نصوص عن مدينة الموصل من كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر (1) للمسعودي
إعداد : د.محمد نزار الدباغ
المقدمة :
تهدف أهمية واختيار موضوع البحث في محاولة الوقوف على بعض الجوانب من تاريخ إحدى المدن العربية الإسلامية التي عرفت بخصوصية موقعها ودورها الروحي وإمكانياتها الاقتصادية والتجارية الكبيرة وما ترتب على ذلك من مطامع خارجية وداخلية وإيضاح إسهاماتها الإنسانية ومواقفها إزاء مختلف الظروف والأحداث التي تعرضت لها خلال العصور المؤشرة في محاور هذا البحث ، وهو ما يعد أيضا في سياق الاهتمام بالتاريخ المحلي .
استقى الموضوع رواياته الأساسية من مصنف المسعودي التاريخي – الجغرافي وهو كتاب مروج الذهب والذي أكمل مصنفات المؤرخين والجغرافيين الذين سبقوه ومهد السبيل لمن جاءوا بعده وجعله هذا بحق من "أكثر الكُتّاب الجغرافيين أصالة في القرن العاشر" وفق رأي المستشرق الروسي أ. ي. كراتشكوفسكي في كتابه تاريخ الأدب الجغرافي العربي (2) . وكذلك بفضل ما حواه كتابه من روايات تاريخية وجغرافية مهمة والتي بلغ مجموعها ثلاثةً وعشرين رواية ورد فيها ذكر مدينة الموصل والتي سنعالجها بالتحليل في هذا البحث. والمسعودي كما هو معروف هو أبو الحسن علي بن الحسين ولد في بغداد في نهاية القرن الثالث للهجرة / التاسع للميلاد ، ويرتفع نسبه إلى الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود واخذ العلم على يد الشيوخ في بغداد وتوفي في سنة (345هـ / 956م) . ولعل المنهج العلمي الدقيق له في تقصي الحقائق يرجع مرده إلى رحلاته وتنقلاته الواسعة والاتصال المباشر بممثلي مختلف الطبقات وقد شملت رحلاته جميع البلدان من الهند إلى المحيط الأطلسي ومن البحر الأحمر إلى بحر قزوين ومن المحتمل أن يكون قد زار الصين وأرخبيل الملايو في جنوب شرق آسيا (3) . ومن الواضح أن اهتمامات المسعودي المتعلقة بمدينة الموصل وبعض أطرافها وأعمالها توزعت على أربعة محاور في هذا البحث حسب وجهة نظر الباحث ، فالمحور الأول تضمن الكلام عن بعض الأمم القديمة والأقوام والأنبياء والرجال الصالحين في تسعة روايات تتعلق أربعة منها بذكر الآشوريون ملوك الموصل ونينوى والنبي يونس (عليه السلام)واثنتان بذكر بعض الصالحين مثل لقمان الحكيم وجرجيس وروايتين تتكلم عن بعض الطوائف والأقوام كاليعاقبة والأكراد وأخيرا مسير الملك الفارسي سابور إلى الحضر . أما المحور الثاني فقد تحدث عن بعض المواضع الجغرافية التي أوردها المسعودي والتي ارتبط فيها الكلام عن الموصل وهي خمسة روايات مثل موقع جبل الجودي الذي كان ضمن أعمال الموصل وقتئذٍ والإقليم الذي تقع فيه مدينة الموصل وأخيرا ذكر الكلام عن مدينة ثمانين والكلام عن نهري دجلة والخابور . في حين أن المحور الثالث تكلم عن علاقة الخلفاء الأمويين والعباسيين بالموصل في ستة روايات اثنتان في العصر الأموي في مجمل الحديث عن واقعة عين الوردة وقدوم الخليفة الأموي مروان بن محمد للموصل ، وأربعة روايات ورد الكلام فيها عن الموصل وعلاقة الخلفاء العباسيين بها وبعض القادة الأتراك ، أمثال الخليفة الرشيد والمنتصر والمعتضد في نزاعهم مع الخوارج وبعض القبائل العربية مثل بني شيبان وسير القائد التركي بغا الصغير إلى الموصل قادماً من سامراء على الترتيب . وأخيراً أدرج المحور الرابع تحت عنوان أخبار ومؤلفات بعض العلماء المسلمين مثل الشاعر أبي تمام الموصلي وإبراهيم بن ميمون الموصلي وكتاب تاريخ الموصل للازدي . ولغرض الخروج بتصور مقبول إزاء ذلك من الضروري التعرف على الروايات التي أوردها المسعودي ومن ثم مناقشتها .
المحور الأول : الأمم القديمة والأقوام والأنبياء والرجال الصالحين:
1. ذكر ملوك الموصل ونينوى وهم الآشوريين : وقد وردت هذه الرواية القصيرة في ما أشتمل عليه كتاب المروج من الأبواب فافرد باباً أعطاه العنوان السابق الذكر (4) . أما ذكر الموصل هنا فالباحث يجهل زمن تأسيسها واسم مؤسسها وملوكها . ومن هذا المنطلق نلاحظ الخلط الذي وقع فيه المسعودي بين مدينتي الموصل ونينوى . وهذه ظاهرة لم تقتصر على منهجه فقط ، فالطبري أيضا يشترك معه في هذا المزجِ والترادف بين المدينتين حسب رأي احد الباحثين (5) ، أما نينوى فلا إشكال فيها فهي العاصمة الثالثة للآشوريين (6) الذين يسميهم المسعودي بالاثوريين (7) واسمهم مأخوذ من مصطلح آشور وهي كلمة أطلقت على أقدم مراكز الآشوريين أي عاصمتهم آشور وسمي إلههم القومي آشور وقد سكنوا في الجزء الشمالي من العراق (8) .
2. ذكر لقمان الحكيم الذي ظهر بين عصر النبي داؤد وعصر النبي يونس عليهم السلام : حيث ظهر لقمان الحكيم ببلاد ايلة ومدين في عصر داؤد(عليه السلام) وكان أصله من النوبة وعبداً صالحاً إذ مَنَّ الله عليه بالحكمة والزهد في ذلك العالم إلى أيام النبي يونس بن متى(عليه السلام) حتى أرسل إلى أهل نينوى من بلاد الموصل (9) . وهنا نرى أن ذكر الموصل اقتصر على قدوم النبي يونس (عليه السلام) وهو من أنبياء بني إسرائيل إلى نينوى ولعل ابرز دليل على ذلك قوله تعالى في سورة يونس (فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) (10) . أما ارتباط اسم الموصل هنا فهو حسب رأي الباحث إن المسعودي عَدَّ نينوى تقع ضمن أعمال الموصل في عصر المسعودي طبعاً ولم يتم الحديث عن مدينة الموصل بشكل رئيس ومما يعزز رأينا ، إشارة احد الباحثين أن المسعودي لم يشر إلى الموصل في قصة إرسال النبي يونس عليه السلام إلى نينوى (11) .
3. ذكر جرجيس وهو من أهل التوحيد بين المسيح(عليه السلام) ومحمد(صلى الله عليه وسلم) والذي أرسل إلى بعض ملوك الموصل : وهذه الرواية تتحدث عن مجيء جرجيس وهو من أهل التوحيد الذي أرسله الله إلى بعض ملوك الموصل فقتل ثلاث مرات على أيديهم وأحياه الله تعالى ثلاثاً واهلك الله ذلك الملك وجميع أهله ومملكته (12) . ولم تشر هذه الرواية صراحةً إلى اسم الملك ، وان الموصل كانت قائمة خلال العقود الميلادية الأولى ولكن دون تحديدها(13).
4. ذكر ملوك الموصل ونينوى (14) : وهذه الرواية القصيرة جداً تأتي عند حديث المسعودي عن ملوك الأمم الذين منهم ملوك الموصل ونينوى وقد سبق وفصلنا الحديث عنهم في الرواية الأولى .
5. ذكر ملوك الموصل ونينوى وهم الاثوريون : وهذا العنوان هو نفس عنوان الرواية الأولى، إلا أن مضمون الرواية هنا يختلف ، حيث تحدث المسعودي عن موقع نينوى المقابل لمدينة الموصل ونهر دجلة الذي يفصلهما ويذكر قرية قردى وبازبدى وهما من كور الموصل ويوضح أن نينوى في زمنه أي سنة اثنتي وثلاثين وثلاثمائة مدينة الخراب فيها قرى ومزارع والى أهلها أرسل يونس بن متى u وآثار أسوارها واضحة وفي ظاهر المدينة تل عليه مسجد وعين ماء تعرف بعين يونس النبي عليه السلام ويأوي النساك والعباد إلى هذا المسجد ، ثم يذكر مؤسس نينوى واسماه نينوس بن بالوس (15) . ونجد في هذه الرواية إشارتين للموصل أولاهما أنها مقابلة لمدينة نينوى وهذا يعني وجود المدينة قبالة نينوى . والثانية ذكره بعض قرى الموصل الآنفة الذكر ، أما باقي الرواية فالحديث فيها عن مدينة نينوى بشيء من التفصيل والذي يلاحظ من كلام المسعودي أن نينوى في عصره مدينة مخربة ولعل ابرز دليل على ذلك بقايا أسوارها وابرز معلم فيها في زمن المسعودي وهو مسجد النبي يونس (عليه السلام)وعينه المسماة بعين يونس (16) . أما مؤسس نينوى فلا نجد ما يؤكد اسمه ، ويرى احد الباحثين أن نينوى عاصمة الآشوريين لم تعد إحدى قرى الموصل إلا بعد سقوطها عام 612ق.م ، حيث فقدت دورها بصورة تدريجية (17) .
6. الحروب بين ملوك الموصل وملوك أرمينيا : وتتضمن حروب الموصل من خلال ملكها المسمى لاوستنس مع ملوك الأرمن ، حيث كانت الحرب سجالاً بين الطرفين حتى غلبوا على ملك نينوى (18) فكانت الحروب بين أهل أرمينيا وبين ملوك الموصل . وهنا نجد انه ليس لدينا ما يؤكد وجود اسم ملك آشوري يدعى لاوستنس فضلاً ترادف وخلط المسعودي بين عبارتي (ملك أو ملوك نينوى) و (ملوك الموصل) .
7. اليعاقبة : حيث ذكر المسعودي أن أكثر اليعاقبة في العراق وبلاد تكريت والموصل والجزيرة (19) وهنا نلاحظ أن اقتران اسم الموصل أتى لوجود اليعاقبة وهم طائفة من المسيحيين الشرقيين في الموصل .
8. الأكراد : والذين منهم اليعقوبيين والجورقان وهم نصارى وديارهم مما يلي بلاد الموصل(20) واقتران اسم الموصل بهذه الرواية من خلال وجود طائفة من الأكراد النصارى ولعل أبرزهم الجورقان بالموصل .
9. ذكر سابور الجنود ومسيره إلى الحضر : ذكر المسعودي ما نصه " يسمى سابور الجنود لكثرة من تبعه من الجنود … فنزل الحصن المعروف بالحضر وقد كان هذا الحصن للساطرون بن اسيطرون وهو من بلاد الموصل" (21) . وهنا نلحظ ان سابور هو القائد الفارسي الذي حاصر الحضر . وكما هو معروف أن مدينة الحضر تقع جنوب غربي الموصل ونشأت في حدود القرن الأول قبل الميلاد وازدهرت في القرون الثلاثة الأولى للميلاد وكانت مركزاً تجارياً للقوافل الواردة من الشام إلى العراق وبالعكس ، فضلاً عن كونها حصناً منيعاً كان مطمعاً للفرس والروم (22) أما ملكها الذي ذكره المسعودي فهو على الأرجح سنطروق الثاني بن عبد سيما بن سنطروق الأول (23) ولعل الإشارة للموصل هنا على الأرجح جاءت لتحديد موقع الحضر .
المحور الثاني : المواضع الجغرافية :
1. ذكر سفينة نوح وموقع جبل الجودي : وروى المسعودي قصة صناعة نوح (عليه السلام)لسفينته لما كثر الفساد في الأرض وإبحاره فيها بعد غمر الماء للأرض بأمر الله تعالى حتى استواء السفينة على جبل الجودي وتحديده لموقع الجبل الواقع بالقرب من جزيرة ابن عمر وهي من بلاد الموصل (24) وارتباط الموصل بقصة سفينة نوح إنما يأتي لتحديد الموقع الجغرافي لجبل الجودي الذي رست عليه السفينة والذي يقع بالقرب من جزيرة ابن عمر الواقعة في شمال الموصل والتي كانت من ضمن أعمالها .
2. ذكر الإقليم الذي تقع فيه الموصل : قال المسعودي : "فأما الأقاليم السبعة ، فالإقليم الأول منها هو ارض بابل : منه … الموصل … " (25) وارتباط اسم الموصل مقترن بموقعها من الإقليم الأول .
3. ذكر نهر الخابور : ويأتي اقتران اسم الموصل بنهر الخابور من كونه ينبع من بلاد أرمينيا ومصبه في دجلة بالقرب من قردى وبازبدى وهي من أعمال وقرى الموصل … ونلحظ أن الصلة بين الخابور والموصل تأتي من خلال أعمال الموصل التي يصب بالقرب منها نهر الخابور (26).
4. ذكر مرور دجلة بالموصل : حيث يمر نهر دجلة بمدينة الموصل ويصب إليها نهر الزاب الوارد من بلاد أرمينيا وهو الزاب الأكبر بعد الموصل (27) . والذي نلحظه أن نهر الزاب الكبير لطالما اعتبر بمثابة الحدود الجنوبية لمدينة الموصل وأراضيها منذ عهد الإمبراطورية الآشورية (28).
5. ذكر مدينة ثمّانين : ذكر المسعودي : " كما سميت مدينة ثمّانين من ارض الجزيرة وبلاد الموصل من ديار بني حمدان وإنما نسبت إلى عدد ساكنيها ممن كان مع نوح في السفينة …"(29) . والذي يتضح من هذه الرواية أن مدينة ثمّانين كانت من أعمال الموصل ، وأنّ الموصل في هذه الرواية كان يحكمها بنو حمدان وسميت ثمّانين بهذا الاسم نسبةً لعدد الأشخاص الذين كانوا مع نوح (عليه السلام)والذين بلغ عددهم ثمانين فضلاً عن موقع مدينة ثمّانين قرب جبل الجودي لان الكلام عن ثمّانين ارتبط بوجود سفينة نوح (عليه السلام) التي رست على هذا الجبل .
المحور الثالث : علاقة الخلفاء الأمويين والعباسيين بالموصل :
1. معركة عين الوردة : والتي جرت قرب الموصل سنة ستة وستين للهجرة بين عبيد الله بن زياد والذي كان على جند الشام الموالية للأمويين وبين إبراهيم بن الاشتر النخعي والذي كان على خيل العراق من قبل المختار بن يوسف الثقفي (30) . ومما هو معلوم أن ذكر الموصل هنا يرتبط بموقع المعركة التي كانت في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان مما لا يذكره المسعودي .
2. قدوم مروان بن محمد إلى الموصل بعد هزيمته في معركة الزاب : حيث ارتبط اسم الموصل بمجيء آخر الخلفاء الأمويين وهو مروان بن محمد إليها ومنع أهلها له من الدخول(31) لما رأوا بروز العباسيين بعد انتصارهم في هذه الموقعة الفاصلة والتي على أثرها زالت الدولة الأموية . فضلاً عن وقوع المعركة قرب مدينة الموصل .
3. خروج الخليفة هارون الرشيد للصيد في بلاد الموصل (32) : نلحظ من هذه الرواية واسمها أن الكلام عن الموصل ارتبط بدخول الخليفة هارون الرشيد إليها لممارسة الصيد والذي يراه الباحث أن هارون الرشيد كان يمارس الصيد لا في الموصل بل في باديتها وهي ارض الجزيرة .
4. خروج القائد التركي بغا الصغير من سامراء إلى الموصل ومقتله : حيث انه في سنة أربعة وخمسين ومائة خرج بغا الصغير من سامراء إلى ناحية الموصل متنكراً في زورق فأوقع به بعض الموالي عند جسر في سامراء فقتلوه (33) . وهنا نجد أن هذا القائد التركي كان قاصداً الموصل من سامراء هرباً من الموالي إلا انه قتل على أيديهم قبل بلوغه الموصل وتحديداً في سامراء نفسها .
5. حروب الخليفة العباسي المنتصر مع أبو العمود الشاري الخارجي : حيث خرج في أيام الخليفة المنتصر حسب رواية المسعودي بناحية الموصل أبو العمود الشاري الخارجي فقضى عليه جيش الخلافة بقيادة القائد التركي سيما وأسره الخليفة وعفا عنه وخلا سبيله (34) ونلاحظ ارتباط اسم الموصل بظهور حركات الخوارج ومنها حركة أبو العمود الشاري . ولكن الباحث لم يجد اسم هذا الخارجي ضمن حركات الخوارج التي ظهرت في الموصل وبلاد الجزيرة بعد رجوعه إلى حركات الخوارج التي قامت في بلاد الموصل من خلال بحث "الموصل في تاريخ الطبري" حيث تظهر جداول البحث وجود ثلاثة قادة للخوارج يحمل كل منهم لقب الشاري من غير اسم صاحبنا (35) .
6. نزاع الخليفة المعتضد مع بني شيبان : حيث ذكر المسعودي انه في سنة 280هـ/893م كان خروج المعتضد في طلب الأعراب من بني شيبان الذين عاثوا الفساد فانتصر عليهم ثم سار إلى الموصل (36) . ويتضح من هذه الرواية أن أهم القبائل المستوطنة في الجزيرة وصولاً إلى الموصل هي قبيلة بني شيبان وهي من القبائل الكبيرة عدداً وخبرةً في حروب البادية والصحراء ويظهر أن الحركة تبدأ من اطراف الموصل ثم لا تلبث أن تزحف إلى الموصل (37) ويلاحظ أيضا أن مسير الخليفة المعتضد إلى الموصل إنما يبين المكانة الكبيرة التي وصلت لها هذه المدينة من حيث عناية الخلفاء بها ومنع الخوارج من اتخاذها قاعدةً لهم .
المحور الرابع : أخبار ومؤلفات بعض العلماء المسلمين : 1. وفاة أبو تمام بالموصل : ارتبط ذكر الموصل هنا بوفاة الشاعر أبي تمام بالموصل سنة 228هـ / 834م (38).
2. ابراهيم بن ميمون الموصلي : ارتبط الكلام عنه بوصفه موسيقياً ومغنياً من أصل موصلي وكان من أبناء فارس وسكن الموصل واخترع وزناً موسيقياً يسمى بالماخوري وهو وزن خفيف الثقيل الأول (39).
3. فيما أُلِفَ من مصنفات التاريخ والأخبار قبل تاريخ المسعودي : حيث ذكر المسعودي كتباً في التاريخ والتي منها كتاب أخبار الموصل لأبي زكريا الازدي الموصلي (40) إذ نلاحظ أن ارتباط اسم الموصل في هذه الرواية كون صاحبها من أهم مؤرخي الموصل في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي بل واشهرهم ، فضلاً عن كتابه (تاريخ الموصل) الذي يقع ضمن كتب التاريخ المحلي لمدينة الموصل وهو من أقدم الكتب التي وصلتنا عن تاريخ هذه المدينة، ولعل المسعودي قد وقع على جميع أجزاء الكتاب التي فقد جزءان منها هما الأول والثالث ووصلنا منها الثاني فقط .
نتائج البحث :
1. إن الكلام عن مدينة الموصل في نصوص المسعودي يكاد يقتصر على ورود اسم المدينة مقترناً بمدينة أخرى مثل نينوى أو دخول أحد الأنبياء إليها مثل النبي يونس (عليه السلام) أو أحد الرجال الصالحين مثل جرجيس ووقوع معركة بالقرب منها مثل معركة الزاب ، فضلاً عن اقترانها بأسماء الكُوَر والأعمال التابعة لها مثل جزيرة ابن عمر .
2. تميزت روايات المحور الأول بالحديث عن الملوك الآشوريين ومدينتهم نينوى وآثارها وخلط وترادف اسمها مع مدينة الموصل لدى المسعودي .
3. لعل أهم المواقع الجغرافية التي تم التركيز عليها هي أعمال الموصل مثل جبل الجودي فضلاً عن بعض الأنهار مثل دجلة والخابور والزاب الكبير .
4. تميزت روايات المحور الثالث بتنوع العلاقة بين الخلفاء الأمويين والعباسيين ومدينة الموصل من حيث أن بعضهم وردها هارباً من مدينة أخرى كبغا الصغير أو من معركة فاصلة كالخليفة الأموي مروان بن محمد أو انه وردها لقضاء فترة استجمام في الصيد كالخليفة العباسي هارون الرشيد أو أنها نالت مكانةً من عناية لبعض الخلفاء بها كالخليفة المعتضد .
5.ركز المسعودي على ذكر العلماء المشهورين وشيء من مصنفاتهم مما نلاحظه في المحور الرابع من البحث ، ولعل أهمهم أبي زكريا الازدي الموصلي وكتابه (تاريخ الموصل).
هوامش البحث :
(1) محمد نزار الدباغ ، " مخطوطات الجغرافيا الإسلامية في كتاب مخطوطات الموصل للدكتور داؤد الجلبي - دراسة إحصائية – " ، بحث محفوظ في أرشيف مركز دراسات الموصل / جامعة الموصل ، حيث افرد الباحث محوراً تكلم فيه عن مخطوطات كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي ، فضلاً عن حياته . ينظر : ص 4-5 من البحث .
(2) أ.ي . كراتشكوفسكي ، تاريخ الأدب الجغرافي العربي ، نقله إلى العربية : صلاح الدين عثمان هاشم ، مراجعة ، أيغور بليايف ، القاهرة ، جامعة الدول العربية ، 1963 ، ج1، ص177 .
(3) المرجع نفسه والجزء ، ص177-178 .
(4) أبو الحسن علي ابن الحسين المسعودي ، مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تحقيق وتصحيح شارل بلا ، د.م ، مطبعة شريعت ، ط1 ، 1380-1422هـ ، ج1 ، ص21.
(5) حسين علي الطحطوح ، "الموصل في تاريخ الطبري" ، بحث مقدم إلى مؤتمر الموصل ومؤرخوها العرب والأجانب عام 1997 ، مركز دراسات الموصل ، جامعة الموصل ، ص3 .
(6) عبد الجبار محمد جرجيس ، دليل الموصل العام منذ تأسيسها حتى عام 1975 ، الموصل، مطابع الجمهور ، 1975 ، ص13 .
(7) المسعودي ، المصدر السابق ، ج1 ، ص21 .
(8) أزهار هاشم شيت ، علاقة بلاد آشور مع بلاد الأناضول خلال الألفين الثاني والأول ق.م، رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية الآداب ، جامعة الموصل ، الموصل 1996 ، ص7.
(9) المسعودي ، المصدر السابق ، ج1 ، ص63-64 . (10) سورة يونس ، الآية 98 .
(11) الطحطوح ، المرجع السابق ، ص12-هامش 5. (12) المسعودي ، المصدر السابق ، ج1 ، ص73 ؛ الطحطوح ، المرجع السابق ، ص23.
(13) المرجع نفسه والصفحة .
(14) المسعودي ، المصدر السابق ، ج1 ، ص244 . (15) المصدر نفسه والجزء ، ص252 . وعن أعمال الموصل ينظر : عبد الماجود احمد السلمان ، الموصل في العهدين الراشدي والأموي ، الموصل ، مطبعة جامعة الموصل، ط1 ، 1985 ، ص139-163. وعن مسجد وعين النبي يونس عليه السلام ينظر : سعيد الديوه جي ، جامع النبي يونس ، بغداد ، مطبعة الرابطة ، 1954 ، ص1-16 .
(16) المسعودي ، المصدر السابق ، ج1 ، ص252 . (17) الطحطوح ، المرجع السابق ، ص2 .
(18) المسعودي ، المصدر السابق ، ج1 ، ص253 . (19) المصدر نفسه والجزء ، ص251 . وعن اليعاقبة . ينظر : ليدي دورو ، في بلاد الرافدين ، تصدير : فؤاد جميل ، بغداد ، د.ت ، ص253، 255 .
(20) المسعودي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص251 . (21) المصدر نفسه والجزء ، ص401-402 .
(22) علاء الدين البكري ، دليل الموصل السياحي لسنة 1966 ، الموصل ، مطبعة الجمهورية ، 1969 ، ص11 .
(23) المؤسسة العامة للسياحة ، العراق دليل سياحي ، بلغراد ، 1988 ، ص162-163.
(24) المسعودي ، المصدر السابق ، ج1 ، ص13-14 (25) المصدر نفسه والجزء ، ص100 .
(26) المصدر نفسه والجزء ، ص122 .
(27) المصدر نفسه والجزء والصفحة .
(28) شيت ، المرجع السابق ، ص7 .
(29) المسعودي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص85 . (30) المصدر نفسه ، ج3 ، ص298 .
(31) نفسه ، ج4 ، ص86 .
(32) نفسه ، ج1 ، ص123 .
(33) نفسه ، ج5 ، ص88 .
(34) نفسه والجزء ، ص53 .
(35) الطحطوح ، المرجع السابق ، ص8-9 (من الجداول) والتسلسل 7 ، 10، 11 على الترتيب .
(36) المسعودي ، المصدر السابق ، ج5 ، ص149 . (37) فاروق عمر فوزي ، "الموصل إبان الحكم العباسي المباشر" ، في موسوعة الموصل الحضارية لمجموعة مؤلفين ، الموصل ، دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل، ط1 ، 1992 ، ج2 ، ص72 .
(38) المسعودي ، المصدر السابق ، ج4 ، ص367 . (39) نفسه ، ج5 ، ص131 .
(40) نفسه ، ج1 ، ص16 . وللمزيد من التفاصيل عن الازدي وكتابه تاريخ الموصل ، ينظر : أبو زكريا يزيد بن محمد الازدي ، تاريخ الموصل ، تحقيق : علي حبيبة، القاهرة ، لجنة إحياء التراث الإسلامي ، 1967 ، مقدمة المحقق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق