حلقة دراسية بالذكرى المئوية على انشاء شارع النجفي في الموصل
الدكتور حسيب حديد
في حلقة دراسية، بمناسبة الذكرى المئوية على انشاء شارع النجفي في الموصل
بتاريخ 5/12/2013 اقيمت الحلقة الدراسية في المنتدى العلمي والادبي في رحاب جامعة الموصل ويظهر في الصورة نخبة من اعلام الموصل في مجالات عديدة
الواقفون: الدكتور زياد عبد الوهاب والاستاذ الدكتور العلامة عماد الدين خليل والاستاذ الدكتور العلامة هاشم الملاح والاستاذ الدكتور ذنون الطائي والدكتور عادل البكري والاستاذ عماد الربيعي والاستاذ عبد الله امين اغا والاستاذ عبد الجبار جرجيس والقاص الاستاذ انور عبد العزيز والاستاذ طلال صفاوي، الجالسون: الدكتور حسيب حديد والدكتور محمد نزار الدباغ والاستاذ ذاكر العلي.
حديث الأستاذ ثامر معيوف
في مستهل ندوة ( شارع النجفي .. ثقافات واجيال )
لمركز دراسات الموصل في جامعة الموصل
5/12/2013
**
لي حاجة للعودة الى هناك .. حيث اطراف اناملي تتعثر بأولى مجلات الطفولة ..تحرّكني الدهشة بين الواجهات .. تسلب الالوان عقلي وتأخذ عاطفتي الى فوق .. ذلك المكان اشبه بمدينة في المدينة .. مكان اخر اجتزت مدخله , وانغلق الباب خلفي تماماً .. امشي هناك .. كان للخطوة طعم الكلمة .. وكنت اتنفس رائحة الحروف .. لكنني الان اريد ان اشهق رائحة تلك الاحبار لاستردني من هناك...
اجتاز المكتبة العربية، دائماً افعل ذلك وانا اغذ الخطى باتجاه مكتبة الاهالي بينما عيناي عالقتان بمكتبة الامل .. وامام الاهالي ينتظرني ابو عوف عبد الرحمن .. البصري الاسمر القصير الغارق في بدلة اكبر منه سناً وحجماً .. يراني فيرفع رأسه غير الكروي في محاولة يائسة منه لتقليد طاووس لا يوجد الا في مخيلته .. اعبره واعوم في بحر العناوين .. ومثل كل يوم تمسك مجلات الاطفال بيميني ( ميكي .. سمير .. بساط الريح .. ران تان تان .. سوبرمان ) وتمسك الكتب بيساري .. تجرني كل منها الى جهة من جهتي الزمان . اريد ان استجيب للطفولة واريد ان اكبر .. زمانان يتنافسان على اعماقي , ما ازال عالقاً بينهما .والتفت فارى التلاميذ وامهاتهم ..كأن التلاميذ كلهم والامهات كلهن هناك.. حيث تنسحب الكتب وتتقدم القرطاسية.. فأعرف أن ّ عاماً دراسياً جديداً قد بدأ ..
شارع النجفي .. ضفتان للكتب مجروحتان بأزقة للمطابع ومحلات الاختام .. واصابع اخرى للذهاب الى ارجاء المدينة . ذلك فضاء محكم .. لسيدة مشهده الخالدة .. الثقافة . اقف في منتصفه وانا ارى الباعة والرواد فيه يرتدون ازياء الاهل كلها .. اتساءل .. كيف تصل المطبوعات بهذه السرعة اليه؟؟ .. كيف تنصرف مياه الطباعة من ارجاء الدنيا الى هذا الشارع .؟؟. اظن انها تحاكي قصة عرش بلقيس .. التفت الى الحاضر , فأرى سوقاً في البال وارجف من فعل الزوال ..
شارع النجفي رجل .. والثقافة امرأة! ..
كيف اعيدها الى بيت الطاعة ؟
رابط الموضوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق