[كتاب] الجغرافية والرحلات عند العرب، للدكتور نقولا زيادة
مجلة دعوة الحق
العددان 70 و71
لعله من المناسب أن نتحدث عن كتاب "الجغرافية والرحلات عند العرب" بعد حديثنا عن كتاب المستشرق الروسي «كراتشوفسكي» في موضوع تاريخ الأدب الجغرافي العربي، فكلا الكتابين يتناول بحث موضوع طريف في الأدب العربي وهو موضوع الجغرافية والرحلات...ويهتم بأخبار الرحالين والمغامرين العرب الذين ارتادوا مجاهل إفريقيا وآسيا وأوربا في العصور الوسطى وكتبوا صفحات مفيدة في الجغرافية الطبيعية والوصفية والإنسانية..
كما أنه من المناسب أن نرى وجهة نظر باحث عربي في تراث لغته وأدبه بعد أن رأينا وجهة نظر باحث أوربي في تراث لغة أجنبية عنه وأدب أجنبي عنه...
فنحن على كل حال أمام أسلوبين في التفكير والعرض والتعبير.. وأمام موضوع واحد لم يبدأ الاهتمام بدراسته إلا منذ قليل بعد أن نضجت مباحث أخرى عن الأدب العربي بأقلام شرقية وغربية...
وقبل أن نتناول كتاب اليوم عن الجغرافية والرحلات عند العرب يجدر بنا أن نقول كلمة عن مؤلفه...
فقد عرفنا الدكتور نقولا زيادة أديبا وباحثا في تاريخ الأدب وقرأنا له عدة تحقيقات وتعليقات ودراسات في التاريخ الحديث والقديم وهو الآن أستاذ التاريخ العربي الحديث في الجامعة الأمريكية ببيروت..
ويتناول الدكتور نقولا زيادة في كتابه «الجغرافية والرحلات عند العرب» موضوع الأدب الجغرافي في اللغة العربية من جهة أن الرحلة عنصر من عناصر الأدب باعتبار أسلوب كتابتها كما أنها عنصر من علمي التاريخ والجغرافية باعتبار موضوعها...وهي في الوقت نفسه تسجيل اجتماعي لكثير من مظاهر الحياة عند مختلف الشعوب في جدها وهزلها وأخذها بأسباب الحضارة والثقافة أو تأخرها عن ركبهما...
وقد حاول المؤلف في فصله الأول من الكتاب أن يبدي لنا أهمية الرحلة في تاريخ الحضارة العربية.. وأن يفرق بين رجال الجغرافية ورجال السياحة أي الرحالين، وضرب لنا أمثلة مقتضبة من كل منهما.. ولكن ذلك لم يكن إلا نظرة لا نبالغ إذا قلنا إنها سطحية. ولا تعدو الملخصات المدرسية التي يتلقاها التلاميذ في المدارس الثانوية..!!
وبذلك وجدنا أنفسنا أمام أسلوب التلخيص والاقتضاب من أول فصل في الكتاب.. فهناك إشارات ولفتات إلى الجغرافيين على عهد الدولة العباسية كالخوارزمي الذي عاصر المامون العباسي.. والكندي الفيلسوف الذي عاش في نفس العصر.. واليعقوبي وغيرهم من الذين كانوا يمثلون – في نظر المؤلف ـ المدرسة اليونانية العربية في البحث الجغرافي. ورغم أن المؤلف يتحدث عن هؤلاء بأسلوب مركز إلا أنه شبيه إلى حد كبير بأسلوب الكتب المدرسية التي كتبت لجيل من التلاميذ لا لطائفة من العلماء والباحثين والمفكرين.. والمفروض أن عنوان الكتاب وموضوعه لا يعطيان أنه كتاب مدرسي بالمعنى المعروف عندنا للكتب المدرسية..
وينتقل المؤلف إلى من يسميهم – المدرسة العربية – في البحث الجغرافي. وهو يعني بهم الرحالين في القرن الرابع الهجري ويعتبر إنتاجهم في هذا الميدان إنتاجا مثاليا لأن مباحثهم وكذلك مشاهدهم كانت تعبر عن نضج وإدراك لكثير من الحقائق العلمية والظواهر الاجتماعية والأدبية والاقتصادية والسياسية.
وقد وقف المؤلف وقفة طويلة حول الجغرافي العظيم أبي عبد الله المقدسي صاحب كتاب "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، وهذه الوقفة هي أحسن ما في الفصل وأعمق ما فيه ... ويرجع اهتمام المؤلف بالمقدسي إلى سبب إقليمي وهو أن « صاحب أحسن التقاسيم» كان من الشام وكتب عنها صفحات ذهبية على عهد ازدهار الحضارة العربية... وسجل معالمها وخططا وعوائد أهلها ونظام الحياة بها...
ومن القرن الرابع الهجري طفر المؤلف إلى القرن السادس والسابع حيث كان على موعد مع المعاجم الجغرافية على العموم، وياقوت الحموي صاحب معجم البلدان على الخصوص وكذلك أبي الفداء والإدريسي، ونقل نماذج شتى عن جميع هؤلاء...
وأغرب ما لاحظنا في نقولا المؤلف أنه لا ينقل مباشرة عن هذه المصادر بل يتخذ المستشرق الفرنسي الشهير «بلاشير» والأب « شيخو» واسطة ولا يمكن أن نغض الطرف عن هذه الملاحظة في حق دكتور وأستاذ جامعي...! كالمؤلف... فقد كان بإمكانه أن يقرأ النصوص في مصادرها الأصلية مخطوطة كانت أو مطبوعة كما يفعل جل الباحثين.. لتكون نظرته أتم واستفادته أشمل..ولو كلفه ذلك بعض العناء...
ثم يتخلص المؤلف إلى عصر الموسوعات في الأدب العربي وهو عصر المماليك في مصر والشام.. وفيه ظهرت الموسوعات الكبرى:
- نهاية الأرب – مسالك الأبصار – صبح الأعشى – وقد عمد المؤلف كعادته السابقة إلى تخليص تراجم المؤلفين وإلى ضرب النماذج والأمثلة من كتبهم.. ولكنه هذه المرة نقل مباشرة من الموسوعات التي بين يديه.. ولم يأتينا بشيء جديد لا في التراجم ولا في الموسوعات بل إنه اقتضب الكلام اقتضابا كان مخلا في بعض الأحيان..
وإلى هنا ينتهي القسم الأول من الكتاب وكأن مؤلفه أراد أن يكون هذا القسم خاصا بأدب الرحلة والرحالين...
فماذا في القسم الثاني من الكتاب..؟
إن القسم الثاني من الكتاب أعمق من القسم الأول وأفيد، وقد بذل المؤلف فيه جهدا واضحا ووصل إلى نتائج لا بأس بها من البحث الذي قام به...فقد رافق المسعودي في رحلته الطويلة وحلل آثاره ورحلاته تحليلا مناسبا لائقا بأستاذ جامعي.. وليس هناك من شك في أنه وفق في ذلك إلى أبعد غاية.. كما رافق البلخي الذي جاب أقطار آسيا ودون معلومات شائقة في رحلته...
ورافق من الرحالين الأندلسيين والمغاربة ابن جبير وابن سعيد وأخيرا رافق الرحالة المغربي الكبير العبدري الحاحي...
ولكنه لم يطلع على رحلة العبدري في نصها المخطوط بل اقتصر على ما نقله من إحدى المجلات التونسية وبذلك كان حكمه على الرحلة وصاحبها حكما سطحيا لا عمق فيه ولا جدة ولا استنتاج.. ومن الواضح أنه لو قرأ نص الرحلة كاملا لكان له رأي آخر في الرحلة وصاحبها....
والأمر بخلاف ذلك في بحث المؤلف عن الرحالة الطنجي ابن بطوطة، فقد وجد الموضوع خصبا فوفاه حقه وإن كان لم يأتنا بشيء مهم عن حياة الرحالة المغربي...
وقد كان المؤلف محظوظا حيث اطلع على الطبعة الأخيرة من رحلة التجاني التونسي الذي عاش في القرن الثامن الهجري ورحل مع أميره في رحلة ممتعة في القطر التونسي وطرابلس.. وكان الرحالة التونسي أديبا ومؤرخا وجغرافيا فضمن رحلته تحقيقات ومشاهدات غريبة جعلت رحلته من أمتع الرحلات في الأدب الجغرافي العربي وهي تحفة علمية وأدبية رائعة.. لاسيما في طبعتها الأخيرة التي تمت بعناية وتحقيق الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب العلامة التونسي الشهير.. وهذا الاطلاع أنطق المؤلف بوصف دقيق لرحلة التجاني وكان من الأشياء التي زادت في قيمة كتابه.
أما بقية كتاب الدكتور نقولا زيادة فقد تضمنت شيئين جديرين بالتقدير والاهتمام والدرس وهما:
الأول: الخليج العربي في أقلام الرحالين في العصور الوسطى.. وأقلام الرحالين الأوربيين في مطلع العصر الحديث...
ومنطقة الخليج العربي كانت منذ فجر التاريخ منطقة ذات أهمية خاصة في طريق القوافل التجارية من الهند والجزائر المتناثرة في المحيط الهندي وأطراف الصين وسواحل البحر الأحمر وقد قامت بنفس الدور أيام الحضارة الإسلامية وكان الصراع حولها مستديما... ولذلك اهتم بها الرحالون الأولون من عرب وغيرهم في العصور الوسطى كما اهتم بها الرواد الأوربيون في عصر الاستكشاف والبحث عن المواد الخام والمجوهرات.
وقد اهتم المؤلف بذلك وحالفه التوفيق في إعطائنا صورة واقعية عن الخليج وحظه من عناية الرحالين.
الثاني: مصورات جغرافية للخرائط التي خطها الجغرافيون والرحالون العرب للأقطار والبحار كما كانوا يتصورونها وهذا شيء مفيد وطريف للباحثين وهو في الوقت نفسه من حسنات هذا الكتاب الذي بحث مؤلفه عن الجغرافية والرحلات عند العرب.
http://habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/1579
مجلة دعوة الحق
العددان 70 و71
لعله من المناسب أن نتحدث عن كتاب "الجغرافية والرحلات عند العرب" بعد حديثنا عن كتاب المستشرق الروسي «كراتشوفسكي» في موضوع تاريخ الأدب الجغرافي العربي، فكلا الكتابين يتناول بحث موضوع طريف في الأدب العربي وهو موضوع الجغرافية والرحلات...ويهتم بأخبار الرحالين والمغامرين العرب الذين ارتادوا مجاهل إفريقيا وآسيا وأوربا في العصور الوسطى وكتبوا صفحات مفيدة في الجغرافية الطبيعية والوصفية والإنسانية..
كما أنه من المناسب أن نرى وجهة نظر باحث عربي في تراث لغته وأدبه بعد أن رأينا وجهة نظر باحث أوربي في تراث لغة أجنبية عنه وأدب أجنبي عنه...
فنحن على كل حال أمام أسلوبين في التفكير والعرض والتعبير.. وأمام موضوع واحد لم يبدأ الاهتمام بدراسته إلا منذ قليل بعد أن نضجت مباحث أخرى عن الأدب العربي بأقلام شرقية وغربية...
وقبل أن نتناول كتاب اليوم عن الجغرافية والرحلات عند العرب يجدر بنا أن نقول كلمة عن مؤلفه...
فقد عرفنا الدكتور نقولا زيادة أديبا وباحثا في تاريخ الأدب وقرأنا له عدة تحقيقات وتعليقات ودراسات في التاريخ الحديث والقديم وهو الآن أستاذ التاريخ العربي الحديث في الجامعة الأمريكية ببيروت..
ويتناول الدكتور نقولا زيادة في كتابه «الجغرافية والرحلات عند العرب» موضوع الأدب الجغرافي في اللغة العربية من جهة أن الرحلة عنصر من عناصر الأدب باعتبار أسلوب كتابتها كما أنها عنصر من علمي التاريخ والجغرافية باعتبار موضوعها...وهي في الوقت نفسه تسجيل اجتماعي لكثير من مظاهر الحياة عند مختلف الشعوب في جدها وهزلها وأخذها بأسباب الحضارة والثقافة أو تأخرها عن ركبهما...
وقد حاول المؤلف في فصله الأول من الكتاب أن يبدي لنا أهمية الرحلة في تاريخ الحضارة العربية.. وأن يفرق بين رجال الجغرافية ورجال السياحة أي الرحالين، وضرب لنا أمثلة مقتضبة من كل منهما.. ولكن ذلك لم يكن إلا نظرة لا نبالغ إذا قلنا إنها سطحية. ولا تعدو الملخصات المدرسية التي يتلقاها التلاميذ في المدارس الثانوية..!!
وبذلك وجدنا أنفسنا أمام أسلوب التلخيص والاقتضاب من أول فصل في الكتاب.. فهناك إشارات ولفتات إلى الجغرافيين على عهد الدولة العباسية كالخوارزمي الذي عاصر المامون العباسي.. والكندي الفيلسوف الذي عاش في نفس العصر.. واليعقوبي وغيرهم من الذين كانوا يمثلون – في نظر المؤلف ـ المدرسة اليونانية العربية في البحث الجغرافي. ورغم أن المؤلف يتحدث عن هؤلاء بأسلوب مركز إلا أنه شبيه إلى حد كبير بأسلوب الكتب المدرسية التي كتبت لجيل من التلاميذ لا لطائفة من العلماء والباحثين والمفكرين.. والمفروض أن عنوان الكتاب وموضوعه لا يعطيان أنه كتاب مدرسي بالمعنى المعروف عندنا للكتب المدرسية..
وينتقل المؤلف إلى من يسميهم – المدرسة العربية – في البحث الجغرافي. وهو يعني بهم الرحالين في القرن الرابع الهجري ويعتبر إنتاجهم في هذا الميدان إنتاجا مثاليا لأن مباحثهم وكذلك مشاهدهم كانت تعبر عن نضج وإدراك لكثير من الحقائق العلمية والظواهر الاجتماعية والأدبية والاقتصادية والسياسية.
وقد وقف المؤلف وقفة طويلة حول الجغرافي العظيم أبي عبد الله المقدسي صاحب كتاب "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، وهذه الوقفة هي أحسن ما في الفصل وأعمق ما فيه ... ويرجع اهتمام المؤلف بالمقدسي إلى سبب إقليمي وهو أن « صاحب أحسن التقاسيم» كان من الشام وكتب عنها صفحات ذهبية على عهد ازدهار الحضارة العربية... وسجل معالمها وخططا وعوائد أهلها ونظام الحياة بها...
ومن القرن الرابع الهجري طفر المؤلف إلى القرن السادس والسابع حيث كان على موعد مع المعاجم الجغرافية على العموم، وياقوت الحموي صاحب معجم البلدان على الخصوص وكذلك أبي الفداء والإدريسي، ونقل نماذج شتى عن جميع هؤلاء...
وأغرب ما لاحظنا في نقولا المؤلف أنه لا ينقل مباشرة عن هذه المصادر بل يتخذ المستشرق الفرنسي الشهير «بلاشير» والأب « شيخو» واسطة ولا يمكن أن نغض الطرف عن هذه الملاحظة في حق دكتور وأستاذ جامعي...! كالمؤلف... فقد كان بإمكانه أن يقرأ النصوص في مصادرها الأصلية مخطوطة كانت أو مطبوعة كما يفعل جل الباحثين.. لتكون نظرته أتم واستفادته أشمل..ولو كلفه ذلك بعض العناء...
ثم يتخلص المؤلف إلى عصر الموسوعات في الأدب العربي وهو عصر المماليك في مصر والشام.. وفيه ظهرت الموسوعات الكبرى:
- نهاية الأرب – مسالك الأبصار – صبح الأعشى – وقد عمد المؤلف كعادته السابقة إلى تخليص تراجم المؤلفين وإلى ضرب النماذج والأمثلة من كتبهم.. ولكنه هذه المرة نقل مباشرة من الموسوعات التي بين يديه.. ولم يأتينا بشيء جديد لا في التراجم ولا في الموسوعات بل إنه اقتضب الكلام اقتضابا كان مخلا في بعض الأحيان..
وإلى هنا ينتهي القسم الأول من الكتاب وكأن مؤلفه أراد أن يكون هذا القسم خاصا بأدب الرحلة والرحالين...
فماذا في القسم الثاني من الكتاب..؟
إن القسم الثاني من الكتاب أعمق من القسم الأول وأفيد، وقد بذل المؤلف فيه جهدا واضحا ووصل إلى نتائج لا بأس بها من البحث الذي قام به...فقد رافق المسعودي في رحلته الطويلة وحلل آثاره ورحلاته تحليلا مناسبا لائقا بأستاذ جامعي.. وليس هناك من شك في أنه وفق في ذلك إلى أبعد غاية.. كما رافق البلخي الذي جاب أقطار آسيا ودون معلومات شائقة في رحلته...
ورافق من الرحالين الأندلسيين والمغاربة ابن جبير وابن سعيد وأخيرا رافق الرحالة المغربي الكبير العبدري الحاحي...
ولكنه لم يطلع على رحلة العبدري في نصها المخطوط بل اقتصر على ما نقله من إحدى المجلات التونسية وبذلك كان حكمه على الرحلة وصاحبها حكما سطحيا لا عمق فيه ولا جدة ولا استنتاج.. ومن الواضح أنه لو قرأ نص الرحلة كاملا لكان له رأي آخر في الرحلة وصاحبها....
والأمر بخلاف ذلك في بحث المؤلف عن الرحالة الطنجي ابن بطوطة، فقد وجد الموضوع خصبا فوفاه حقه وإن كان لم يأتنا بشيء مهم عن حياة الرحالة المغربي...
وقد كان المؤلف محظوظا حيث اطلع على الطبعة الأخيرة من رحلة التجاني التونسي الذي عاش في القرن الثامن الهجري ورحل مع أميره في رحلة ممتعة في القطر التونسي وطرابلس.. وكان الرحالة التونسي أديبا ومؤرخا وجغرافيا فضمن رحلته تحقيقات ومشاهدات غريبة جعلت رحلته من أمتع الرحلات في الأدب الجغرافي العربي وهي تحفة علمية وأدبية رائعة.. لاسيما في طبعتها الأخيرة التي تمت بعناية وتحقيق الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب العلامة التونسي الشهير.. وهذا الاطلاع أنطق المؤلف بوصف دقيق لرحلة التجاني وكان من الأشياء التي زادت في قيمة كتابه.
أما بقية كتاب الدكتور نقولا زيادة فقد تضمنت شيئين جديرين بالتقدير والاهتمام والدرس وهما:
الأول: الخليج العربي في أقلام الرحالين في العصور الوسطى.. وأقلام الرحالين الأوربيين في مطلع العصر الحديث...
ومنطقة الخليج العربي كانت منذ فجر التاريخ منطقة ذات أهمية خاصة في طريق القوافل التجارية من الهند والجزائر المتناثرة في المحيط الهندي وأطراف الصين وسواحل البحر الأحمر وقد قامت بنفس الدور أيام الحضارة الإسلامية وكان الصراع حولها مستديما... ولذلك اهتم بها الرحالون الأولون من عرب وغيرهم في العصور الوسطى كما اهتم بها الرواد الأوربيون في عصر الاستكشاف والبحث عن المواد الخام والمجوهرات.
وقد اهتم المؤلف بذلك وحالفه التوفيق في إعطائنا صورة واقعية عن الخليج وحظه من عناية الرحالين.
الثاني: مصورات جغرافية للخرائط التي خطها الجغرافيون والرحالون العرب للأقطار والبحار كما كانوا يتصورونها وهذا شيء مفيد وطريف للباحثين وهو في الوقت نفسه من حسنات هذا الكتاب الذي بحث مؤلفه عن الجغرافية والرحلات عند العرب.
http://habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/1579
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق