الأحد، 2 ديسمبر 2012

كوركيس عواد والتوثيق التاريخي لخزائن الكتب في العراق


كوركيس عواد والتوثيق التاريخي لخزائن الكتب في العراق
د.محمد نزار الدباغ
لقد ترك السريان بصمات واضحة منذ القدم في شتى مجالات العلم والمعرفة بما نقلوه من علوم الإغريق إلى الحضارة العربية الإسلامية ، وهذا النقل جاء على يد علماء أفذاذ بذلوا الغالي والنفيس في سبيل إيصال كلمة العلم والحكمة إلى أقصى بقاع الأرض فلا نكون مبالغين إن قلنا أن العديد من علماء السريان قد أثروا الحضارة العربية عموما وحضارة العراق على وجه الخصوص بالعديد من الكتب والمؤلفات والمصنفات في كافة مجالات العلوم والآداب والفنون وقد اكتنزت أسفارهم وما ألفوه في خزائن الكتب والمكتبات وكان نصيب بغداد هو الأكبر من بين المدن التي ضمت خزائن للكتب فضلاً عن العديد من المكتبات العامة والخاصة ، وهناك العديد من الأمثلة التي وردت في النصوص التاريخية والتي لا يمكن حصرها بمكان تؤكد على مساهمة السريان في التأليف والترجمة والنشر وسأكتفي ببعض الشواهد التاريخية تعزيزاً لما تقدم من الكلام .
يقول الأستاذ احمد أمين في كتابه " فجر الإسلام " ( كان فيما بين النهرين خمسين مدرسة تعلم العلوم السريانية واليونانية وكانت هذه المدارس تتبعها مكتبات ومن أشهر هذه المدارس نصيبين الأولى والثانية وجنديسابور , وكانت هذه المدارس بمثابة جسور عبرت فوقها علوم الأوائل كالفرس واليونان والتي كانت في مجموعها ذات اثر فعال ومباشر على النهضة العلمية التي شهدها العالم العربي الإسلامي .
وكانت في العراق قبل الفتح الإسلامي مدارس سريانية  تدرس فيها الكتب العلمية والفلسفية ولقد أبقى عليها الأمويون والعباسيون , فأصبحت تدرس فيها العربية وآدابها إلى جانب السريانية واليونانية والفارسية .
وفي عصر الخليفة المأمون أنشأت بيت الحكمة وهو مجمع علمي يحوي مرصدا فلكيا ومكتبة عامة وأقام فيه طائفة من المترجمين السريان على رأسهم الطبيب حنين بن إسحاق, كما انه استطاع أن يحصل على مكتبة من القسطنطينية تحوي كتبا ثمينة في الفلك والفلسفة والمنطق والموسيقى , فعمل كل من حنين وابنه إسحاق على ترجمة أمهات الكتب اليونانية والسريانية والفارسية والهندية  إلى اللغة العربية ,  ويذكر كل من ابن النديم في الفهرست والقفطي في أخبار الحكماء وابن أبي اصيبعة في عيون الأنباء أن حنين ابن اسحق ترجم للمأمون تسع وثلاثين رسالة من رسائل جالينوس وكتب المقولات الطبيعية والأخلاق الكبرى لأرسطو , وكتاب الجمهورية وكتاب القوانين وكتاب السياسة لأفلاطون فكان المأمون يعطيه ذهبا زنة ما ينقله من الكتب ، ومن المؤلفين والمترجمين  المسيحيين السريان الذين برزوا في علم الطب والفلسفة آل بختيشوع من مدرسة جنديسابور وتناقلوا العلم من جيل إلى جيل مدة ثلاثة قرون من حكم العباسيين ومؤسسها هو جورجيوس ابن جبرائيل ومن ثم ابنه وأحفاده وأحفاد أحفاده , ومن انسبائهم أيضا وهم جبرائيل بن عبد الله وابنه أبو سعيد حيث أن جميعهم خدموا الطب والفلسفة والمنطق بما عربوا وألفوا وأخبارهم موجودة في كتب ابن أبي اصيبعة  والقفطي ابن العبري.
كما كانت توجد في الكنائس والأديرة مدارس تدرس العلوم العقلية واللغوية والطب والمنطق والفلسفة واللاهوت وفيها خزائن الكتب والمكتبات التي تحوي كتب الأقدمين ومن أهم خزائن الكتب التي لا تزال موجودة منذ القدم والى وقتنا الحاضر خزانة الكتب في دير مار متي بالموصل .
ووصولاً إلى عصرنا الحاضر بقي الاهتمام بخزائن الكتب والمكتبات حاضراً والتوثيق لها جاء من خلال علماء أفذاذ برزوا في الميدان وسوف يكون تركيزنا في هذه الورقة بعد هذا التقديم الوجيز لجهود علماء السريان في حقل التأليف والإشراف على خزائن الكتب على المؤرخ والمفهرس كوركيس عواد من خلال كتابه(خزائن الكتب القديمة في العراق منذ أقدم العصور حتى سنة 1000 للهجرة)
ولد كوركيس بن حنّا عواد في ناحية القوش بمحافظة نينوى سنة 1908
وأصبح كوركيس عواد معلما بعد تخرجه من دار المعلمين في بغداد، وعين في باعشيقا المشهورة بزيتونها لكن الأستاذ ساطع الحصري مدير المعارف العام أراده أن ينتقل إلى دائرة الآثار بعد أن وجد بان له اهتمامات اثارية .اتجه نحو الترجمة والتحقيق وأحب الجغرافية واشترك بالمجلات العالمية وبدا رحلة الكتابة والنشر سنة 1931 عندما أرسل مقالة إلى مجلة النجم (الموصلية) التي كان يصدرها المطران سليمان الصائغ مؤلف كتاب تاريخ الموصل الذي يقع في 3 أجزاء وبعد فترة وجد مقالته منشورة وكان فرحه لا يوصف،
ويعد كوركيس عواد من الشخصيات البغدادية المعروفة في العراق، وهو من عائلة آل عواد أحد العوائل المسيحية في الموصل واستوطنوا بغداد،وأشتهر كوركيس عواد بالعمل الدئوب وسعة الإطلاع، إضافة إلى التأليف لكثير من المقالات والكتب بما تجود به قريحته من الأفكار يضاف إلى تخلقه بالأخلاق الحسنة والصفات الرفيعة ، وأصبح كوركيس عواد عضوا في عدة مجامع علمية منها المجمع العلمي العراقي ، ومجمع اللغة العربية بدمشق ومجمع اللغة العربية بعمان –الأردن ومجمع اللغة في الهند .  . كتب عن الكثيرين، وأشادوا بعلميته، وبعشقه للعراق وتراثه وتاريخه، وأشادوا بنبوغه ، ألف عنه الباحث العراقي الموسوعي الأستاذ حميد المطبعي كتابا نشرته دائرة الشؤون الثقافية سنة 1987 .كما كتب عنه أستاذنا الدكتور عمر الطالب في موسوعته الشهيرة : "موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين ، وتكلموا عن مكتبته الشخصية الكبيرة وفيها من الكتب ما يتجاوز عدده الاثني عشر ألف كتاب ومصدر والتي انتقلت لتشكل نواة مكتبة الجامعة المستنصرية ألف وحقق ما يقارب ال90 كتابا ،وله أكثر من 400 بحثا ودراسة ومقالة منشورة في أمهات المجلات العراقية والعربية والأجنبية ومن كتبه التي حازت الاهتمام:
§         أثر قديم في العراق (دير الريان هرمزد بجوار الموصل).
§         ما سلم من تواريخ البلدان العراقية.
§         رسائل أحمد تيمور باشا إلى الأب أنستاس ماري الكرملي.
§         كتاب الورق أو الكاغد صناعته في العصور الإسلامية.
§         المخطوطات العربية في دور الكتب الأمريكية.
§         جولة في دور الكتب الأمريكية.
§         بلدان الخلافة الشرقية.
§         مكتبة الإسكندرية.
§         مكتبة المتحف العراقي في ماضيها وحاضرها.
§         المخطوطات التاريخية في مكتبة المتحف العراقي.
§         معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين
§         الأب انستاس الكرملي، حياته ومؤلفاته 1966. 
§         فهرست مخطوطات خزانة يعقوب سركيس ببغداد 1966
§         جمهرة المراجع البغدادية بالاشتراك مع الأستاذ عبد الحميد العلوجي 1962.
§         العراق في القرن السابع عشر كما رآه الرحالة الفرنسي تافرنييه (ترجمة) بالاشتراك مع الأستاذ بشير فرنسيس 1944.
§         المراجع عن النقيبات الأثرية في العراق 1939-1959 ويقع في 4 أجزاء باللغة الانكليزية .
§         المكتبات العامة والخاصة في العراق 1961 (فصل طبع ضمن كتاب دليل الجمهورية العراقية)
§         مراجع المكتبات والكتب في العراق، بالاشتراك مع فؤاد قزانجي 1975
§         مصادر التراث العسكري عند العرب- ثلاث مجلدات 1981-1982. 
§         خزائن الكتب القديمة في العراق منذ أقدم العصور حتى سنة 1000 هجرية.
ومن مقالاته ودراساته وبحوثه : نذكر منها :
v   ما طبع عن بلدان العراق في اللغة العربية، مجلة سومر 1953-1954
v   تحقيقات بلدانية تاريخية أثرية في شرق الموصل، مجلة سومر 1961
v   العراق في نشر التراث العربي، مجلة المجمع العلمي العراقي 1969
v    ديارات بغداد القديمة، مجلة اللغة السريانية 1976،
v   ألفاظ الحضارة، مجلة المجمع العلمي العراقي 1978،
v    الديارات القائمة في العراق، مجلة المجمع العلمي العراقي 1982

كما أن له مؤلفات مخطوطة أبرزها:- 
·       ذكريات ومشاهدات
·       معجم الرحلات العربية والمعربة 
·       النباتات الطبية في مؤلفات القدماء والمحدثين من العرب
·       مصادر الزراعة والنبات عند العرب
·       الطعام والشراب في الآثار العربية المخطوطة والمطبوعة
·       الأصول العربية للدراسات السريانية
·       تكلمة معجم المؤلفين العراقيين
·       بغداد في مؤلفات الجغرافيين العرب القدماء
أما كتابه (خزائن الكتب القديمة في العراق منذ أقدم العصور حتى سنة 1000) للهجرة وهو موضوع هذه الورقة فيعد من أوائل الكتب التي عنيت بالبحث والتدقيق عن خزائن الكتب والمكتبات في العراق ، وهو أول كتاب يصدر باللغة العربية يتناول بالحديث مكتبة آشور بانيبال ، وانتهاء بخزانة ابن الثردة وهي من خزائن القرن الثالث الهجري/القرن التاسع الميلادي ، وقد صدر الكتاب بطبعته الأولى سنة 1948 ، ثم أعيد طبعة ثانية سنة 1986 عن طريق دار الرائد العربي في بيروت وبواقع (353) صفحة وعلى الطبعة الأخيرة كان اعتمادنا في إعداد هذه الورقة .
قدم كوركيس عواد في كتابه (خزائن الكتب القديمة في العراق...) وصف واستعراضاً وتوثيقاً تأريخياً لما يربو على المائة وسبعة وستين مكتبة وخزانة كتب ، عامة كانت أم خاصة ، لخلفاء وملوك وسلاطين ووزراء وقضاة وأدباء وشعراء ومؤرخين وفقهاء ومحدثين ولغويين وفلكيين ومنطقيين وغيرهم الكثير .
افتتح كتابه بمقدمة ذكر فيها دواعي تأليف كتابه مبيناً أن الإنسان العراقي عرف باهتمامه بخزائن الكتب وعنايته بها ومما جاء في مقدمة كتابه حول سبب تأليفه لهذا السفر الكبير قال : (( فرأينا أن نستقصي ما انتهى إلينا من أخبار تلك الخزائن مستندين في كل خبر نورده أو إشارة ندونها إلى أوثق المصادر وأثبتها )) ، وقسم الكتاب إلى أربعة أبواب ، ضم كل باب عددا من الأقسام وصلت أحيانا إلى خمسة أقسام وهذا ما نلاحظه في الباب الرابع من الكتاب والمعنون بخزائن كتب العراق في العصر الإسلامي والذي شغل أكثر من ثلثي الكتاب ، ورتب ذكر المكتبات وخزائن الكتب تاريخياً منذ القديم فالأحدث إذا ما كان الكلام عن الخزائن العامة أو خزائن الملوك والقديمة منها على وجه الخصوص وهكذا ، وان كانت الخزائن ضمن عصر معين أو حقبة تاريخية معينة وكانت تتعلق بالعلماء رتبها حسب سنة وفاة العالم ، جاء الباب الأول بمباحث تمهيدية عن أنواع الخزائن بين خاصة وعامة ، والكلام عن الوراقة والوراقون والمتضمن عملية نسخ الكتب وبيع أدوات الكتابة وتجليد الكتب وبيعها وشرائها ، ووقف الكتب ومصائرها ما بين حرق الكتب وغرقها أو دفنها وكذلك غسل الكتب وهو أسلوب آخر من أساليب إبادة الكتب .أما أبواب الكتاب الأخرى فقد ذكر فيها خزائن الكتب مرتبة وفق التسلسل التاريخي أو الزمني ، كذلك نجد أن هذه الخزائن قد تنوعت من حيث أماكن وجودها سواء كانت في القصور الملكية وهو ما ينطبق على خزائن الكتب القديمة في العراق كخزانة الملك آشور بانيبال ، وأحيانا أخرى نجدها موجودة في المساجد أو الجوامع والمدارس ودور العلم والحال ذاته في الكنائس والأديرة وربما أننا نجدها في أماكن اصغر نسبياً كالمراقد والمشاهد والربط وإذا ما ارتبطت خزانة الكتب بذكر احد العلماء نجدها تشكل حيزاً من بيته أو انه قد خصص لها مكاناً في غرفة من غرف البيت .
يبدأ التوثيق التاريخي عند كوركيس عواد في ذكره لخزائن الكتب بذكر مسمياتها والتي ربما يكون لها أكثر من اسم ، ثم يذكر موقعها ضمن أي تشكيل عمراني تكون هل هي في مسجد أو جامع أو دير أو بيت ، ثم يأتي على ذكر الإشارات التاريخية للخزانة حسب ما أتت على ذكره المصادر والمراجع مع ذكر اسم منشئها أو لمن تعود وذكر شيء من أخباره وعمله ، ومما يبين دقة المؤرخ كوركيس عواد انه كان يهتم بذكر التفاصيل الدقيقة لخزائن الكتب فكان يذكر أحجامها ما بين كبيرة أم صغيرة والعاملين عليها إن لم تكن إدارتها من قبل صاحبها ، وما تقدمه الخزانة والقائمين عليها من خدمات للعلماء وطلبة العلم الوافدين إليها ، ولا غرو أن نجد اهتمام كوركيس عواد بذكر بعض المخطوطات والكتب والرسائل والأوراق التي كانت موجودة في بعض الخزائن كون أن البعض منها يعد نفيساً لجمال خطه وزخرفته وتلوينه وتجليده أو كون البعض منها يعود تاريخ نسخه وكتابته إلى قرون متقدمة ، وربما يكتسب المخطوط الموجود في خزائن الكتب عند كوركيس عواد أهميته من موضوعه الذي يعالجه وربما لندرة المخطوط نفسه وهو بذلك قد أفادنا بذكر عناوين للكثير من المخطوطات والكتب وأعلمنا بوجودها ، كون أن العديد منها هو الآن بحكم المفقود أو الضائع وربما لم يعد موجوداً في نفس الخزانة التي وثقها كوركيس عواد ونقل إلى مكان آخر أو أصابه الضياع أو التلف لو تعرض للسرقة والكلام ينطبق على مخطوطات المساجد والأديرة وينتهي كوركيس عواد من توثيقه للخزانة بذكر مصيرها وما آلت إليه .
ونجد أن كوركيس عواد قد ذكر في نهاية كتابه الموسوم ب( خزائن الكتب القديمة في العراق) مجموعة من الملاحظات والاستدراكات جاء بعضها بعد طباعة الكتاب وهذا إن دل على شيء فيدل على متابعة كوركيس عواد لأخبار هذه الخزائن حتى بعد إخراج كتابه منبهاً إلى أهم الدراسات والبحوث التي عثر عليها بعد طباعة سفره القيم.
وأُختتم الكتاب بمجموعة من الفهارس سهلت على الباحث العثور على أي معلومة يحتاجها سواء كانت متعلقة بعَلم من الأعلام أو مدينة أو خزانة ، فابتدأ بفهرس أعلام الناس وتلاه فهرس الأقوام والملل وفهرس الأمكنة والمواضع وفهرس خزائن الكتب وفهرس أسماء الكتب والرسائل من مطبوعة ومخطوطة والمقالات والجرائد والمجلات وقد ذكرها مختصرة مقصورة على لقب المؤلف وكتابه أو ذكر اسم الكتاب فقط كونه قد جاء على ذكر المعلومات النشرية للكتاب كاملة لدى ورودها لأول مرة في هوامش صفحات الكتاب ، وذكر فهرساً للألفاظ الدخيلة والمصطلحات وما إلى ذلك واختتم فهارسه بذكر فهرس محتويات الكتاب .
لقد كان كوركيس عواد من أهم المفهرسين في العراق بلا منازع، وقد حصر جل اهتمامه في هذا المجال.توفي رحمه الله سنة 1992 .ويقينا أن ما تركه من منجزات تجعله يحتل مكانة مرموقة ليس في ساحات التاريخ الثقافي في العراق المعاصر وإنما في التاريخ الثقافي العربي والعالمي.

الكتب والمقالات المعتمدة في انجاز هذه الورقة :
1.مادة (كوركيس عواد ) من ويكابيديا (الموسوعة الحرة)- رقمي
2.إبراهيم خليل العلاف ، كوركيس عواد بصمة في جدار الثقافة العراقية المعاصرة- رقمي
3.ابن النديم ، كتاب الفهرست .
4.ابن أبي اصيبعة ، عيون الأنباء في طبقات الأطباء .
5.القفطي ، أخبار العلماء بأخبار الحكماء.
6. حميد المطبعي ، كوركيس عواد .
7.عمر الطالب ، موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين.
8.كوركيس عواد ، خزائن الكتب القديمة في العراق منذ أقدم العصور حتى سنة 1000 للهجرة.
9.فؤاد قزانجي ، تجوال في رفوف خزائن الكتب القديمة في العراق جريدة الزمان ، - رقمي
10.الجذور المسيحية للحضارة العربية الإسلامية – الحلقة الثالثة – رقمي
11. بشار بهنام باكوز ، السريان شهود للكلمة حتى أقاصي الأرض – رقمي
12.جبو بهنام ، تاريخ الثقافة السريانية بين التراث والمعاصرة - رقمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق