الاثنين، 25 أبريل 2016

ملخص بحث : وائل أبو صالح: رحلة علماء المشرق إلى الأندلس.عن موقع اكاديمية القاسمي

  • اهتم الباحثون بقضايا الأندلس برحلة الأندلسيين إلى المشرق، وكتبوا في هؤلاء المرتحلين الصفحات الطوال، أما بالنسبة لرحلة علماء المشرق إلى الأندلس فإنها لم تلق ذلك الاهتمام، وذلك لعدة اعتبارات أهمها:
    1. قلة عدد المرتحلين من علماء المشرق إلى الأندلس، بحيث لم يتمكن هؤلاء المرتحلون من تشكيل ظاهرة واضحة المعالم على الرغم من عظيم أثرهم في الأندلسيين.
    1. توقف تلك الحركة توقفا شبه تام بعد انقضاء حكم بني أمية في الأندلس فكأني بحكام بني أمية هناك هم المشجع لرحيل هذا النفر من العلماء إلى الأندلس.
    1. تباعد الحدود الزمنية بين هؤلاء المرتحلين، فقد نشطت رحلتهم إلى الأندلس في القرون الثاني والثالث والرابع للهجرة ثم خبا لألاؤها بعد ذلك.
    ويعتبر عبد الرحمن بن معاوية (المعروف بالداخل) هو من عبّد لهؤلاء العلماء طريق الدخول إلى الأندلس، وبالذات أبناء عمومته من بني أمية، ثم سار على خطاه أمراء وخلفاء بني أمية من بعده حيث شجعوا علماء المشرق من لغويين وفقهاء للقدوم إلى الأندلس.
    وقد اختلفت دواعي رحلة هؤلاء المشارقة إلى الأندلس ويمكن حصرها بالآتي ذكره:
    1. دوافع سياسية: حيث فرّ نفر من هؤلاء العلماء إلى المشرق خوفا من بني العباس لارتباطهم بالأمويين.
    1. دوافع مالية: حيث رغب هؤلاء العلماء في تحسين وضعهم المالي بعدما سدّت السبل في وجوههم في المشرق.
    1. دوافع اجتماعية: والرغبة في الحصول على الشهرة لإيمانهم أن الأندلس بحاجة إلى علمهم وأنهم يمكن أن يجدوا أرضا خصبة لتلك العلوم أكثر من المشرق.
    1. دوافع شخصية: حيث ارتحل هؤلاء العلماء كي يحققوا لأنفسهم الأمن والأمان بعدما هدّدوا بالقتل إذا ما بقوا في المشرق.
    وعلى الرغم من قلة عدد العلماء الذين ارتحلوا من المشرق إلى الأندلس إلا أن هذا العدد استطاع أن يترك أثرا طيبا وبصمات واضحة في المجتمع الأندلسي سواء أكان ذلك في مجال الحياة اللغوية أم الفنية، ونالوا من الشهرة والذيوع الشيء الكثير وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر أبا علي القالي، وزرياب، وصاعد البغدادي؛ وبالنسبة لأبي علي القالي فقد كانت حلقته في المسجد الجامع في قرطبة تضم ما يزيد على خمسمائة طالب بمن فيهم كبار علماء اللغة في الأندلس كابي بكر الزبيدي، وذلك اعترافا منهم بفضل القالي وعلمه، وقد وضع على أرض الأندلس أشهر مؤلفاته وأقصد بذلك الأمالي ومعجم البارع، وكذلك الحال بالنسبة لزرياب فقد أثر في المجتمع الأندلسي تأثيرا كبيرا، فعلاوة على إضافته وترا خامسا للعود فقد أثر في حياتهم الاجتماعية على صعيد المأكل والملبس والمشرب، وظلت اختراعاته سائدة في الأندلس حتى خروج المسلمين منها، فحملوها معهم إلى أوطانهم الجديدة، ولاتزال مخترعات زرياب موجودة في بلاد المغرب العربي حتى يومنا هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق