صدر عن دار الوراق للنشر المحدودة في لندن كتاب ( الموصل في مذكرات الرحالة الأجانب خلال الحكم العثماني ) لسهيل قاشا ، إذ جذبت الموصل لموقعها الجغرافي ومركزها التجاري ومكانتها الثقافية الكثير من الرحالة العرب والأجانب ابتداء من زينفون الذي وصلها في تشرين الأول سنة 409ق.م ، ومرورا بأبن جبير الذي زارها سنة 580هـ / 1184م وابن بطوطة .
وفي العصور الوسطى قصدها قسم من الرحالة الأجانب بدءاً من بنامين التطيلي الذي قدم إليها عام 1173م ، وماركوبولو عام 1272م ، وريكاردو بنيني عام 1290م.
وقد حاول المؤلف أن يركز من خلال هذه الدراسة على أحوال مدينة الموصل في فترة العصر العثماني الممتدة بين سنة 1534- 1918 . وقد زارها عشرات الرحالة بدءاً من راوولف الهولندي الذي قصد المدينة سنة 1556م وانتهاء بالميجر سون الذي زارها سنة 1907م والمس بيل والليدي درور ، فتركوا لنا في مذكراتهم ومشاهداتهم الكثير من الانطباعات العامة والشخصية تخبرنا عن أحوال الموصل ورقيها .
واقتصر مؤلف الكتاب على تناول هذه الفترة المتقدمة من خلال هذه المدونات والمذكرات مركزا على أحوال المدينة الإدارية والثقافية والاقتصادية خلال هذه الحقبة من تاريخ الموصل العريق .
وأورد قاشا في دراسته هذه ما وصل إلينا من المذكرات المترجمة أو غير المترجمة ، والتي تمكن من دراستها ، وأشار إلى انه قد فاته بعضا من هذه المذكرات ولم يحظ بها . لكنها بالمجمل سدت فراغا كبيرا في هذا الكتاب ومع ذلك فقد استند المؤلف هنا على مذكرات أكثر من عشرين رحالة زاروا الموصل في فترات متقاربة أو متباعدة هذا أولا .
وثانيا ، ليس كل ما أورده هؤلاء الرحالة هو حقيقة أو من واقع المدينة فلا تكاد تخلو نصوص كتبهم من دس وأغراض شخصية مكشوفة من اليسير الوقوف عليها ، خاصة إذا ما تردد القول بين رحالين زارا المدينة في فترة متقاربة ، ولهذا ندعو القارئ الكريم والباحث اللبيب أن يقف على ذلك بنفسه ، وهذا أولى من الناحية العلمية الرصينة .
وقد أهمل المؤلف في دراسته هذه كثيرا من القضايا التي اعتبرها من باب الإطالة والإسهاب كالكلام عن الفتن والاضطرابات الداخلية ، أو الحوادث الأرضية والطبيعية لمدينة الموصل ، أو وصف الجوامع والكنائس والمساجد وغيرها ، واقتصر مع التركيز المكثف على النواحي الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعمرانية كما سبق واشرنا .
وسهيل قاشا من مواليد بلدة قراقوش في الموصل سنة 1942 ونشأ وتعلم فيها ثم انتقل إلى الموصل وأكمل دراسته فيها وتخرج معلما وعمل في مهنة التدريس في أطراف الموصل كزاخو وتلعفر وحمام العليل والحمدانية ، وكانت له منذ صبوته ميول إلى الكتابة والتأليف ، فعزم على إكمال دراسته وتخرج من جامعة الموصل من قسم التاريخ ثم ما لبث أن سافر إلى لبنان فحصل على الدرجة الكهنوتية من دير الشرفة بلبنان ، وهو عضو اتحاد المؤرخين العرب ، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين والعرب وشارك في العديد من المؤتمرات التاريخية داخل وخارج القطر ، واصدر العديد من الكتب في شتى المجالات التاريخية والأدبية والدينية والفلسفية منها :
1.صور من المجتمع .
2.سيرة الشهيد مار زينا ،
3.لمحات من تاريخ نصارى العراق .
ويقع الكتاب في 176 صفحة من القطع المتوسط ، بغلاف فني، ملون وأنيق، وصدر في طبعته الأولى سنة 2009 عن دار الوراق للطباعة والنشر المحدودة في لندن .
(*) مراجع للأفادة : الأب سهيل قاشا ، د.بهنام عطا الله ، ( رقمي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق