وثيقة إباضية لم تنشر حول هجرة أهل جبل نفوسة[1]
إن وطن قبيلة نفوسة الأمازيغية الإباضية الكبيرة – أي منطقة أهل نفوسة الجبلية[2] – إقليم من أهم الأقاليم الإباضية في بلاد طرابلس، ودعم لا يتزعزع لحكم الأئمة الرستميين في تيهرت ببلاد الأمازيغ الشرقية في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين. لقد كان دوماً ولا زال حتى اليوم منطقة مكتظة السكان وقد اضطر سكان جبل نفوسة إلى الرحيل هروباً من الفقر والاحتياج، فقادتهم الهجرة منذ القديم إلى بلاد تونس المجاورة، التي كانت أكثر خصوبة وغنى من بلاد طرابلس، والتي كانت دوماً “ملجأ لهم في فترات تاريخهم المظلمة”، كما يذكر ذلك ببرهان السيد [ج. ديبوا J. Despois] في كتابه الشيق حول جبل نفوسة من حيث استعرنا الملاحظات السابقة[3]. إننا لا نعرف متى تعود سكان جبل نفوسة الرحيل إلى بلاد تونس، ولكن من اليقين أن هذه العادة كانت تستمر قروناً كاملة، وكانت نسبتها في القديم أكثر أهمية مما هي عليه اليوم.
سبق أن ذكر لنا الجغرافي العربي أبو عبيدة البكري – الذي يرجع إليه الفضل في الوصف المفصل لشمال إفريقيا في القرن الحادي عشر الميلادي – أن الإمام الفاطمي أبا القاسم بن عبيد الله (حكم من سنة 934م-946م) أسس (أو بالأحرى أعاد بناء) القرية المسماة [فيلا ماجنا Villa Magna]، (فيلا مانيا قديما) بإقليم زغوان، غير بعيدة عن القيروان حيث عقد النية على إسكان “الغرباء الشحاذين القادمين من بلاد هوارة ونفوسة”[4].
وحسب قول الشماخي (ق 10هـ/16م) الذي ذكر في هذا الشأن المؤرخ المغربي ابن سلام: (كان يكتب بعيد سنة 260هـ/873م)[5] إن فرقة أخرى من أهل نفوسة تزيد عن (500 نسمة)[6] كانت تسكن باطن المرج وهو مكان يحتمل أن يكون بائن على خرائطنا الجغرافية، وهو سهل لحقي صغير يوجد بالشمال الغربي من القيروان، ويمتد على جانبي وادي مرق الليل. وحسب قول ابن سلام فإن هؤلاء النفوسيين كانوا إباضية، ولا نعرف شيئاً عن تاريخ هذه الفرقة التي استقرت بضواحي القيروان قبل سنة (873م) بكثير. فليس من المستحيل إذن أن يكون مستعمروا وباطن المرج جزءاً من نفس السيل – كان حوالي القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي، أو في النصف الأول من القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي – قد جلب إلى البلاد التونسية أعداداً ضخمة من مهاجري جبل نفوسة الذين تحدثنا عنهم السير الإباضية.
ويبدو أن الجماعة الأساسية من مهاجري القرنين الثاني والثالث الهجريين/الثامن والتاسع الميلاديين، كانوا قد توجهوا إلى بلاد الجريد حيث استولوا على مدينة قنطرار[7] التي أصبحت عاصمة ولاية جديدة للحكومة الإباضية في تيهرت تحت حكم الإمام الرستمي أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم (168–208هـ/323–871م) وقد عين أفلح أبا يونس وسيم النفوسي الطمزيني والياً على قنطرار. وهذا الأخير مهاجر من جبل نفوسة[8] خلفه أبنه سعد الذي عاش كذلك في سنة (283 هـ/896–97م) أثناء سحق جيش الأغالبة لأهل جبل نفوسة في واقعة مانو الدامية. وفي هذه الفترة لا زال المستعمرون النفوسيون بقنطرار يشعرون بارتباط وثيق بوطنهم الأصلي، حتى أن سعداً[9] بن أبي يونس قد شبه في أحدى خطبه جبل نفوسة “ببقرة وقنطرار بعجلها”[10]، وقد كانوا يتقاسمون الغنائم مع أهل الجبل، وبعد معركة مانو مباشرة إستولى الجيش الأغلبي على هذه المدينة ومثل بالأهالي[11].
ومع وجود هذه الفرق الثلاثة من مهاجري الجبل الذين استقروا بشمال القيروان وغربها وبلاد الجريد، يجب أن نذكّر بوجود مستعمرة رابعة في المنطقة الشرقية من البلاد، أي إقليم الساحل للبلاد التونسية في القرون الوسطى. وقد كشفت عن وجود هذه المستعمرة وثيقة قديمة صادرة عن الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، ونقلت بإيجاز في كتاب السير – وهو كتاب تراجم الإباضية بشمال أفريقيا ألفه أبو الربيع سليمان بن عبد السلام الوسياني – وقد أتيحت لي الفرصة أخيراً أن أتحدث عن هذا الكاتب الذي يعد من أشهر مؤرخي الإباضية ومترجميهم في شمال إفريقيا وقد توفي في النصف الثاني من القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي[12].
ومخطوطات كتاب السير نادرة جداً وقد سلّم سي داود بن بكير قاضي الإباضية في الماضي بغرداية – بميزاب، إحدى هذه النسخ للمرحوم [سموغورزوفسكي Smogorzewski]، الذي طلب أن تنسخ له مع مؤلفات أخرى في تراجم الإباضية وكان ذلك سنة (1912م أو 1913م)[13]. والنسخة التي نتحدث عنها توجد في الصفحات 1 إلى 139 من المخطوط رقم 297 من المجموعة الإباضية التي جمعها هذا العالم. والفقرة التي تحتوي على موجز رسالة الإمام عبد الوهاب توجد في الصفحتين 75-76 من هذه النسخة وهذا هو النص[14]: وذكر عن الإمام عبد الوهاب رضي الله عنه كتب إلى نفوسة الراحلين من الجبل كتاباً وهم الخارجون عنه وكانوا في ألف رجل وخاف مما يعتريهم من التغيير والتشتيت فكتب إليهم كتاباً مع عامله عليهم وأقطع عليهم أرضاً كثيرة، وهي هذه الحدود التي تذكر ورد القلورية إلى تانوجدت إلى قبر الصياد إلى فحم المصابيح إلى زيتونة المعاصير[15] لنا وللمسلمين اغرسوا فيه بأمرنا وأحرثوا فيه بإذننا، قال أبو محمد قال أبو زكرياء يحيى بن ويجمين إن الساحل كله داخل في هذه الحدود الأربعة. فنزلوا فيه، وقطنوا فيه، ومن معهم، وهو أبرك خلق الله، وأزكى وأطيب وأجدر الادباء، وأطوع الطائعين، منهم إلى يومنا هذا، فيهم الإبرار والأدب ببركة الإمام نظر الله وجهه، وقدس روحه، وبرد ضريحه، والمسلمين والمسلمات أجمعين. آمين يا رب العالمين.
ولم يذكر لنا الوسياني كيف حصل على رسالة الإمام عبد الوهاب التي بعث بها إلى المهاجرين من جبل نفوسة؛ والتي قدم لنا موجزها في مؤلفه. ونظراً لكل الإحتمالات فإن هذه الوثيقة كانت ضمن كتاب عبد الوهاب تحت عنوان “كتاب مسائل نفوسة الجبل”[16] الذي ذكره ابن الصغير في سيرة أئمة تيهرت (كتبه حوالي 290هـ/902-903م)[17]، وإليكم ما قاله ابن الصغير في هذا الشأن: ألف لنا عبد الوهاب كتاباً بعنوان “كتاب مسائل نفوسة الجبل” رداً على أسئلة مريبة في المسائل التي كتبها أهل نفوسة وقد حلها هو بتفصيل – ولهذا الكتاب الذي بين أيدي الإباضية شهرة كبيرة عندهم تناقلوه من جيل إلى جيل حتى عصرنا هذا، والدليل على هذا أني تمكنت من الحصول عليه عند أحد بني رستم فأطلعت عليه ودرسته[18].
ويبدو أنه من هذا الكتاب جاءتنا رسائل الإمام عبد الوهاب لأهل نفوسة والتي استشهد بها أو ذكرها أبو زكريا بن أبي بكر الورجلاني في كتابه التاريخي وهو مؤرخ إباضي معروف لمع نجمه في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي[19]. وهذه الرسائل تخص عزل خلف بن السمح وتسمية أبي عبيدة عبد الحميد الجناوني والياً على نفوسة، ومقاتلة أبي عبيدة لخلف بن السمح[20].
وأعتقد أن نسخة من كتاب مسائل نفوسة للجبل قد عثر عليها الوسياني وهو مؤلف عاش بعد عصر أبي زكرياء يحيى بن أبي بكر الورجلاني، ومنها إستخرج صاحب كتاب السير رسالة عبد الوهاب إلى الراحلين من أهل نفوسة[21]، ومن جهة أخرى ليس من المستحيل أن يكون الوسياني قد تعرف على رسالة الإمام عبد الوهاب بواسطة علماء آخرين درسوها ونقلوا محتواها إلى مؤرخها. وفي هذه الحالة يبدو إن الذي نقل محتوى رسالة الإمام عبد الوهاب إلى الوسياني قد يكون شخصاً يدعى أبا محمد كان قد حفظها عن أبي زكرياء يحيى بن ويجمن الهواري.
ويستخلص إذن من هذا المقطع من كتاب السير أن هاذين العالمين قد حققا وثيقتنا هذه وإن لم يكن ذلك صحيحاً، أليس من الفائدة أن نتحدث قليلاً عن هذين الشخصين. وأبو محمد المذكور في الفترة السابقة من كتاب السير للوسياني هو بلا شك أبو محمد عبد الله بن محمد العاصمي اللواتي نفسه. ومن خلال فقرة أخرى من نفس الكتاب كان أستاذاً للوسياني ودليله الأساسي في الإباضية بشمال إفريقيا[22] ويعود نسب هذا الشيخ إلى ميال بن يوسف وزير الإمام الرستمي أفلح بن عبد الوهاب وقد ولد في النصف الأول من القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي في بلاد برقة.
وفي سنة (450هـ/1058-1059م) كان يبلغ من العمر 18 سنة حين هاجر من برقة نحو الغرب، واستقر بأجلو في وادي ريغ (أريغ في سير الإباضية) وقد توفي سنة (528هـ/1133-1134م). لقد منحه المذهب الإباضي بإستحقاق مكانة شرفية إذ أنه لم يكن مؤرخاً عظيماً فحسب وإنما كان شاعراً فحلاً كذلكً[23]. أما أبو زكرياء يحيى بن ويجمن (كذلك ويقمان) الهواري فقد كان أحد أصحاب السير المشهورين، ذاع صيته في النصف الأول من القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي[24]، توفي سنة (487هـ/1074-1075م)[25] وسكن مدينة أجلو (أجلو الشرقية كذلك بوادي ريغ)[26]. كما قضى فترة من عمره بمدينة تامست وهي بلدة أخرى من القطر[27]، ولقد كانت تربطه علاقة وثيقة بأبي محمد عبد الله بن محمد العاصمي اللواتي الذي التقى به بعد سنة (450هـ/1058-1059م) في أجلو وتلمست[28]. ومما لا شك فيه أن بين سنة (450هـ/1058-1059م) إلى (467هـ/1074-1075م) نقل لأبي محمد رأيه فيما يخص رسالة الإمام عبد الوهاب للراحلين من جبل نفوسة وكانت وفاته في هذه الفترة.
والأمكنة التي ذكرتها رسالة الإمام عبد الوهاب كحدود للأرض التي منحها للراحلين من جبل نفوسة لم تذكر على أي خريطة من خرائطنا، كما لم يعرفنا بها أي نص عربي قديم، ولم تذكر في كتب اليعقوبي والمقدسي والبكري والإدريسي، ولا نعرف ما إذا كانت أسماء مدن وقرى أو أمكنة أخرى. لذلك أصبح من المستحيل علينا أن ننطلق من هذا النص لتحديد أسماء هذه الأماكن؛ فهي كلها عربية ما عدا واحدة فقط يبدو أنها أمازيغية، تنقسم إلى حدين متمايزين: تين ووجدت: وتقابل تين في العربية الإضافة وهي كلمة كثيرة الإستعمال في الطبونوميا الإفريقية القديمة[29]. وأما وجدت فيمكننا أن ننطق بها أوجدت إذ نجده في أسم مدينة مغربية أوجدة ذكرها البكري وجدة[30].
إن تسمية ورد قلورنية غريبة إذ لا نعرف هل تعني اسم نبات ومن ثم اصبح اسم مكان (فضلاً على أنني أجهله)، أم هل توجد فيه إشارة إلى المستعمرين القلوريين الذين استقروا في هذه البلاد؟[31]
ونقلاً عن أبي زكرياء يحيى بن ويجمن الهواري تكون حدود الأرض الممنوحة للراحلين من جبل نفوسة موافقة لإقليم الساحل على خرائطنا، ومن هذه التسمية نعرفها اليوم بالمنطقة الساحلية الشرقية للبلاد التونسية، والتي تمتد من هرقلة في الشمال إلى رأس قبودية جنوبا[32]. وكانت هذه الأرض في القديم أكثر إتساعاً وتشمل جنوب البلاد الممتد بين صفاقس وقابس. ونقلاً عن اليعقوبي كانت من أولى المدن التي هي الحد بين الساحل وجهة الوسط[33] وكذلك بالنسبة للبكري – كتب في منتصف القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي – غير أن وصفه لشمال إفريقيا كان مركزاً على مؤلفات محمد بن يوسف بن الوراق الجغرافي الذي سبقه بقرن (قد توفي هذا الأخير في سنة 336 هـ/973-974م) والذي مدد حدود الساحل أكثر مما كانت عليه. ونقلاً عن هذا الجغرافي تكون مدينة تاروغا احدى المحطات على الطريق الرابطة بين صفاقس وقابس، وتقع في منتصف الطريق بين هذين البلدين، وتوجد على طرف ساحل الزيتون[34] ومن الغرب تفصل القيروان عن الساحل مسيرة يوم[35].
نستخلص من هذه الوثيقة التي نسخها الوسياني أن الإمام التيهرتي عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم كان يعتبر نفسه على الأقل في فترة من حكمه الطويل الذي دام أربعين سنة (من 168 إلى 208هـ ومن 784-785 إلى 823-824م) صاحباً للساحل الذي منحه لجماعة من الراحلين من جبل نفوسة، وهي قبيلة أمازيغية تمثل السند الأساسي للرستميين في بلاد الأمازيغ الشرقية. وأعتقد أن هذه الشهادة تستحق القبول التام وأن النفوذ الرستمي ليس مستحيلاً في الساحل (خاصة في داخل البلاد) في عهد الإمام عبد الوهاب أيام أوج قوة حكومة تيهرت.
علينا أن نذكر أيضاً أن الساحل متاخم لولايتي إمامة تيهرت: قابس مع نواحيها، وقفصة، حيث كان يقيم في هذه الفترة وولاة يُعيَّنُون من طرف عبد الوهاب، وهم سلمة بن قطفة على قابس، وعلى قفصة[36] وكيل بن دراج النفوسي (من بني يخلف)، ومن هنا نرى أن الطريق مفتوح أمام النفوذ الرستمي على الساحل من الجنوب والجنوب الغربي إنطلاقاً من قابس وقفصة اللتين كانتا باباً على أفريقيا في نظر الرستميين، وولاتهم على جبل نفوسة. ويظهر لنا هذا النفوذ بدون شك في فترات ليست بالقليلة، حين اشتغل أخر وولاة العباسيين والأمراء الأغالبة الأولون في إخماد الثورات الداخلية في إفريقية، وكان هؤلاء غير مستعدين لحماية الحدود الجنوبية من محاولات الغزو من طرف أئمة تيهرت.
وبعد وفاة الإمام عبد الوهاب (210هـ/825-826م) ظهر الساحل عند ابن خلدون أحدى الولايات الأربعة (والولايات الاخرى هي: تونس لكنها أصلحت بقابس – نفزاوة – وطرابلس) التي ظلت على وفائها للأمير الأغلبي زيادة الله الأول أثناء ثورة الجند الكبيرة[37]. ولا تبدو هذه الشهادة على غاية من الصحة إذ أن اعتمادنا على سير الإباضية يجعلنا نعرف أن ولاية على الأقل من هذه الولايات الأربعة لا تنتمي في هذه الفترة إلى الدولة الأغلبية ولكنها تابعة لإمامة تيهرت، وزيادة على ذلك فإننا نعرف أسماء وولاة الإمام عبد الوهاب وخليفته أفلح بن عبد الوهاب (208-258هـ/823/824 – 871/872م) على هذا الإقليم ميال بن يوسف، ومحمد بن إسحاق الخزري[38]، ومع ذلك لا نعرف من هو الوالي الأغلبي على نفزاوة[39] في هذه الفترة، وكذلك بلاد طرابلس ومنطقة قابس كانتا تحت حكم الإمام أفلح، وجزء منها تحت حكم القائد الإباضي خلف بن السمح[40]، بإستثناء مدينتي طرابلس وقابس. ويغلب الإحتمال أنه حتى سنة (210هـ/825-826م) لم يكن الساحل مرتبطاً كل الارتباط بالدولة الأغلبية كما أصبح عليه فيما بعد، سوى المدن الواقعة على الساحل مثل سوسة التي عرفت حكم هؤلاء الأمراء بينما كان نفوذ أئمة تيهرت هو السائد داخل البلاد. وأعتقد أنه لم يتم القضاء على نفوذ الأئمة الرستميين في جنوب البلاد التونسية وشرقها الا سنة (224هـ/838-839م) بعد إنتصار الأغالبة على تحالف قبائل لواتة ومكناسة وزواغة الأمازيغية الإباضية التي تسكن بين قسطيلية وقفصة[41].
وبالأحرى لا يمكننا ان نفترض أن هذا التأييد الذي قدمه كل من إقليم نفزاوة وطرابلس وقابس والساحل سنة (210هـ/825-826م) لزيادة الله الأول، كان إما نتيجة لصلح بين الأمير الأغلبي والإمام أفلح بن عبد الوهاب، وإما بين الأمير والوولاة الإباضيين الذين يحكمون هذه الأقاليم باسم إمام تيهرت. وعلى حسب الفرض الذي أحتج به [فوندرهايدن] الذي ندين له بالفضل لبحثه القيم في الأمراء الاغالبة – بأن سكان الساحل كانوا مختلطي المذاهب ومتوسطي الإستعراب، ما عدا بعض المسيحيين وخاصة الأرتذوكس منهم[42].
إن مضمون رسالة الإمام عبد الوهاب التي محّصناها آنفاً يسمح لنا أن ننكر هذا الفرض، وتظهر الوثيقة بوضوح أن حوالي آخر القرن الثامن الميلادي أو أوائل القرن التاسع الميلادي تسربت جماعة لا بأس بها من الأمازيغ الإباضية إلى هذه البلاد. ونقلاً عن هذه الوثيقة فإن عددهم كان يبلغ ألف رجل (ويعني خاصة الرجل البالغ) وهو يقصد بلا شك رؤساء العائلات الذين استقروا حديثاً بالساحل مع نسائهم وأبنائهم ومن كان معهم، كما ورد في نصنا هذا. فإذا كانت ترجمة النص صحيحة، يمكننا مضاعفة عدد الراحلين المصرح به خمس مرات، واعتبار أن عددهم يبلغ على الأقل خمس ألاف شخص.
ونقلاً عن الوسياني لا زال يوجد في عصره إباضية في بلاد الساحل، وكذلك في عصر أبي زكرياء يحيى بن ويجمن الهواري، وهما شخصيتان استغل نفوذهما في البحث عن رسالة الإمام عبد الوهاب أي في القرنين الخامس والسادس الهجري/الحادي عشر والثاني عشر الميلادي. ولقد أعاد صاحب كتاب السير علم هؤلاء الإباضية وتقواهم إلى هذا العصر.
إن المعلومات التي توجد في فقرة من كتاب السير التي ذكرت أعلاه ليست الشهادات الوحيدة على وجود سكان إباضية كثيرين في الساحل في آخر القرون الوسطى، إن سير إباضية شمال افريقيا تزودنا بمعلومات أخرى، وهذه بعض الأحداث التي استقيتها من هذه المصادر: يعد أبو خليل سهل (من قرية إيدركل) وهو عالم مترجم ومؤرخ إباضي من جبل نفوسة توفي في النصف الأول من القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي[43]، يعد الساحل من بين بلدان الإباضية مثل جبل نفوسة وغدامس وفزان، وحدثنا عن وجود الحلق في هذه البلاد أي حلق الطلبة الملتفين حول مشائخ الإباضية المشهورين[44].
والمعلومات التي جاء بها ابن سلام بن عمر تعود إلى فترة متأخرة قليلاً. وهو مؤرخ يحتمل أن يكون أصله إباضياً كان يسكن أفريقية (قبل سنة 240هـ/853-854م بقليل) ونجده بتوزر، والذي كان يكتب بعد سنة (260هـ/873-874م) والمؤلف التاريخي لابن سلام بن عمر انعدم اليوم[45]، ولكن الشماخي نقل إلينا عدة نصوص منه في كتابه السير الذي كتب في أوئل القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي[46]. ولقد حدثنا ابن سلام بن عمر عن ثلاثة من مشاهير شخصيات الإباضية الذين كانوا يسكنون بلاد الساحل، كما استنتج الشماخي من فحوى كلماته، وأول هؤلاء الشخصيات الحارث أبو الغدير الهواري الذي كان فقيهاً ومفتياً سامياً، ونقلاً عن ابن سلام بن عمر فإنه كان في جنوب شرقي مدينة سوسة[47] أي في المنطقة الشرقية من الساحل. ونقلاً عن المؤرخ المعني بالذكر فإن الثاني فقيه يدعى سليمان بن ياسر كان يسكن في حوزة تدعى بقلوط توجد في شرق القيروان[48]. وأعتقد أن اسم بقلطة في القرن الرابع عشر الميلادي كان [بقالطة Bakalita]. وهي بلدة واقعة بين المنستير والمهدية[49] لا تمثل إلا جمع تكسير في العربية لاسم هذا المكان. وأخيراً فان العالم الثالث هو الفقيه الإباضي: أبو حبيب كان يسكن – حسب قول ابن سلام بن عمر – شرق القيروان في بلدة تدعى قفصة الساحل[50]، لتمييزها عن قفصة المعروفة والموجودة في الجنوب التونسي، ولا وجوب علينا أن نعرف قفصة الساحل بربض قفصة، وهي بلدة إعتبرها البكري ضاحية من ضواحي المهدية على الساحل الشرقي للبلاد التونسية[51]. وقصر قفصة التي ذكرت في كتاب “رياض النفوس” لأبي بكر المالكي (5هـ/11م) هي نفسها وبلا شك قفصة الساحل. ونقلاً عن هذا الكتاب فإن قصر قفصة كان يحمل كذلك اسم الديماس[52]. وعلى حسب ما ذهب إليه الإدريسي فإنها تقع على بعد ثمانية فراسخ شمال المهدية[53]. وظل اسم هذه البلدة [ثيبسوس thapsus][54] قديماً. رأس ديماس حالياً. وأعتقد أيضاً أن قفصة الساحل هي نفسها بلدة قابس، وهي إحدى مدينتين هامتين على الساحل نقلاً عن اليعقوبي الذي عين موضعها على مسافة مسيرة يومين عن مدينة صفاقس [اصفكيسSifax ][55]. وأما ما ذهب إليه المقدسي – الذي كتب في آخر القرن العاشر الميلادي – فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على وجود إقليم آخر كذلك مشتق من هذا الاسم[56].
ومن منطقة الساحل هذه التي أطلقت عليها سير الإباضية اسم ساحل المهدية، كان قد جاء طاهر بن يوسف من هروغة وهو شيخ إباضي مستجاب الدعاء، ومعاصر للسلطان الزيري المعز بن باديس[57]. (404–454هـ/1016-1062م). وفي هذه الفترة نزل بالساحل شيخ إباضي آخر تقي وعالم ليتفرغ للعبادة وهو أبو الخير توزين الزواغي، من مدينة زواغة (وهي اليوم مرسى زواغة في بلاد طرابلس)[58].
شهادة شيخ وادي ريغ الإباضي المشهور أبي عبد الله محمد بن بكر (توفي سنة 440هـ/1049-1050م) الذي زار أهل الدعوة بالساحل مع حلقة من الطلبة الإباضيين وكان ذلك في النصف الأول من القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي. ويحكى عن أبو عبد الله أنه زار قرية كان يسكنها خليط من الإباضية والجبابرة (أهل السنة؟)، حيث التقى بقدماء الرفاق الذين تتلمذ معهم[59]. ومن بين شيوخ الإباضية الآخرين المشهورين في النصف الأول من القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، والذين كانوا قد إهتموا حقاً بإباضية الساحل وزاروا هذه البلدة وكثيراً ما كانوا مصطحبين بحلقهم. يجب أن نذكر منهم أبا عبد الله محمد بن سدرين من بلاد الجريد[60] وأبا سعيد يخلفتن النفوسي وأبا زكرياء يحيى بن أبي زكرياء فصيل الزواغي من جربة[61]. وبعد تلك الفترة أي نحو النصف الثاني من القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي زار الساحل الشيخ الإباضي المشهور أبو محمد ماكسن بن الخير الوسياني[62]. وفي عصر هذا الشيخ أو قبله بقليل عاش العالم محمد بن أبي خالد صاحب الأثنى عشر كتاباً[63].
وفي فترة مجهولة ولكن على كل حال قبل منتصف القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي، جاءت شهادة أبي يعقوب يوسف العفولي من مديرية يفرن، وحسب نادرة حكاها الوسياني أن في الساحل ثلاث مائة من نساء الإباضية الصالحات يدعون للإسلام[64].
فهل يقصد بهذا دعوة إباضية بين مسيحي الساحل الذين ظلوا على دينهم حتى القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي[65]، كما تحدثنا بذلك المصادر العربية أم دعوة بين المخالفين من المسلمين؟ من المستحيل علينا أن نجيب على هذا السؤال لنقص المصادر الكامل.
وبعد القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي توقف الكلام في المصادر العربية عن إباضية الساحل، فلقد أصبح مصيرهم بعد ذلك غير معروف تماماً، إلا أنه من المحتمل أن تكون جماعة من أمازيغ الساحل الإباضية قد رحلت إلى جبل نفوسة، وجزيرة جربة، وغيرها، من مراكز الإباضية بشمال إفريقيا. حيث اختلطوا بطوائف أخرى من الإباضية، بينما إعتنقت جماعة أخرى المذهب السني الذي أصبح من المنتصف الأول من القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي المذهب الرسمي لإفريقية، أما البقية فقد أختفوا بدون شك تحت ضربات البدو الهلاليين الذين سحقوا في منتصف القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي دولة بني زيري، وأتلفوا مزارع إقليم الساحل التي لم تجدد غراستها الا بعد زمن طويل وعلى مساحة أقل إتساعاً مما كانت عليه قبل إتلافها بمجيء بني هلال[66].
**********************
[1] – هذا المقال عبارة عن ترجمة لمقال في: [النشرة الإستشراقيةFolia Orientalia T1-2 1959] بعنوان: [وثيقة إباضيةلم تنشر حول هجرة أهل جبل نفوسة Al-Nafūsa] لمؤلفه المتمزغ البلوني: [تادايوش ليفيتسكيTadeusz Lewicki ]. ترجمة الأستاذ: أحمد بوعيش باكير، والأستاذ: مسعود مزهودي. وإعتمدنا في الغالبية الساحقة على ترجمة الأول.
[2] – نفوسة الجبل كما ترد في المصنفات الإباضية تمييزاً لهم عن نفوسة الساحل.
[3] -في كتابه المعنون: [جبل نفوسة دراسة جغرافية Le Djebel Nefousa (Tripolitaine) étude géographique] – باريس 1939 ص165/69 و294/295.
ملحوظة: لقد ترجم هدا الكتاب ونشر من قبل مؤسسة تاوالت الثقافية، (الناشر).
[4] – وصف إفريقيا الشمالية لأبي عبيد البكري، نص عربي حققه ونشره [ماك گوكين دي سلان Mac Guckin de Slane]/ ط: ثانية – الجزائر 1911 ص16 (ترجمة الجزائر 1913 – ص98) وفيما يتعلق بنطق كلمة المكان هذه واشتقاقها التي نسخها البكري بخطأ قلمجة وقرأها دي سلان قلمجنة. أنظر [ت. ليفيتسكي]: لغة رومانية منسية في شمال أفريقيا، ملاحظات مستشرق في المجلة الشرقية 1953 – ج12 – ص450 رقم51.
[5] – عن الشماخي وابن سلام، أنظر [ت. ليفيتسكي] – سيرة الأباضية “كتاب السير” لأبي العباس أحمد الشماخي في مجلة الدراسات الإسلامية 1934 – ملف 1، باريس 1935، ص 59 إلى 78.
ملحوظة: المقال مترجم ومنشور ضمن هذا الكتيب. (الناشر)
[6] – أبو العباس أحمد بن عثمان الشماخي، كتاب السير، مخطوط، القاهرة 1301 – 1383/84 ، ص261/62.
[7] – حول مدينة قنطرار، أنظر [ت. ليفيتسكي] : لغة رومانية منسية في شمال افريقيا 466 رقم 66.
[8] – [أميل مسكراي E. Masqueroy] سيرة أبي زكرياء. الجزائر 1373،ص174، الشماخي، كتاب السير من ص195 إلى 219.
[9] – [أميل مسكراي]، العنوان السابق، ص174/76. الشماخي، ع.س. ص214/15.
[10] -[ أميل مسكراي]، ع. س.،ص 199. الشماخي، ع.س. ص 268.
[11] – [أميل مسكراي]، ع.س. ص 202.
[12] – [ت. ليفيتسكي]، التوزيع الجغرافي للتجمعات الأباضية بشمال إفريقيا خلال العصر الوسيط، في المجلة الشرقية البولونية ج. 21 – 1957 ص304/305.
ملحوظة: ترجم هذا البحث وأرفق بهذا الكتيب (الناشر).
[13] – [ت. ليفيتسكي] ، سموغورزوفسكي في المجلة الشرقية البولونية ج9 – 1933، ص189-190.
[14] – ننشر النص العربي من هذه الفقرة بأمانة ولم نصحح إلا خطأ يبدو وأنه جاء من يد الناسخ، الأرقام في الهامش توافق صفحات المخطوط رقم277 من مجموعة [سموقورزفسكي].
[15] – زيتونة الصعافير، سير الوسياني ص 43.
[16] – تنبيه: لقد اضطلعنا على كتاب مسائل نفوسة، تحقيق وترتيب إبراهيم محمد طلاي. ولم ترد فيه هذه الرسالة (الناشر).
[17] – سيرة ابن الصغير في الأئمة الرستميين بتاهرت، نشر وترجمة: [دي كالاسنتي موتيلانسكي A. de C. Motylinski] في فصول المؤتمر العالمي 14 للمستشرقين القسم الثالث (تابع) اللغات الإسلامية باريس 1908 من ص3 إلى 8 (تمهيد).
[18] – المصدر نفسه ص 17 (نص عربي)، ص 73 (ترجمة فرنسية).
[19] – حول هذا المؤلف انظر الموسوعة الإسلامية بحياة أبي زكرياء يحيى بن أبي بكر الورجلاني.
[20] – [أ. مسكراي]، سيرة أبي زكرياء، ص 133/136، 145، 146، 148، 154.
[21] – كتاب مسائل نفوسة الجبل لم يذكر في جدول كتب المذهب الأباضي الذي ألفه في بداية القرن التاسع الهجري/الرابع عشر الميلادي، أبو الفضل أبو القاسم بن إبراهيم البرادي وهو عالم إباضي أصله من الجنوب التونسي ويبدو أن هذا الكتاب لم يوجد مستقلاً على حده في هذه الفترة وربما ألحق في مؤلف آخر عنوانه “جوابات الأئمة” ذكره البرادي الذي يقول: وفضلا عن ذلك فان في هذا الديوان المعني بالذكر لا تدخل إلا رسالة واحدة لعبد الوهاب، ونقلاً عن عبد الله بن حميد السالمي وهو عالم إباضي معاصر ندين له بالفضل في الحصول على جدول كتب الأباضية القديمة، أن كتاب “جوابات الأئمة” يحتوي على رسائل عبد الوهاب من أبنه أفلح وكذلك من ابن الأخير محمد بن أفلح بن عبد الوهاب، وقد رأى السالمي مجلداً تاماً من هذا المؤلف. وفيما يتعلق بجدول البرادي وجوابات الأئمة راجعوا [دي كالاسنتي موتيلانسكي]، مراجع ميزاب، وكتب المذهب الإباضي في نشرية المراسلة الأفريقية، ج3 – 1385، من ص16 إلى 30 وص43/44 (وخاصة ص23 رقم 46).
السالمي: اللمعة المرضية من أشعة الإباضية، مطبوع في “مجموع ستة كتب” يبتدئ بخطبة العيدين لسعيد بن علي الجربي، الجزائر س. د.
[22] – الوسياني: كتاب السير ص 1.
[23] – الشماخي: كتاب السير، من ص437 إلى 440 وفي أمكنة متعددة، ونقلا عن سيرة أباضية مجهولة في القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي، تحت عنوان “سير المشائخ” (مخطوط رقم 277 من مجموعة [سموقورزفسكي] ص190)، هذا الشيخ يحمل اسم أبي محمد عبد الله بن ناصر بن ميال بن يوسف اللواتي وكان ميال بن يوسف قد عين حاكماً على بلاد نفزاوة من طرف الإمام أفلح بن عبد الوهاب، أنظر أيضاً فيما يتعلق بهذا العالم [ت. ليفيتسكي] “ملخص سيرة الاباضية” للدرجيني، في المجلة الشرقية البولونية ج.6، 1936، ص162.
[24] – [دي ك. موتيلانسكي]: مراجع ميزاب، ص42 (حيث كتب اسم هذه الشخصية أبو زكرياء يحيى بن ويجمن الهواري)، ت. ليفيتسكي: ملخص سيرة الأباضية للدرجيني، ص169.
[25] – سير الشماخي: ص327.
[26] – الوسياني: كتاب السير ص180/181 – سير المشائخ ص327 .
[27] – الوسياني: العنوان السابق ص189.
[28] – نفس المرجع ص109-11.
[29] – نجد هذا العنصر مع عناصر أخرى في تنفاديا الرومانية القديمة (في نوميديا) كذلك في أسم مكان القرون الوسطى، تين طمزين – إضافة للشعير، اسم قرية في جبل نفوسة، أنظر في هذا الموضوع [روني باسي R. Basset ] “تسمية مشاهد جبل نفوسة” في الجريدة الاسيوية: مايو/يونيو 1899م، ص450/451. [أ. بلغران A. Pellegrin] محاولة في أسماء أماكن الجزائر وتونس، تونس 1949م، من ص74 إلى ص77.
ملحوظة: ترجم مقال باسي ونشر تحت اسم: (تسمية مشاهد جبل نفوسة) الناشر: مؤسسة تاوالت الثقافية، راجع كذلك (تسمية شيوخ جبل نفوسة وقراهم – دراسة في الطبونوميا والأنوميا الأمازيغية) منشورات مؤسسة تاوالت الثقافية (الناشر).
[30] – وصف إفريقيا الشمالية لأبي عبيد البكري نص عربي، ص87/88، ترجمة فرنسية، ص176/177.
[31] – هؤلاء القلوريين الذين افترضناهم لم يكونوا المستعمرين الإيطاليين الوحيدين الذين سكنوا تونس في أواخر القرون الوسطى، كما يوجد أيضاً في هذا البلد مهاجرون من جزيرة سردينية، قد أعطوا أسمهم إلى سردينية، وهو يوجد في أحواز القيروان، سنة (361هـ/973م)، أنظر في هذا الصدد ابن خلدون، تاريخ البربر، ترجمة: [دي سلان] الطبعة الثانية (باريس 1925 – 56) ج. 2، ص550.
[32] – [ر. برانشفيع R. Brunschig]: بلاد البربر الشرقية في عهد الحفصيين منذ النشأة حتى نهاية القرن 15 (باريس 1940) ص307، أنظر أيضاً عن هذا البلد البحث الجغرافي الجيد لـ [ج. ديبوا]: تونس الشرقية الساحل والسباسب المنخفضة دراسة جغرافية، باريس 1955 خاصة من ص129 إلى 157 وفي أمكنة متعددة.
[33] – اليعقوبي: كتاب البلدان، نشر م. ج. دي خويه المكتبة الجغرافية العربية ج. 7، الطبعة الثانية، ليدن 1822، ص 350.
[34] – وصف افريقيا الشمالية لابي عبيد البكري نص عربي ص 19، ترجمة فرنسية ص 45.
[35] – نفس المصدر، نص عربي ص 24، ترجمة فرنسية ص 56.
[36] – الشماخي: كتاب السير ص 203.
[37] – انظر في هذا الشأن [هـ. فورنال H. Fournal]: البربر، باريس 1875، ج1، ص490/491.
[38] – الشماخي: كتاب السير، ص203.
[39] – [م. فندرهايدن M. Vonderheyden]: بلاد البربر الشرقية تحت نفوذ بني الأغلب، باريس 1927، ص50-51.
[40] – [أ. مسكراني]، سيرة أبي زكرياء من ص 174 وفي أمكنة متعددة، قال فندرهايدن متحدثا بصواب عن الوضع السياسي في طرابلس: أن بعد عام (820م) قد ترك آخر البلد إلى الأباضية حتى أبواب طرابلس (بلاد البربر الشرقية تحت نفوذ بني الأغلب ص42).
[41] – حول هذا الانتصار انظر [هـ. فورنال]: البربر: ج1، ص507 – 508.
[42] -[م. فندرهايدن Vonderheyden]: بلاد البربر الشرقية تحت نفوذ بني الأغلب ص60.
[43] – أبو العباس أحمد بن سعيد الدرجيني: كتاب طبقات المشائخ كانت فيما مضى من مجموعة [سموقورزفسكي]: رقم 275 وجه الورقة 36 ظهرها، عاش الدرجيني في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي.
[44] – حول هذا التقليدي، أنظر ت. ليفيتسكي: دراسات أباضية شمال أفريقيا قسم 1 – فرصوفيا 1955، ص27-28.
[45] – تم العثور على مؤلف بن سلام ونشر تحت عنوان: بدء الإسلام وشرائع الدين. وهو مشهور باسم: تاريخ ابن سلام. حققه الشيخ سالم بن يعقوب بمعية المستشرق شفارتس.
[46] – [ت. ليفيتسكي]: سيرة الأباضية ص 73، رقم: 3.
[47] – الشماخي: كتاب السير ص 261 كان حارث مثلما يستخلص من نسبه كان عضوا من قبيلة هوارة البربرية جارة نفوسة بطرابلس، وهكذا فأنه محتمل جدا أن قسما من هوارة الطرابلسيين قد أنظموا إلى النفوسيين المهاجرين من الجبل الذين استقروا بالقيروان.
[48] – الشماخي: نفس الكتاب.
[49] – حول بقالطة (بقلطة) انظر [ر. برانسفيغ]: بلاد البربر الشرقية تحت نفوذ الحفصيين، ص308. [ج. ديبوا]: تونس الشرقية الساحل والسباسب المنخفضة ص52، 151، 283، 332، و335.
[50] – الشماخي: نفس الكتاب.
[51] – وصف أفريقيا الشمالية لأبي عبيد البكري، نص عربي ص31، ترجمة فرنسية ص68.
[52] – ح. ع. إدريس: مساهمة في تاريخ أفريقيا، لوحة الحياة المادية والدينية في القيروان تحت نفوذ الاغالبة والفاطميين. نقلا عن “رياض النفوس” لابي بكر المالكي في مجلة الدراسات الإسلامية 1933، ص 297.
[53] – وصف افريقيا واسبانيا للادريسي، طبع وترجمة [ر. دوزي R. Dozy] و [م. ج. دي خويه M. J. de Goeje] نص عربي ص 126، ترجمة فرنسية ص 149.
[54] – [ر. برانسفيغ]: بلاد البربر الشرقية تحت نفوذ الحفصيين ج. 1، ص 309.
[55] – اليعقوبي: كتاب البلدان طبع [م. ج. دي خويه]، ص 350.
[56] – المقدسي: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، طبع [م. ج. دي خويه]، المكتبة الجغرافية العربية ج.3 ليدن 1877، ص227، حول قفصة/ قابس أنظر أيضاً [ت. ليفيتسكي]: لغة رومانية منسية في أفريقيا الشمالية ص462.
[57] – الشماخي: كتاب السير، ص 342، لا نعرف شيئا عن هروغة هل يقصد به اسم مكان أو اسم قبيلة؟ ونحن نميل إلى ترجيح هذه التسمية على هراغة وهي قبيلة بربرية ذكرها ابن خلدون (تاريخ البربر، نص عربي، الجزائر 1847 -51، ج1، ص275).
[58] – الشماخي: كتاب السير، ص336.
[59] – الوسياني: كتاب السير، ص83-84، الدرجيني: كتاب طبقات المشائخ وجه الصفحة 115، الشماخي: كتاب السير ص390-91.
[60] – الشماخي: نفس الكتاب.
[61] – الوسياني: كتاب السير ص170، الدرجيني: كتاب طبقات المشائخ ص117، ظهر الصفحة، الشماخي: كتاب السير من ص394 إلى 475.
[62] – الشماخي: كتاب السير ص480.
[63] – الوسياني: كتاب السير ص102، سير المشائخ ص324.
[64] – الوسياني: كتاب السير ص 56-57.
[65] – [ت. ليفيتسكي]: لغة رومانية منسية في شمال أفريقيا من ص419 إلى 424.
[66] – فيما يتعلق بهذا انظر [ج. دي بوا]، تونس الشرقية الساحل والسباسب المنخفضة من ص 145 إلى 167 وفي صفحات متعددة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق