الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

نص اﻻسواني عن بلاد النوبة والبجة

نص الأسواني عن بلاد النوبة والبجة في كتابه (أخبار النوبة والمقرة وعلوة والبجة والنيل) نقلا عن كتاب الخطط المقريزية للمقريزي .


نص الأسواني عن بلاد النوبة والبجة

نقلاً عن كتاب الخطط للمقريزى " المسماه بالمواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار يختص ذلك بأخبار أقليم مصر والنيل وذكر القاهرة وما يتعلق بها (تأليف ) سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن محمد المعروف بالمقريزى رحمه الله ونفع بعلومه آمين - مكتبة الآداب 42 ميدان الأوبرا القاهرة - رقم الإيداع 8204 / 1996م

* ذكر الجنادل ولمع من أخبار أرض النوبة *

الجندل ما يصل الرجل من الحجارة وقيل هو الحجر كله الواحدة جندلة والجندل الجنادل قال سيبويه وقالوا جندل يعنون الجنادل وصرفوه لنقصان البناء عمالا ينصرف وأرض جندلة ذات جندل وقيل الجندل المكان الغليظ فيه حجارة ومكان جندل كثير الجندل * قال عبدالله بن أحمد بن سليم الأسواني فى كتاب أخبار النوبة والمقرة وعلوة والبجة والنيل * وأول بلد النوبة قرية تعرف بالقصر من أسوان إليها خمسة أميال وآخر حصن للمسلمين جزيرة تعرف بـ بلاق بينها وبين قرية النوبة ميل وهو ساحل بلد النوبة ومن أسوان الى هذا الموضع جنادل كثيرة الحجر لا تسلكها المراكب إلا بالحيلة ودلالة من يخبر بذلك من الصيادين الذين يصيدون هناك لأن هذه الجنادل متقطعة وشعاب معترضة فى النيل ولانصبابه فيها خرير عظيم ودوي يسمع من بعد وبهذه القرية مسلحة وباب الى بلد النوبة ومنها الى الجنادل الأولى من بلد النوبة عشر مراحل وهى الناحية التى يتصرف فيها المسلمون ولهم فيما قرب أملاك ويتجرون فى أعلاها وفيها جماعة من المسلمين قاطنون لا يفصح أحدهم بالعربية وشجرها كثير وهى ناحية ضيقة شظفة كثيرة الجبال وما تخرج عن النيل وقراها متسطرة على شاطئه وشجرها النخل والمقل وأعلاها أوسع من أدناها وفى أعلاها الكرون والنيل لا يروي مزارعها لارتفاع أرضها وزرعها الفدّان والفدّانان والثلاثة على أعناق البقر بالدواليب والقمح عندهم قليل والشعير أكثر والسلت ويعتقبون الأرض لضيقها فيزرعونها فى الصيف بعد تطريتها بالزبل والتراب الدخن والذرة والجاروس والسمسم واللوبيا وفى هذه الناحية نجراش مدينة المريس وقلعة إبريم وقلعة أخرى دونها وبها مينا تعرف بأدواء ينسب اليها لقمان الحكيم وذوالنون وبها بربا عجيب ولهذه الناحية وال من قبل عظيم النوبة يعرف بصاحب الجبل من أجلّ ولاتهم لقربه من أرض الإسلام ومن يخرج الى بلد النوبة من المسلمين فمعاملته معه فى تجارة أو هدية إليه أو الى مولاه يقبل الجميع ويكافئ عليه بالرقيق ولايطلق لأحد الصعود الى مولاه لا لمسلم ولا لغيره * وأوّل الجنادل من بلد النوبة قرية تعرف بتقوي هى ساحل واليها تنتهي مراكب النوبة المصعدة من القصر أوّل بلدهم ولاتتجاوزها المراكب ولايطلق لأحد من المسلمين ولا من غيرهم الصعود إلا بإذن من صاحب جبلهم ومنها الى المقس الأعلى ست مراحل وهى جنادل كلها وشر ناحية رأيتها لهم لصعوبتها وضيقها ومشقة مسالكها أما بحرها فجنادل وجبال معترضة فيه حتى ان النيل ينصب فى شعاب ويضيق فى مواضع حتى يكون سعه ما بين الجانبين خمسين ذراعاً وبرها مجاويب ضيقة وجبال شاهقة وطرقات ضيقة حتى لا يمكن الراكب أن يصعد منها والراجل الضعيف يعجز عن سلوكها ورمال فى غربها وشرقها وهذه الجبال حصنهم واليها يفزع أهل الناحية التى قبلها المتصلة بأرض الإسلام وفى جزائرها نخل يسير وزرع حقير وأكثر أكلهم السمك ويدهنون بشحمه وهى من أرض مريس وصاحب الجبل واليهم والمسلحة بالمقس الأعلى صاحبها من قبل كبيرهم شديد الضبط لها حتى أن عظيمهم إذا صار بها وقف به المسلحي وأوهم أنه يفتش عليه حتى يجد الطريق الى ولده ووزيره فمن دونهما ولا يجوزها دينار ولا درهم لإذ كانوا لا يتبايعون بذلك إلا دون الجنادل مع المسلمين وما فوق ذلك لا بيع بينهم ولا شراء وإنما هى معاوضة بالرقيق والمواشي والحبال والحديد والحبوب ولا يطلق لأحد أن يجوزها إلا بإذن الملك ومن خالف كان جزاؤه القتل كائناً من كان وبهذا الاحتياط تتكتم أخبارهم حتى ان العسكر منهم يهجم على البلد الى البادية وغيرهم فلا يعلمون به والنباد الذى يخرط به الجوهر يخرج من النيل فى هذه المواضع يغطس عليه فيوجد جسمه بارداً مخالفاً للحجارة فاذا أشكل عليه نفخ فيه بالفم فيعرق ومن هذه المسلحة الى قرية تعرف بـ ساى جنادل أيضاً وهى آخر كرسيم ولهم فيها أسقف وفيها بربا ثم ناحية سقلودا وتفسيرها السبع ولاة وهى أشبه الأرض بالأرض المتاخمة لأرض الإسلام فى السعة والضيق فى مواضع والنخل والكرم والزرع وشجر المقل وفيها شئ من شجر القطن ويعمل منه ثياب وخشة وبها شجر الزيتون وواليها من قبل كبيرهم وتحت يده ولاة يتصرفون وفيها قلعة تعرف بـ أصمنون وهى أول الجنادل الثلاثة وهى أشد الجنادل صعوبة لأن فيها جبلاً معترضاً من الشرق الى الغرب فى النيل والماء ينصب من ثلاثة أبواب وربما رجع الى بابين عند انحساره شديد الخرير عجيب المنظر يتحدر الماء عليه من علو الجبل وقبليه فرش حجارة فى النيل نحو ثلاثة برد الى قرية تعرف بـ يستو وهى آخر قرى مريس وأوّل بلد مقرة ومن هذا الموضع الى حد المسلمين لسانهم مريسي وهى آخر عمل متملكهم ثم ناحية بقون وتفسيرها العجب وهى عند اسمها لحسنها وما رأيت على النيل أوسع منها وقدرت أن سعة النيل فيها من الشرق الى الغرب مسيرة خمس مراحل الجزائر تقطعه والأنهار منه تجري بينها على أرض منخفضة وقرى متصلة وعمارة حسنة بأبرجة حمام ومواشى وأنعام وأكثر ميرة مدينتهم منها وطيورها النقيط والنوبي والببغاء وغير ذلك من الطيور الحسان وأكثر نزهة كبيرهم فى هذه الناحية * قال وكنت معه فى بعض الأوقات فكان سيرنا فى ظل شجر من الحافتين فى الخلجان الضيقة وقيل أن التمساح لا يضر هناك ورأيتهم يعبرون أكثر هذه الأنهار سباحة ثم سقد بقل وهى ناحية ضيقة شبيهة بأول بلادهم إلا أن فيها جزائر حساناً وفيها دون المرحلتين نحو ثلاثين قرية بالأبنية الحسان والكنائس والأديار والنخل الكثير والكروم والبساتين والزرع ومروج كبار فيها صهب مؤبلة للنتاج وكبيرهم يكثر الدخول إليها لأن طرفها القبلي يحاذي دنقلة مدينتهم ومن مدينة دنقلة دار المملكة الى أسوان خمسون مرحلة وذكر صفتها ثم قال انهم يسقفون مجالسهم بخشب السنط وبخشب الساج الذى يأتي به النيل فى وقت الزيادة سقالات منحوتة لا يدرى من أين تأتي ولقد رأيت على بعضها علامة غريبة ومسافة ما بين دنقلة الى أوّل بلد علوة أكثر مما بينها وبين أسوان وفى ذلك من القرى والضياع والجزائر والمواشى والنخل والشجر والمقل والزرع والكرم أضعاف ما فى الجانب الذى يلي أرض الإسلام وفى هذه الأماكن جزائر عظام مسيرة أيام فيها الجبال والوحش والسباع ومغاوز يخاف فيها العطش والنيل يتعطف من هذه النواحي الى مطلع الشمس والى مغربها مسيرة أيام حتى يصير المصعد كالمنحدر وهى الناحية التى تبلغ العطوف من النيل الى المعدن المعروف بالشلة وهو بلد يعرف بـ شنقير ومنه خرج العمري وتغلب فى هذه الناحية الى أن كان من أمره ما كان وفرس البحر يكثر فى هذه المواضع ومن هذا الموضع طرق الى سواكن وباضع ودهلك وجزائر البحر ومنها عبر من نجا من بني أمية عند هربهم الى النوبة وفيها خلق من ... يعرفون بالزنافج انتقلوا الى النوبة قديماً وقطنوا هناك وهم على حدتهم فى الرعي واللغة لا يخالطون النوبة ولا يسكنون قراهم وعليهم وال من قبل النوبة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق