الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي اﻻسلامي
د.سناء عبدالله عزيز الطائي
موقع الحوار المتمدن


طرسوس كلمة رومية نسبة إلى طرسوس بن الروم بن اليفز بن سام بن نوح ، تاريخها موغل في القدم ، فقد ورد ذكرها في التوراة بأسم(أسبوس )،وفي الإنجيل بأسم ( أرسوس ) ... جدد عمارتها الملك الأشوري سنحاريب .. وعندما أنشأ الرومان إقليم قليقيا(كيليكيا ) في سنة(64 ق.م ) جعلوا طرسوس مقرا للحاكم أوغسطين وبذلك أصبحت مدينة رومانية ، فأقيمت فيها مدرسة جامعة عدت بالمرتبة الثانية بعد مدرسة أثينا ، وفي هذه المدينة التقت الملكة كليوباترا مع أنطونيوس ..
تقع طرسوس بين أنطاكيا وحلب وبلاد الروم في منطقة سهلية تدعى سهل قليقيا .. وكان لهذه المدينة تسميات أخرى أطلقها عليها العرب المسلمون ومنها ( الدرب ) أي المضيق الذي تحيطه الجبال لوجود جبال طوروس ، ويقال بأن أول من قطع هذا الدرب هو ميسرة بن مسروق العبسي بأمر من أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ، لذا استخدمت كمنطقة عبور للقوات العربية الإسلامية ، مما يؤكد الأهمية السوقية لها ، وهي من الثغور الشامية التي كانت تمثل الخط الأول للدفاع عن بلاد الشام ، وكأنها إحدى بوابات الشام الشمالية أمام الأعداء .
وقد صدر حديثا كتاب ( مدينة طرسوس .. ودورها في التاريخ العربي الإسلامي ).للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي ، والكتاب بالأصل رسالة ماجستير قدمت إلى مجلس كلية التربية بجامعة الموصل سنة2002م . وقد اشتملت الرسالة أربعة فصول تناولت في الفصل الأول تسمية المدينة وموقعها والأنهار والمدن المجاورة لها وتفاصيل عن تخطيطها وتركيبها من أسوار وأبواب وشوارع وسكك وأسواق وقناطر .
أما الفصل الثاني فقد أبرزت فيه دور طرسوس الحربي البحري .. وفي الفصل الثالث تناولت دور المدينة في الحياة العلمية والثقافية والتي شملت العلوم الدينية واللسانية ودراسة التاريخ المحلي للمدينة ، وأسباب تقدمها .. وفي الفصل الرابع بينت أهم مراحل سقوطها وأسبابه ونتائجه على مدن الثغور عموما .
إن تناول المدن بدراسات تاريخية توضح أسباب تسميتها وتاريخ إنشائها وحركة العلوم والفكر فيها خلال قرون من الزمن ، ستسهم،دون شك ، في تكوين دليل تاريخي لأهلها وللسياح الذين يزورونها ، فيتعرفون على مكانتها التاريخية وعلى حاضرها بشكل يؤهلهم لتكوين فكرة شاملة وثرية عنها .
وإنها لخطوة طيبة أن يتم نشر رسائل الماجستير أو الدكتوراه لينتفع بها جميع المثقفين من المتخصصين وغيرهم ... وقد يكون من المناسب الإشارة هنا إلى أن مؤلفة الكتاب تعمل تدريسية في قسم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل ،ومن كتبها كذلك كتاب: )) الحياة الفكرية في الثغور والعواصم حتى القرن الخامس للهجرة الحادي عشر للميلاد )) ، وهو مطبوع في دار ابن الأثير للطباعة والنشر –جامعة الموصل 2009 .كما أن لها دراسات عديدة منها : عبد الله بن المبارك، واقتصاديات الثغور، والحجاب في تركيا ، ودور المرأة في الثغور .
ندعو الله العلي القدير أن يوفق المؤلفة والى مزيد من الدراسات التاريخية خدمة لامتنا المجيدة .
أبو غيث

http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=174278&r=0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق