أ.د. سيف الله قورقماز: القدس وفلسطين في رحلة الرحالة العثماني أوليا جلبيأوليا جلبي Awliyā Chalabī هو الرحالة المشهور العثماني التركي وقد زار جميع مدن الدولة العثمانية وكتب ما شاهده في رحلاته، وقد تحدّث بشكل مفصّل عن الحياة والثقافات والآثار والحضارة، وجمعها كلها في كتابه "سياحة نامة Siyāḥat-nāmah Seyahat-name Tārīkh-i Sayyāḥ ". ولد أوليا جلبي بمدينة إسطنبول عام 1611م. وبعد حصوله على التعليم الجيّد بدأ رحلاته من مدينة إسطنبول وهو في سن العشرين، واستمرت رحلاته 51 سنة ولم يذكر اسمه الحقيقي في كتابه "سياحة نامة" ودعا نفسه "سيّاح العالم".وقد زار الرحالة "أوليا جلبي" القدس الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؛ مسرح النّبّوات وزهرة المدائن ومحطّ الأنظار طوال العصور. في طريقه إلى الحج الذي بدأ رحلته عام 1671م؛ دخل إلى فلسطين من منطقة العرّابة وزار القرى الموجودة هناك، كما زار سباطية ونابلس والقدس والخليل ووصف كل التفاصيل التي شاهدها فيها، كما وصف المسجد الأقصى والقدس وصفًا دقيقًا، وشاهد في القدس – كما قال – ثمانمائة إمام وواعظ يعملون في الحرم والمدارس المجاورة ويتقاضون المرتّبات، بالإضافة إلى خمسين مؤذنًا وعدد كبير من مرتلي القرآن الكريم، كما وجد أن الزائرين المسلمين ما زالوا يسيّرون مواكبهم حول الحرم ويؤدون الصلاة في المواقع المختلفة. وقال إن أروقة الحرم امتلأت بالناس من الهند وفارس وآسيا الصغرى، حيث كانوا يرتلون القرآن طوال الليل ويعقدون حلقات الذكر ويتغنون بأسماء الله الحسنى على ضوء مصابيح الزيت المتواجدة على طول الممرات ذات الأعمدة. وبعد صلاة الفجر كانت تعقد حلقات الذكر مرة أخرى في مسجد المغاربة في الركن الجنوبي الغربي من الحرم. وكان هناك خمسمائة جندي للأمن تحت إمرة باشا القدس، وكانت أهم مهامهم الرئيسية مرافقة قافلة الحج الذاهبة من دمشق إلى مكة المكرمة كل عام. كتاب أوليا جلبي "سياحة نامة" مصدر ومرجع مهم جدا لعصره من ناحية اللغة والأدب والتاريخ والآثار والأديان والثقافات المختلفة.*نشر ضمن :المؤتمر الدولي الثاني: "تجليات الرحلة في فضاءات الأدب العربي والحضارة الإسلامية"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق