. وأما ديار مضر فقصبتها الرقة ومن مدنها: المحترقة، الرافقة، خانوقة، الحريش، تل محرى، باجروان، حصن مسلمة، ترعوز، حران، الرها. والناحية سروج، كفرزاب، كفرسيرين. وأما ديار بكر فقصبتها آمد ومن مدنها: ميافارقين، تل فافان، حصن كيفا، الفار، حاذية، وغيرهن. ومدن الفراتية أكبرهن رحبة ابن طوق، قرقيسيا، عانة، الدالية، الحديثة. ومدن الخابور قصبتها عرايان ومن مدنها: الحصين، الشمسينية، ميكسين، سكير العباس، الخيشة، السكينية، التنانير.
الموصل
هومصرهذا الإقليم بلد جليل حسن البناء طيب الهواء صحيح الماء، كبير الاسم قديم الرسم، حسن الأسواق والفنادق، كثير الملوك والمشايخ لا يخلو من أسناد عالٍ وفقيه مذكور. منها ميرة بغداد وإليه قوافل الرحاب، وله منازه خصائص وثمار حسنة وحمامات سرية ودور بهية ولحوم جيدة وأمور جامعة، غير أن البساتين بعيدة وريح الجنوب مؤذية وماء النهر بعيد المستقى. والبلد شبه طيلسان مثل البصرة ليس بالكبير، في ثلثه شبه حصن يسمى المربعة على نهر زبيدة ويعرف بسوق الأربعاء داخله فضاء واسع به يجتمع الأكرة والحواصيد، على كل ركن فندق وبين الجامع والشط رمية سهم على نشزة يصعد إليه بدرج من نحو الشط ودرجه من قبل الأسواق أقل، كله آزاجات من حجارة باناط، ووجه المغطى بلا أبواب وأكثر الأسواق مغطاة، والآبار مالحة وشربهم من دجلة ومن نهر زبيدة. من دروبه درب دير الأعلى باصلوت درب الجصاصين درب بني ميدة درب الجصاصة درب رحى أمير المؤمنين درب الدباغين درب جميل. والبلد على الشط، وقصر الخليفة على نصف فرسخ من الجانب الآخر عند نونوى القديمة.
وكان اسم الموصل خولان فلما وصل العرب بها عمارتهم ومصروها سميت الموصل.
نونوى
بقرب الموصل وهي مدينة يونس بن متى، عليها حصن قد أقلبه الريح، وهي الآن مزارع على جانب منها نهر الخوصر.
الرابط
http://ar.m.wikisource.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%85_%D9%81%D9%8A_%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85/%D8%B0%D9%83%D8%B1_%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%8C_%D8%A3%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8/%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85_%D8%A2%D9%82%D9%88%D8%B1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق